مواضيع اليوم

حكاية ترجمة القرآن

نجم الدين ظافر

2010-11-13 09:21:38

0

قبل مدة طغت أخبار اهتمام وزارة الخارجية الاسرائيلية لترجمة القرآن الكريم وكأنه لم يترجم من قبل على مر العصور على أيدي احبار يهود وكتاب متخصصين في العصر الحديث !!.  فأول من ترجم القرآن للعبرية حبر يهودي في الأندلس لكنها كانت ترجمة غير كاملة، تلتها تراجم في القرن السادس أو السابع عشر ثم في ترجمة الهند في القرن الثامن عشر، وهناك ترجمة محفوظة في القاعة الشرقية بالمتحف البريطاني، وترجمة اخرى محفوظة في مكتبة الكونجرس الامريكي وأخرى في المكتبة البريطانية في لندن، وهناك ترجمة لتسيفي هاييم ريكندورف وترجمة ليوسف يونيل ريفلين، وترجمة لأهرون بن شمش، وترجمة أخيرة لأوري روبين.. معظم هذه التراجم كانت تهدف لإثبات ان التوراة هي الأصل والقرآن فرع منها وان أصل الاسلام ديانة يهودية راعت عادات القبائل العربية، ولأنه لا يمكن لعقل المسلم وضميره ايضا ان يتقبل تلك التراجم ولكون حالات العداء تستعصي على التطبيع فكرت اسرائيل بما يمكن معه قبول المسلم لترجمة جديدة بلغة مبسطة تلبي احتياجاته كمتلقى، فما أصل حكاية الترجمة الأخيرة.
تقول  تلك الاخبار ان خمسة عشر طالبا عربيا من ابناء 1948م من بئر السبع وفي اطار تحضيرهم للدراسات العليا عن الاستشارات التربوية ثار جدل بينهم وبين المشرف على الرسالة «عوفر جروزبرد» حول ما في الرسالة من مفاهيم ولتعذر الوصول لمفهوم مقبول اقترحت طالبة ان يقرأ الاستاذ ترجمة للقرآن بالعبرية ليرى كيف انهم أي العرب -على حد قول الطالبة- يؤمنون بالخرافات والأساطير فهم لهم ثقافتهم الخاصة، وأنه سيجد كيف ان تعاليم وقيم القرآن سامية وتمنهج الحياة والتربية، ولكون الفكرة جاءت من طلبة عرب ومسلمين ونواياهم حسنة وسليمة تلقفها المشرف وتبناها "شمعون بيريز" ليصبح من مشاريع وزارة الخارجية الاسرائيلية بما يوحي بأنه مشروع سياسي وليس ثقافيا أو دينيا فلم يصدر عن وزارتي الثقافة أو الأديان، فترجم القرآن تحت اشراف ثلاثة من العلماء المسلمين -طبعا هذه هي الرواية الرسمية الاسرائيلية- ليتم من خلالها دس السم في العسل بالتحايل والدوران حول بعض النصوص القرآنية، لنقرأ تفسير الآية 34 من سورة فصلت قال تعالى {ولا تستوي الحسنةُ ولا السيئةُ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه وليٌّ حميم} صدق الله العظيم.. لنجد ان التفسير الاسرائيلي لها بأن العدو يمكن ان يتحول في يوم من الأيام الى صديق وولي حميم. والمقصود بالعدو هنا اسرائيل، طبعا بعد ان نحسن اليها ونقبل بقهرها وتجويعها للفلسطينيين فهل ستنجح الترجمة في تحسين صورة الجلاد؟ وهل ستعترف بالدين الإسلامي؟. مر عامان على الموضوع ولم يأكل العرب الطعم ومازالت الصهيونية كما هي..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !