مواضيع اليوم

حكايته مع الموت

عمر شريقي

2009-02-02 08:17:53

0

 

 

فقد 15 كغ من وزنه خلال 9 أيام

ابراهيم القادم من الموت يروي حكايته :

7 أيام بلا طعام وشراب ، ويومان عاشهما على أكل الحشائش!!

----------------------------------------------------------------------------------------------------

 

دمشق –: عمر شريقي

لم يتوقع إبراهيم ، الإنسان البسيط الذي يعيش في منطقته البعيدة معتمدا في كسب عيشه على الزراعة ، أن يتحول إلى رجل شهير يتناقل الناس حكايته ، ولم يدر ابراهيم الأب البسيط الذي تتسم حياته بالهدوء والسكينة ، أن يصبح ذات يوم مثار حديث جيرانه ، ولم يخطر على بال هذا الشاب الذي لم يتجاوز الأربعين من عمره ، أن يملك في لحظات الخطر قوة إرادة تمكنه من النجاة من الموت باعجوبة ، وفوق كل ذلك لم يتبادر إلى ذهنه لحظة واحدة أنه سيواجه موقفا كان بالنسبة له من الأحداث التي يسمعها كما يسمع الحكايات والروايات .

ترى ما هي حكاية ابراهيم ؟ وما هو الحادث الذي واجهه ؟ ولماذا تحول إلى رجل شهير يتناقل الناس حكايته ؟ .

من هنا بدأت الحكاية

استيقظ ابراهيم كعادته كل يوم في الصباح الباكر وأيقظ أولاده الثلاثة لتناول افطارهم قبل توجههم إلى المدرسة ، هب الأولاد من نومهم وساعدتهم الأم في ارتداء ملابسهم البسيطة فهي أسرة فقيرة يكفي دخل الأب الذي يعمل مزارعا باليومية بالكاد مصاريف الأولاد والمعيشة الصعبة التي تحياها تلك الأسرة الصغيرة التي تعيش في منزل مكون من غرفة وصالة على أطراف القرية ، شعر ابراهيم أثناء قيامه بمساعدة أولادة في تناول طعامهم بقبضة غريبة في صدره عكرت مزاجه جعلته لا يتبادل الضحكات والحوار مع أولاده كعادته كل يوم .. خرج الأب إلى عمله ومرت الساعات بطيئة على الأم التي إنهمكت في أعمال المنزل ، حتى أقبل الظهر وقامت بإعداد طعام الغذاء لأطفالها وزوجها ابراهيم الذي يعود في الرابعة كل يوم ، لكن هذه المرة تأخر وفجأة انشغل بالها لأنه ليس كعادته ،،  حتى جاء المساء فسألت عنه في كل مكان يتردد عليه دون جدوى .. هرولت الزوجة إلى الأرض التي يعمل بها فوجدتها خاوية ، حينها عادت إلى المنزل تنتظره بفارغ الصبر وقلبها يحترق على تأخر زوجها ابراهيم .. ومن هنا بدأت الحكاية عندما استمر حال غياب الزوج تسعة أيام بحالها كانت الزوجة قد نقلت مرتين إلى المستشفى لأنها فقدت الأمل بعودة ابراهيم الرجل الحنون حيث كان البحث عنه في كل مكان وكل أهالي القرية يقولون شيئ ، منهم من يقول أن ابراهيم قد أكله الضبع لأن المنطقة مشهورة بتلك الحيوانات ، ومنهم من يقول أنه اختطف ، ولماذا يتم خطفه ؟ لكن لا أحد يختر على باله أن ابراهيم في البئر الموجود على أطراف الأرض التي يعمل بها ، ولكنهم لم يظنوا ذلك لأن هذا البئر لا يستعمل دائما إلا نادرا ، و للمقادير العجيبة أحد الأشخاص كان يتجول في تلك الأرض فوجد البئر مفتوحا ليس كعادته ، حاول دب الصوت بالبئر فشاهد تلاميح شخص داخله ، فأسرع ونادى للأهالي أن ابراهيم في البئر حيث تم انقاذه وكان حينها مغما عليه أي غائب عن الوعي الذي استمر حوالي ثلاثة ساعات بعد أن تم اعطائه الأوكسجين اللازم والأدوية المناسبة فتح ابراهيم عينيه وسأل عن أولاده الذين كانوا حوله ، وبدأت الأفراح والليالي الملاح لدى عائلة ابراهيم لأنهم لم يصدقوا ما جرى معهم .

