مرت أربع سنوات على بداية رحلة عمر أفندى والتى جرى له فيها ما جرى وفوجئنا جميعاً برجوعه بعد أن تركنا العوض فيه وما زال " عمر أفندى .. رايح جاى " ، وكان ذهاب عمر أفندى فى صفقة - أو صفعة - بيع هى أقرب للعنة ، فتحت الأبواب والنوافذ لكى تخرج روائح صفقات بيع القطاع العام ، ولكننى ممن لهم حقوق عند عمر أفندى وهناك حكاية لها أربع سنوات بينى وبينه يجب أن تروى .. فلم أكن قد أتيت للدنيا وقت النكبة ولا النكسة وهما من الأيام السوداء – وما أكثرها – فى تاريخنا المعاصر ولكنى كنت موجوداً عندما تم الإعلان عن طرح شركة "عمر أفندى" للبيع والذى سيتم يوم 15 فبراير القادم .. غضبت .. حزنت .. إرتفع ضغط دمى .. لم يأتى النوم هذه الليلة بسهولة ، وبعدها رأيت "خير اللهم إجعله خيراً" رجلاً كبيراً يبدو عليه الوقار والإحترام فقال يخاطبنى وهو غاضب .. أنا من عشرات السنين نايم فى مكان جميل ومرتاح بالرغم من كل اللى بيحصل لممتلكاتى بره وجم ناس أخرجونى وفى الطريق شفت حاجات غريبة ماشية فى الشوارع بسرعة وفيها ناس وشفت مبانى عالية قوى وشفت ناس كتير زى النمل ومعرفتش إن دى مصر المحروسة إلا لمّا عديت على مكان عارفه كويس جداً وياما قعدت فيه ، هو تغير كتير عن يوم ما تركته ومكتوب عليه إسم غير إسمى ، والإسم الجديد مستحيل يكون لأحد أحفادى وهى دى أول صدمة .. وأخدونى على مكان عالى قوى ودخلت أوضه حديد صغيرة بتطلع لفوق ودخلونى مكتب واحد شاب جميل وشكله متعلم لما شافنى حسيت إنه بيكرهنى من قبل ما يشوفنى مش عارف ليه ؟! وقال أنا ح أطرحك .. فقلت له يعنى إيه ؟! قال حتعرف بعد أسابيع وبعدين أرسلنى لأناس وقال صوروه صور كتيرة حسيت إنهم قطعونى 82 قطعة وحطوا كل قطعة منى على رف من الرفوف وكل يوم والتانى يحضر واحد يأخذ نسخة من صورى مش عارف ليه ؟! وبعدين صحونى فى يوم من بدرى فقلت هو النهاردة إيه ؟! قالوا خمستاشر إتنين .. قلت هو فيه إيه ؟! قالوا ح نطرحك النهاردة قلت تانى يعنى إيه ؟! قالوا حتعرف حالاً .. ودخلت مكان غريب وفيه ناس شكلها مريب وحمدت ربنا إنى لقيت الشاب الجميل موجود لأنى مطمن له مع إنه بيكرهنى .. لكن للأسف بدأ يقول «ألا اونا، ألادوي، ألا تري» وفى اللحظة دى قلت فى نفسى "ياااه من يوم ما أممونى وهم بيسرقونى وينهبونى وبعدما أفلست حتماً ولابد إنهم يداروا على خيبتهم ويبيعونى" .. وعندما سمعت أصوات عالية جداً ومبسوطة تقول لواحد منهم مبروك عليك يا باشا .. باشا !! دى أول كلمة أفهمها لكن الباشا مختلف مش هو الوالى محمد على أنا عارفه كويس جداً .. وعند ذلك بدأ الرجل الكبير المحترم يغضب غضباً شديداً وقال أنا لىَّ أكتر من 140 سنة نايم ومرتاح وساكت بالرغم من كل اللى بيحصلى من سوء إدارة من يوم ما أممتونى ثم قال غاضباً .. إنت عارف أنا مين ؟! .. أنا مين ؟! وصفعنى على وجهى صفعة شديدة جداً فإستيقظت مذهولاً وأنا أقول "عمر أفندى .. عمر أفندى" .. وعندها سألنى إبنى الصغير مين عمر أفندى يا بابا ؟! قلت شركة من شركات القطاع العام .. قال زى إيه ؟! قلت زى حتة الجاتوه الكبيرة ممكن تكفينا كلنا لكن من زماااان والكبار سابوها للحشرات والذباب والناموس ينهشوا ويلحسوا فيها وفى الآخر قالوا "بايظة" مع إنها سليمة وكويسة جداً بس نشيل طبقتها اللى فوق "الملطوطة" فقط ودى محتاجة ناس صنايعية مش ناس بياعين .. فقال مش فاهم يا بابا ؟! قلت بغضب بكره تفهم لما تكبر وبابا ينام .. متقلبش علىَّ المواجع يا بنى وسيبنى أناااااام !! .. هذه حكايتى مع عمر أفندى ، وبعد أن وقفت تلك الصفقة فى زور أبطالها من يعطينى حق الصفعة !!
التعليقات (0)