نشرت صحيفة ال" في جي" نت ، في عدد يوم الجمعة بتاريخ 26 حزيران، نص رسالة كان قد بعث بها السفير الفلسطيني لدى النرويج السيد، ياسر النجار، حث فيها مركز دائرة الهجرة النظر في قضية طلاب اللجوء من الفلسطينيين، واعطائهم حق البقاء، وهم من سكان الضفة الغربية، في فلسطين. وهذا ما اعتبرته الدائرة تدخلا ومحاولة للتأثير على سياسة اللجوء النرويجي، ومحاولة الضغط عليها. كما اعتبرها، مسؤول آخر، أي" الرسالة" بأنه سلوك غير دبلوماسي.
نقدر للسفير مشاعره الانسانية، ورغبته في مساعدة أبناء شعبه. هذا اذا ما أخذنا الموضوع بحسن النية. لكن، وفي كل الأحوال، أثارت تلك الرسالة، غضب الكثير من الفلسطينيين.. ففي الوقت الذي يناضل فيه الفلسطيني، من أجل حق العودة الى فلسطين المحتلة عام 1948، فإذا بالبعض يشجع ويدفع بإتجاه ترحيل من بقي في أرض فلسطين، والتي يفترض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية، والتي هي فتات وبؤر مقطعة الأوصال، ولا تملك مقومات دولة او حتى دويلة صغيرة.
تنشط الدبلوماسية الفلسطينية، لدعم التوجه للأمم المتحدة، وإعلان الدولة الفلسطينية، وحشد الدعم العالمي، للإعتراف بها.. يأتي هذا التحرك في وقت تتمدد فيه المستوطنات، كالسرطان، في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وفي ظل النجاح الباهر الذي أحرزه نتنياهو، أمام الكونغرس وأيبا ك، ما دفع الرئيس أوباما، للتخلي عن دبلوماسيته، التي حرص عليها منذ زيارته للقاهرة، والاعلان بأن الدولة الفلسطينية، يمكن ان تقام على جزء من أراضي ال 67 !
كنا نأمل بسماع بمشاريع عمل وأنشطة، لدعم حق العودة، وليس حثا على تهجير المتبقين، من أرضهم ومن بيوتهم! إذ ما زلنا، وأعني فلسطينيو ال 48، نعاني من تبعة اللجوء، وتكال لنا التهم حتى من بعض أشقائنا العرب، بعدم الصمود والدفاع عن أرضنا، أو بيع أراضينا لليهود، أو الهرب.. وسيل لا ينتهي من الظلم والافتراءات.
أما إذا كان الترحيل، لأسباب إقتصادية، فالمصيبة أعظم! نقدر، بالطبع، الظروف القاسية لشعبنا، وعلى كل الصعد، لكن وفي ظل الفساد وتضخم ثروات بعض القيادات، وتوريث الزعامات، يضطر المقهورون للرحيل، وترك أراضيهم، سعيا وراء رغيف الخبز. سيما وأن هجرة الفلسطيني من أرضه تختلف عن هجرة أي شعب أخر، بسبب أن أساس الصراع هو على الأرض !!
يقوم الكيان العبري على استيراد اليهود، أو من يرى فيهم يهودا، لتحقيق التعادل السكاني مع الفلسطينيين، فيما نسعى نحن لتشجيع الهجرة المعاكسة!
السؤال الكبير الذي يستوجب الاجابة عليه هو: هل تعتبر هذه الرسالة من السيد السفير رسالة شخصية، أم بإيحاء من السلطة في رام الله؟ ولا آمل ذلك! لتتوجه الجهود الآن، نحو الأمم المتحدة ومحاولة انتزاع دولة فلسطينية على الطراز الغربي المدني، لتكون نموذجا للدولة العربية الحديثة، بعد مرحلة الانتفاضات الشعبية !
التعليقات (0)