- يا فلان .. بقي في جوازك أربعة شهور وينتهي ..!
- طيب ..! لكنه لم ينته ..!
- ولكن النظام يقول بأنه يجب تجديد الجواز قبل نهايته بستة شهور ..
- النظام ..! طيب .. ألم يقل النظام لماذا لا يكون عمر الجواز ( أربع سنين ونصف ) .. ؟
- يا أخي لا تجادلني في أمر ليس لي فيه ناقة أو جمل .. ( هالمرة أبسمح لك تعبر والمرة الثانية أشوفك بجوازك الجديد ) .. يا عيني ..! ( يبي يسمح لي ..! ) .. طيب والنظام ؟!
هذا المشهد تكرر معي أكثر من مرة وأنا أحاول دخول البحرين ..!
صاحبكم لا يحب وجع الرأس .. ولا أن يفاصل " علوجاً " .. لا يفهمون من المواطنة غير تلقي الأوامر ، وممارسة الاستبدادية على المواطنين التعساء .. قلت اعقلها وتوكل .. وجدّد جوازك ..
ذهبت ذات صباح ذات سبت إلى مركز الجوازات .. جهّزت 300 ريال ، وصورتين شمسيتين 4 X 3 وجواز سفري القديم ، ملأت الاستمارة ، وتلفت يميناً ويساراً فإذا بالصالة الخاصة بالسعوديين تكاد تكون خاوية .. قلت " نبي نقضي بسرعة ) .. قدّمت أوراقي للموظف المسؤول ، ( دق .. دق على الكمبيوتر ) .. أعاد وجهه وابتسامة صفراء كدت أجزم أنه تناول ذبيحة هرفي ليلة البارحة وقال : بطاقة الأحوال منتهية وعليك تجديدها كي نجدد جوازك ..
طيب وما علاقة هذا بذاك ؟
يا أخي هذه الأوامر ..!
( إعنبوا دارهم على هالأوامر ، وكأن المواطن ليس له في الوطن إلا أن يتلقى الأوامر ) .. هذه الكلمات باحت بها نفسي بصمت جبان ..
طيب ..! نجدد البطاقة ( أقلها أشعر بأني عدت مواطناً من جديد ) ..
أمام بوابة الأحوال المدنية :
أحمل مغلقاً بداخله جوازي القديم ، وبطاقة الأحوال المنتهية ، وبعض أوراق أخرى .. دخلت للمبنى .. وشاهدت من العجب العجاب .. الإجراءات كانت سريعة .. كانت الساعة الواحدة ظهراً .. انتهيت إلى أن اُمرت أن أراجعهم في الغد كي " أتصوّر " وينتهي الأمر .. لم أفوتها .. قلت للموظف : لماذا لا تنهون الأمر الآن ؟ .. رد عليّ باحتقار : ومن تكون حتى ننهيك بهذه السرعة ؟ .. قلت له : العفو .. أمامك مواطن لم يظن نفسه بأنه حمار يوماً ..
في الغد " إتصوّرت " وحصلت على بطاقتي الجديدة ، وشعرت بأني أصبحت مواطناً من جديد .. كانت الساعة قرابة الثانية ظهراً .. تك .. تك ودقائق وأنا بمبنى الجوازات .. وإذا بنفسي أمام ذلك الموظف صاحبة الابتسامة الصفراء ..
- ( سم طال عمرك ) ..
- ( دق .. دق على الكمبيوتر ) وإذا بوجهه كما السابق يقول لي: عليك مخالفات مرورية ..!
- طيب..! وماذا يعني ذلك ؟
- يعني أنه عليك تسديد المخالفات ثم نجدد لك جواز سفرك ..
كنت قد سمعت بأن أبا البنوك – بنك الرياض – قد قدّم خدمة سداد المخالفات عن طريق الصراف الألي .. ما أجمله ..!
لدي حسابين في بنكين مختلفين ، أحدهما الرياض ، توجهت لأقرب ماكينة صرّاف ألي ، وضعت بطاقتي واخترت سداد مخالفات المرور .. ( طبعاً بعد أن أدخلت رقم بطاقة الأحوال ..) .. تك .. تك .. ظهرت فيمة المخالفة .. إضغط موافق .. ضغطت .. إجابة : الرصيد لا يكفي ..!
طيب بسيطة ..!
أخرجت بطاقة الصراف الأخرى للبنك الأخر كي أسحب نقداً لأودعه في بنك الرياض ، وبكل حرص أدخلت الرقم السري .. وكان صحيحاً .. وكانت الإجابة : راجع فرعك في البنك ..!
قلت لعل خللاً في هذه الألة .. ذهبت إلى غيرها .. ونفس الأمر .. وإلى ثالثة والحال نفسه .. اتصلت على الرقم المجاني لهذا البنك وشرحت له الأمر .. قال راجع فرعك الذي فتحت به حساباً .. قلت لكني لست بالمدينة التي فتحت فيها حساباً .. قال : اذهب إلى أي فرع في المدينة التي تسكنها وأطلب رقماً سرياً جديداً ، والأمر لن يستغرق ثلاثة أيام فقط .. قلت : " بذمتك " ..! .. ثلاقة أيام .. ونحن في عصر السرعة الإلكترونية ..! لم أحظَ بحل شاف ..
في الغد تدبرت الأمر وأودعت في حسابي في بنك الرياض مبلغاً وقدره .. أسرعت لماكينة الصرف واتبعت الخطوات المناسبة .. واووووووووك .. لتظهر لي نفس الرسالة التعيسة : راجع الفرع ..! ( لعنة الله على أبو أبوكم ) .. راجعت الفرع .. وحاول الموظف أن يوصل لي بأن النظام الألي لهذه الخدمة قد يكون معطلاً .. ونصحني أن أدفع نقداً من خلال الذهاب للدور الأول المختص بتحصيل الرسوم ( الضريبة الإسلامية ).. قلت : والله أحسن ..!
في الدور الأول :
يااااااه .. كل هؤلاء. . ! ما يقرب من أربعين مراجع .. أنا ( واحد أربعينهم ) .. .. بعد زمن كئيب جاء دوري ..
الموظف : دق .. دق على الكمبيوتر .. أوف ..! " السستم " معطل … !
طيب والحل ؟
اذهب للمرور وسدد المخالفة من هناك ..
صفه لي لو سمحت ( مبنى المرور ) ..
ركنت سيارتي في مواقف مزدحمة ودخلت مبنى المرور ..
- صبّحك بالخار ..
- هلا صباح الخار ..
- وين تسديد المخالفات ..؟
- مهب هنا ..
- أجل وين ؟
- في الشارع ص س س ص ..
- مشكور ..
ذهبت للمكان الأخر .. دخلت المبنى .. وإذا بأمامي " كاونتر " إستعلامات ..لا يوجد به أحد .. سألت بعض المارة العسّكر أين مكتب تسديد المخالفات ؟ وصفوه وذهبت .. وصلت وإذا " بكاونتر " إستعلامات وبه جندي وكأنه جابي .. حاولت سؤاله : هل هناك بطاقات إنتظار أم أدخل مباشرة ؟ تركني ومن معي وذهب …
يا رجل .. يا رجل .. يلتفت إلي بغير إكتراث .. سمعني أحد القديمين في الخدمة وسألني : ماذا تريد ؟ … أجبته : تسديد مخالفة .. قال : اذهب لذاك الموظف على طرف " الكاونتر " ..
- لو سمحت بطاقة الأحوال ..
- قدمتها له بفخر ( كانت جديدة ) ..
- دق .. دق .. وأعطاني " برنت أوت " ثم ماذا ؟ .. الموظف الذي بجواري سدد وتوكل على الله ..
بالفعل سددت وانتهى الأمر .. وقبل مغادرتي استفسرت منه عن أمر : في الجوازات شاهدت شبه مواطن سدد عن طريق الصراف الإلكتروني وقال له الموظف أن الأمر يحتاج إلى ست ساعات كي يتم تحديث " السستم " ، هل الأمر كذلك هنا ؟ … أجابني وهو يضحك وقال : هنا ادفع وتسقط المخالفة مباشرةً .. قلت : يلعن عصر السرعة ..
كانت الساعة بالضبط التاسعة صباحاً والنصف من يوم الإربعاء .. ( استغرق الأمر بين ضيقة الصدر وتخطي الحواجز خمسة أيام ) .. أمام مركز الجوازات .. كان الأمر قد أصبح سهلاً .. تقدمت للموظف وقلت له : تتذكرني ؟ .. نظر إلى وجهي .. وقال أها .. قلت هاك . بسرعة أنجز الأمر وسألته متى أستلم الجواز ؟ قال السبت ..! قلت : لكنك وعدتني إذا أتيت باكراً أن تنهيه في الظهيرة ..! قال : والله زحمة .. قلت لكني بحاجة له اليوم لأني سأسافر .. قال : النظام لا يسمح ..
أمري إلى الله .. السبت ..
بانتظار السبت ..
وليحيا النظام وجميع الأنظمة العربية والإسلامية ..
كونوا بخير ..
التعليقات (0)