صاح القاضي بنا نحن من دخل القاعة متشوقا للمشاركة في الحدث ومتمنيا لو يجلس كالعروسين امام طاولة القاضي مباشرة..."اخرجوا جميعا من القاعة" ..دب الخجل بأكبرنا واصغرنا ثم نظرنا جميعا باتجاه مصدر غضب القاضي انه عباس الذي حاول ان يحقق الامنية فانتحل شخصية القاضي وزوجنا مدنيا ...كادت الطاولة تبتلع عباس والقاضي يكيل له سيلا من تهم عدم احترام القاعة والمجلس والقضاء ..ثم كز القاضي على اسنانه "جميعا الى الخارج واتجه الى عباس خلف الطاولة يخاطبه بالانكليزية وبلكنة قبرصية "يو ..اوت"..هرولنا جميعا بالفرار كطلاب المدرسة الابتدائية وفي داخل كل منا شيء من الانتصار...
كنا 19 شخصا رافقنا يارا وعمار في رحلتهما الى قبرص لعقد زواج مدني لا يسمح بعقده في لبنان...القضية بالنسبة لنا جميعا هدف يجب ان يتحقق في لبنان ولو اختياريا ولم يكن التعدي على خصوصية رحلة الزواج لعريسين حديثين الا دعما منا لخطوتهما الجريئة وحقهما بالاختيار من جهة ورغبة مبطنة في داخل كل منا لحذو حذوهما حتى ولو بعد سنوات طويلة من الزواج..
وكالطفل الذي يغار من صديقه , لحظة دخول المبنى سألنا اذا كنا نستطيع عقد زواج جديد مدني ,ليأتي الجواب سيلا من الاوراق لم يكن بالبال تحضيره قبل الرحلة ...اذا لنفش خلقنا ...وبالدور جلس كل زوجين امام طاولة القاضي الذي لم يكن قد حضر بعد واستولى عباس على كرسي القاضي..وجدد زواجنا مدنيا"انا القاضي عباس اعلن زواجكما مدنيا ".فرحتنا كادت لا تتسع حتى لفرحة العروسين الاساسيين يارا وعمار..تزوجنا جميعا من جديد ..وتمتعنا بحق اختيار الزواج المدني ..
وفي عز الفرحة صاح القاضي واعادنا الى الواقع في قبرص فنحن حقا لم نحترم القضاء ونغار من الاصدقاء ونلعب كالاطفال...لين ابنتي الصغيرة لعبت معنا ,شاهدت وشهدت على الزواج ..خجلت من فعل والديها واصدقائهم وفرحت لفرح والديها واصدقائهم..شاهدت اللعبة وشهدت على زواج يارا وعمار ..والطفل يغار ..صغيرتي لأجلك اصلي لا بد ان يكون لك يوما حق الاختيار.وتخرجي من القاعة بكثير من الانتصار...
التعليقات (0)