مضت اربعة اعوام كاملة وانا في باريس.كل عام علي ان اتدبر امري لاعيش على نحو جديد.مند جئت الى هنا وانا احيا بشكل مؤقت : سكن مؤقت، عمل مؤقت ، بطاقة مؤقتة ، دراسة مؤقتة ، واحلام مؤقتة في بلاد مؤقتة.....
صرت كائنا مؤقتا وموقوتا ، قد انفجر في اي لحظة .كل يوم يمضي يضيف غيمة اخرى في سماء المستقبل .عندما يسود العالم في رأسي ،يحدث ان افكر في الانتحار.مثل كل المستثمرين الكبار في شركة الكبرياء الدين يرفضون رؤية افلاسهم يقترب.فكرت ان ارتمي في نهر السين ، ستكون ميتة شاعرية يتحدث عنها الناس والصحف والاصدقاء.ميتة تليق بي....انا المشتعل حزنا وغضبا ، ليس افضل من نهر كي يطفئء جثتي.
مند اربعة اعوام وانا اتدبر امري...في العالم الاول عملت كناسا.كنت انظف ارصفة القطار.كنت غير راض عن حقارة العمل : ان تقضي عشرين عاما من عمرك على طاولات الدرس لكي تنتهي كناسا في بلاد بعيدة ، امر ظننته يقع في الروايات والافلام فقط. لم اكن لاتصور ان اللعنة التي حولت طوما في رواية " خفة الكائن غير المحتملة" من طبيب مرموق الى مساح نوافد ، قد تصيبني دات يوم.لكن طوما شجاع ، اختار عملا حقيرا من أجل موقف نبيل ،لانه فضح نظاما سياسيا فاسدا ،لدلك جرده الشيوعيون من وزرته البيضاء ومجساته ومباضعه .اما انا فمجرد جبان سخيف ،لم افضح في حياتي احدا ومع دلك فقد تخليت عن تحقيق كل احلامي مكرها مكتفيا بكنس الشوارع ومحطات القطار.
ولو بقيت في بلدي لما تجرأت على مزاولتها ،على الاقل سأحتفظ بعزة نفسي وكبريائي الدي فقدته في بلاد الغرب.وصدق من قال :قطران بلادي احسن من عسل بلاد الناس.
هده قصة واقعية تعبر عن مايقاسيه شباب افنوا انفسهم في العلم والتحصيل فكان جزاؤهم كنس الشوارع او غسل الصحون في بلاد المهجر.
اسئلة تفاعلية
- مارايك في هدا الشاب ؟
- هل من الممكن ان يتخلى الانسان عن كبريائه في سبيل توفير لقمة عيش؟
التعليقات (0)