أروي لكم حكاية طريفة مررت بها منذ حوالي ثلاث سنوات ـ
في إحدى اللّيالي ،
حوالي منتصف اللّيل إلا عشر دقائق ،
إكتشفت لأول مرة موقعا لجريدة عربية شهيرة ،
بدأت أطالع كتابات لبعض الكتاب والمؤلفين بها ،
فاسترعت انتباهي عبارة لأحد الكتاب المشهورين بها ،
لم أستسغها ،
إذ كتب فيها ،،،
قبل أن أكتب مقالا أدور على الحانات ، والمراقص ، كأني شاب في العشرين ،،،،،،
فغضبت من عبارة حانات ، وبسرعة كتبت احتجاجا للمشرف على الموقع مبيّنا فيه ،،،،
أرجوك أيها الأخ ، نحن في ليلة جمعة مباركة ، وهذا الكاتب المتصابي يقول إنه يذهب للحانات قبل أن يكتب ، إذن لا نريد مقالات تكتب في الحانات ، وأرجوكم أن تمسحوا فورا من مقالته عبارة الحانات تلك ، وأرجو الله أن يجازيكم على ذلك ، ولكم الشكر والسّلام ...
ثم واصلت الإبحار في مواقع أخرى في الإنترنات ،
بعد ربع ساعة عدت لموقع تلك الجريدة ،
فلم أجد لا المقال ،
ولا صورة الكاتب الذي كتبه ،
فاندهشت لذلك ، وكتبت تعليقا ثانيا للمشرف على الصفحة ،،،،
شكرا جزيلا أيها الأخ الفاضل على سرعة الإستجابة ، ؤإني قد طلبت منكم مسح عبارة الحانات فقط ، فإذا بكم مسحتم كامل المقال ، وزدتم فحذفتم صورة الكاتب ، لذا أرجوكم . بلاش مشاكل ، لا أريد الإضرار بالكاتب ، فقد يكون أب أطفال ، يشتغل عندكم في الجريدة ، فقمتم برفضه دفعة واحدة ، أنا لا أريد التسبب في قطع عيشه ، لذا أرجوكم أعيدوه لعمله ، مع التنبيه عليه أن لا يكتب عبارات غير محترمة كحانات وغيرها وجعله الله في ميزان حسناتكم ،،،،
كخههههه
ثم ذهبت للنوم وأنا كلي أسف أن تسببت في رفض موظف كاتب بالجريدة هههههه حسب ظني البسيط ،،،
من الغد حكيت للزوجة عن الموضوع وقلت لها ،
إن لي تأثير كبير في الإقناع إلى درجة أني تسببت في مشكل لأحد كبار الكتاب ، أرجو أن يصفحوا عنه ويعيدوه لعمله ،،، ههههه
ابتسمت ولم تعط أي رأي ، ،،،
في الليل عدت للموقع بعد منتصف الليل ،
فوجدت صورة الكاتب المعني قد أعيد نشرها ،
مع مقال جديد له ، ثم لاحظت أن له عديد المقالات الأخرى السابقة ،
ففتحت مقال أول أمس الذي فيه عبارة الحانات فوجدتها هناك لم تمسح ، هههه ،
فقلت لا يهم ، المهم أن الرجل قد أعيد لعمله ،ههههه .
بعد قليل فهمت ، وأنهم كل ليلة عند منتصف الليل بالضبط ،
يقومون بتحيين الصفحة ،
ونشر صور جديدة للكتاب أصحاب التقارير الجديدة ،
ومسح صور كتاب مقالات أمس،،،
وفهمت أني كنت في التسلل تماما ،
ولا شك أن المشرف على الصفحة قد أغمي عليه بالضحك عدة مرّات تلك الليلة ،،، كخههههههه ،،
والعبرة من هذه الحكاية ، تغيير الجو قليلا هنا ، ثم إظهار كم إن الإنسان أحيانا يدخل في متاهات وأوهام لأمور لا وجود لها أصلا ، والسلام ، ،
أخوكم رضا التّونسي
التعليقات (0)