 

 

 

الموقع ) كان على موعد معه في بيته الصغير المطل على حافة الوادي الجميل حيث بدأ لنا حكايته من الألف إلى الياء . فتابعوا معنا :

ما حدث معي أعتبره حلم ، وإلى الآن لم أصدق أنني حي لم أمت لأنني شعرت بالموت ، ولكن أي موت أنا فيه ، هذا البئر قديم جدا في القرية وله قصص وحكايات عديدة لأن فيه الكثير من الأهالي قد لقوا حتفهم داخل هذا البئر الملعون ، وإلى الآن لا أعرف كيف وقعت فيه ، وكل ما أتذكره حينها أنني بحاجة إلى مياه للأرض وفكرت لماذا لا نستخدم البئر الموجود على أطراف الأرض على الفور قمت بفتحه لأنه مغلق بقطعة من البيتون المسلح ، وحاولت أن أمد جسمي ورأسي لأرى إن كانت المياه قريبة أم لا ، ولكن كما يقال تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وجدت نفسي أسقط وأغوص بداخله لأنه عميق في الأسفل وقطره لا يتجاوز المتر عندها وجدت نفسي أستند على حائط البئر وقدماي ممدودتان للجهة المقابلة ، حاولت الصراخ عدة مرات دون جدوى حتى أنني شعرت بأن صوتي لم يعد يسمع وأيقنت أنها معركة حياة أو موت وأحسست أنها ربما كانت بداية نهايتي وبدأت أذكر الله كثيرا وأقرأ بعض من آيات القرآن الكريم دائما ، ولم أفقد الثقة بالله ، ومع بزوغ الفجر كل يوم أرى الموت وكنت أدعو الله تعالى كثيرا أن يريحني من هذا الوضع المخيف المرعب .

7 أيام بلا طعام

وفي اليوم السابع لي وأصدقك القول أنني لا أعرف اليوم والمدة لأن الوقت يمر بطيثا وربما أموت يوميا آلاف المرات بسبب الوجع والألم الذي تعرضت له قدماي ، والشيئ الأهم أنني عانيت كثيرا بضيق التنفس لعدم وجود الأوكسجين الكافي داخل البئر ، و أحسست بالعطش والجوع فبدأت أقطف من الحشائش أو الأشنيات التي تتكون على الجدار ، وأشرب من البئر نفسه حتى أنني فقدت من وزني 15 كغ خلال 9 أيام أعتقد أنني لن أنسى هذه الحادثة طول عمري .

عمر جديد

قبل انقاذي كنت أقرأ الفاتحة على روحي و أحسست أنني أعيش اللحظات الأخيرة التي لاتوصف ولا يمكنني أن أصف لك الحالة حيث كنت بحالة ترثى لها ، أو اللحظات الأخيرة من عمري ، إلا أن الله سيحانه وتعالى يريد لي البقاء لأنه كريم ويعلم ما بداخلي ، وإن شاء الله سأبدأ مع الحياة من جديد لأنني أعتبر ولادتي حديثة وعمر جديد .

 

رأي الطبيب

الدكتور عبد الحليم حسونة  الذي أشرف على حالة ابراهيم قال أن وضع ابراهيم صحيا جيد ، وهو لا يعتبر غريق كونه فوق الماء وطالما أن الماء موجودة فالحياة موجودة ، إلا أنه يعاني من ضيق في التنفس وهذا الشيئ طبيعي لشخص أمضى تسعة أيام داخل البئر وقد أعطيناه الدواء اللازم أعتقد سيكون بخير مع لزوم الراحة الكافية له .

 

--------------------------------------------------------------------------

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !