حكاية الغابة
يُقال أن هناك قطيعُ من الماشية تعيش وسط غابة خضراء تنعم بالراحة لا يكدر صفوها أحد، تتنقل من مكان لآخر بهدوء وسكينة تأكل تنام تتزاوج بلا قيد أو شرط، لم تستمر تلك الحياة طويلاً فقد أتاهم ضيف جديد قلب الغابة رأساً على عقب وحول كل شيء لجحيم سيصبح فيما بعد جحيماً لا يُطاق.
في بداية الأمر كان ذلك الضيف هادئاً يحاول أن يتقرب من المواشي يكون صداقات يتحدث معها عن المستقبل، اسمع القطيع كلمات لم تكن معروفة لديها، لم يكن القطيع حذراً بما فيه الكفاية فقد وثقوا بذلك الضيف الذي كان يرتدي بزة حملِ وديع!
أكل وشرب وعاش معهم وهو ينسج خيوط قانون الغابة حتى أتى ذلك اليوم المشؤوم، فذلك الحمل الوديع وفي احتفالية رأس السنة التي تقيمها قطعان الماشية في كل عام انقض ذلك الوديع على المواشي مكشراً عن انيابه ففتك ببعضها وهرب البعض الاخر وتفأجات القطعان بصديق الأمس وقد أصبح عدواً، لم تكن القطعان تعلم عن حقيقته شيئاً فقد وثقت به وسلمته كل شيء وكأنه منهم..
بعد حفلة الغدر صاح الغريب أنا صاحب الغابة ونادى بصوتِ عالي عشيرته التي انقضت على الغابة بسرعة البرق واعين المواشي الودعيه تملأها الحيرة والحزن، وبعد أن انتضمت عشيرته امامه وقف قائلاً لا قانون إلا قانون الغابة القوي يأكل الضعيف ولا مكان لضعيف بيننا عند ذلك شعرت القطعان المتبقية بأن الموت قادم لا محالة فأخذت تركض هرباً من الوحوش لكنها لم تستطع فقد أُحيط بها من كل جانب وبدأت حفلة الشواء التي تشبه حفلة اُكلت يوم أُكل الثور الأبيض..
لا تثق بأحد ولا تقضي عمرك في الاطمئنان للآخرين فكما أن هناك مصداقية فهناك وحوش تنتظر أن تثق بها لتغدر بك وتمزقك.. إنها الحقيقة التي قل من يعرفها ويدرك تفصيلها العميقة..
التعليقات (0)