كتب الباحثون العراقيون كثيرا عن نقص المياه في نهري دجلة والفرات وفي شط العرب أيضا . وقد سارع بعضهم ، نوعا ما ، إلى اتهام الحضارتين الإسلاميتين ، إيران الشيعية وتركيا السنية ، بأنهما المسئولتان عن هذه العلة التي أصابت العراق كله ، زرعا وضرعا .
غير أنني قررت الدخول ، بحياد تام ، إلى أفق هذه ( القضية - المشكلة ) لمعرفة أسبابها الحقيقية وكشف العلاقة بين الأخلاق الإسلامية والسياسة الفارسية - العثمانية ، وقد توصلت من خلال دراستي أن القادة المسلمين ، الترك والفرس ، ليس لهم أي يد بطبيعة النقص في مياه الشرب العراقية وإنما الصوج كل الصوج هو من ربات البيوت العراقيات حيث لاحظتُ أنهن يسرفن ويبذرن المياه من الحنفيات والطرمبات وأنهن يسرفن بمياه الشرب إسرافا " ملكيا " أي أن المرأة العراقية المعاصرة أصبحت تبذر الماء الصافي كما كانت تبذره الملكة ماري ليزينسكا زوجة لويس الخامس عشر رحمة الله عليهما ..!
لا بد من قول الحق بصورة دقيقة وكاملة فأن النقص في مياه نهر الفرات لا علاقة له بالسدود التركية والسورية بل أن السبب الرئيسي والمسبب الأساسي هو المرأة العراقية والرجل العراقي . المرأة العراقية تترك ماء الطرمبة مفتوحا على مصراعيه عندما تقوم بغسل فرشاة أسنانها ، كما يقوم أخونا الرجل العراقي المعروف بتبذيره بترك ماء الصنبور مفتوحا حينما يقوم بغسل وجهه بعد انتهاء حلاقة ذقنه ..!
كلاهما : أي العراقية أم حمودي والعراقي أبو حمودي هما من أهم مصادر نقص المياه في نهري دجلة والفرات وشط العرب أيضا إذ أنهما لم يضعا أمام عيونهما شبح جفاف الأرض العراقية وهما يغتسلان من حالة " الجنابة " من دون الاهتمام ان كمية المياه على الكرة الأرضية محدودة ، خاصة في عصر الاحتباس الحراري ، وان أصحابنا المعممين في مجلس البرلمان العراقي أصبحوا لا يستطيعون التمييز بين الدين والسياسة، لذلك فأن وجودهم البرلماني ، إلى جانب الشقيقات التسع المحجبات ، صار مكرسا لأحكام الحلال والحرام في بيع وشراء البيوت والعمارات وأحكام الزواج والطلاق وزيادة الرواتب والمخصصات وعقود الإيجار بالمتعة والمسيار وزواج السفر أيضا وغيرها من السياسات والسبل التي " تحفظ " أموال الدولة و " تصون " مؤسساتها من الفساد بكل أنواعه ..!
بهذه الصور ، التي لا مثيل لها ، لا في مغرب الكون ولا في مشرقه ، صارت السلطة الشيعية الإيرانية " خليفة " على ماء المسلمين العراقيين ، كما صارت السلطة المائية التركية السنية " خليفة " هي الأخرى ..! فهل يصح يا رب العالمين أن تضع على مياهنا " خليفتين مسلمتين " في آن ٍ واحد .. أم أن هذا الأمر من علامات " اليوم الآخر " حيث يستوي الحكام السنة والشيعة كلاهما في النار لقطعهما مياه الجنة عن أفواه المسلمات والمسلمين ..؟
مسامير جاسم المطير نقلا عن موقع عراق الغد
الكاريكاتير بريشة الفنان حسيب الجاسم-عراق الغد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول المثل العراقي "أذا طاح الجمل كثرت سجاجينه" وهذا ينطبق على واقعنا اليوم فدول الجوار العراقي لم تراعي اي من قيم الجوار والصداقة في تصرفاتها مع العراق..فنسيت أن الدنيا دوارة وأنها يوم لك وآخر عليك..فنراها تستغل ضعف قدرات العراق اليوم لتنهش منه ماتستطيع..فواحد يقطع المياه وأخر يرسل السلاح وثالث يرسل البهائم المنتحرة وهلم جرا..تلك دول نست أن ما تفعله يكتب في سجل التاريخ ويحفر في الذاكرة العراقية ولن ينساه العراقيون يوما كما أنهم لن ينسوا فضل من ساعدهم ووقف الى جانبهم..
والصديق ايها السادة وقت الضيق
التعليقات (0)