مواضيع اليوم

حق التعصب

طـه الزيلع

2011-07-19 20:02:50

0

بلدي فيه الحقوق والحريات كافة، يتغنى بسرعة موافقته على القوانين والقرارات في المحافل الدولية، من هذه الحقوق أرى اليوم حق يسود كل الحقوق، مكتسب، متبع وممارس بشتى أشكاله وأنواعه...

إنه حق التعصب!

بصراحة، لا أستطيع أن أفهم أن يتعصب إنسان لإنسان آخر، سياسي كان أم قائد، إسمحوا لي رغم إحترامي وتقديري للحقوق وعدم رغبتي بتجريدها أو حرمانها لأحد ولكن أليس حق التعصب إنتقاص لعقولنا؟!

لا أستطيع أن أفهم معنى أن أتبع زعيما، قائدا، سياسيا، مفكرا... بشكل أعمى متعصبا لكل ما يقول ومعه بكل ما يفعل حتى ولو خالف مبادئي ومبادئه أحيانا.

ليسامحني المتعصبون ولكن، هل من المعقول أن أحمل معي عدة الرسم وأتلون بكل ما يتلون به الزعيم ؟
هل من المعقول أن أرسم مواقفه وخطواته بمجابهة البشر من حولي ممن خالفوا لونه أو رسمه الذي يحب؟

كم من علاقات إنسانية دمرت لأجل عيون ذاك المسؤول أو هذا الزعيم؟
أصبحنا في زمن نكره بعضنا البعض من أجل حفنة من السياسيين، يتخاصمون أمامنا ويتصافحون وراء الكواليس ...
كواليس المسرح السياسي الكبير الذي يشاهده جمهور من المتعصبين يروي عطش تعصبهم برؤيته وآفاقه المحدودة من زاوية واحدة... زاوية الزعيم.

أنا اليوم وبكل فخر واعتزاز أقر وأعترف أنني متنازل عن حق التعصب الذي ما فتئ يدمر علاقاتنا الاجتماعية ويقولبنا في مجموعات صغيرة أستحي من وصفها مجموعات، نتقاتل فيما بيننا باسم الزعيم الذي لا هم عنده سوى مصالحه الشخصية ومن بعده الطوفان.

شكرا لبلد الحريات والحقوق الذي شغلنا بحق السياسة والساسة والتسيس وغفل عنا حق العيش بكرامة وعزة وانتماء في وطن واحد تكاد مساحته لا تتسع لمقيميه.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !