حق العودة لللبنانيين

الاجازة الصيفية قيد الانتهاء والعائلات اللبنانية تعود الى بلاد الاغتراب بعد ان قضت اجازتها في البلد الام..رحلة العودة لا تشبه رحلة الذهاب ..فمن ذهب متعطشا للبلد عاد ليرتوي بنعمة الاغتراب ..البلد لم يعد لنا ...كيف عايشين الناس فيه ما بعرف..تعودنا على النظام ما عاد فينا نعيش مثلهم...وصف كئيب لطريق المطار, للتيار الكهربائي,للبنى التحتية ,لفلتان قيادة السيارات,لعواميد بعلبك التي لا ترمز الى الوطن بقدر ما ترمز الى فئة منه ,سخط وغضب يجمع كل السياسيين بسلة شوك واحدة ,الى رعب من حرب قد تأتي من الخارج اوقد تأتي بدفع خارجي و ترتدي ثوب الفتنة الى خوف من القرار الظني وما بعد القرار الظني وما ما بعد القرار الظني الى درجة التمني بأن يأتي المخلص بقرائن وادلة دامغة تثبت يا رب ان اسرائيل من اغتالت الرئيس الشهيد وقافلة الشهداء التي ختمت والحمدالله بعد 7 ايار باتفاق الدوحة...الخ من هواجس لا تنتهي ينقلها معه اللبناني العائد خائبا من وطنه وتقلص حلمه بالعودة يوما للعيش في ربوع الوطن الى ان يوارى الثرى بأرض الوطن.. وحتما الللبناني العائد الى بلد الرزق جهز جوازات سفر لبنانية لمدة خمس سنوات لافراد العائلة واعد عدته للحصول على جواز سفر كندي ...
لا اعرف عائلة لبنانية في الخليج لا تحضر ملفها الى كندا. فهي اما حصلت على الجواز او في مرحلة جمع الاوراق او الاستعداد للامتحان او في طريق "اللاندينغ" اي الزيارة العائلية الاولى او في المرحلة الاصعب حيث الرجل يعمل في الخليج والزوجة والاولاد يمضون "الخدمة الاجبارية" في بلد المهجر..فالطريق الانسب للحصول على جواز السفر الكندي هو عائد مالي يؤمنه الرجل من وظيفته في بلاد الشمس والنفط و مدة زمنية رديفة تقارب السنتين تقضيها الام مع اولادها في بلاد الثلج والجنسية لتثبت انها تسكن وتتعلم وتدفع الفواتير وتقوم بواجبها في وطن المستقبل ...مهمة شاقة على كل اطراف العائلة تحملها ولكن ما يسهل امرها انها تأتي بعد الاجازة الصيفية في لبنان المنتهية باقرار الحقوق الانسانية للفلسطينيين والتي لن تختتم بالمسك بل بالتوطين وعذرا لمن يعارض فأنا اثق بكل كلمة يقولها الوزير السابق الذي يستبق كل الاحداث فيطلعنا عليها ونحن لا نصدقه لاننا لا نحبه .. انا شخصيا اصدقه فهو اوضح السياسيين واصدقهم ويعرف كل شيء و في جعبته يحمل المستقبل الذي لا احبه..
كئيبة هي رحلة العودة لكن رجاء لا تنسوا حق العودة ولو لنوارى الثرى..