فتحت وزارة التربية والتعليم وكعادتها باب التكهنات والتحليلات وهذه المرة برغبتها في تطبيق نظام البصمة الالكترونية على المعلمين والمعلمات مبدية أسباب ترى أنها مسوغة للتنفيذ , فالاسباب تتلخص في ضبط العمل والحضور والإنصراف والقضاء على التسيب كما تقول وزارة التربية والتعليم . ضبط العمل بوسائل حديثة مطلب وحق مشروع للجهة الإدارية , ولا خلاف حول ذلك , لكن هل سيكون الضبط الإلكتروني المزمع تطبيقة صامداً أمام أصحاب المراتب الوظيفية العليا أم أن الإستثناءات سوف تنال من هيبة الضبط الإلكتروني وتقف الة الضبط عاجزة عن ضبط إيقاع حضور وإنصراف تلك النخبة الوظيفية , وماهي كلفة ذلك المشروع الذي حتى هذه اللحظة يلف حول مناقصته الغموض المالي والإداري ؟ تساؤلات عده تدور بالذهن , وأكثر شيء يشغل بال المعلم والمعلمة تساؤلهم عن الحقوق الوظيفية المالية والغير مالية , فالمعلم والمعلمة يتحسر عندما يرى وزارته منشغلة بأمور لا تقدم ولا تؤخر , فحقوقة المالية تائهة بين اللجان ومستويات المعلمين والمعلمات تتقطعها سبل الوعود , وهيبته كمربي أجيال أصبحت تحت أقدام الطلبة وأولياء الأمور , وحلمة بتأمين طبي مات تحت جرة قلم إقرار مشروع البصمة , ونصاب الحصص في إرتفاع مستمر , وحلم النقل ولم الشمل يموت سنوياً فحركة النقل يتمية غير محققة للأمال مفرقة للشمل جامعة وجالبة للحزن والكأبة ,كل شيء أصبح على رأس المعلم والمعلمة حتى أخطاء المناهج الدراسية يتحمل تبعاتها ونتائجها المعلم والمعلمة , فأين الوزارة واين المعلم والمعلمة منها ؟؟ ضبط العمل شيء , وإعطاء كل ذي حق حقه شيء أخر , والمعلم والمعلمة لا يزعجهما ضبط الدوام بل يزعجهما إلتفات الوزارة لثنويات وتركها أولويات وأساسيات كان أجدر بالوزارة الجديدة أن تبدأ بحلها وعلاجها , مشروع البصمة المنتظر ذكر البعض بمشروع تطوير التعليم مليارات ذهبت والنتائج صفر مئوي , فأين الخلل إذاً في المال أم في تصريف ذلك المال أم في الثانويات على حساب الاولويات ؟؟ للمعلم حق ومن حقوقة وجود جمعية تدافع عنه وعن حقوقة على غرار لجان المحامين وهيئة الصحفيين , جمعية ضمن مؤسسات المجتمع المدني ,غياب تلك الجمعية بلا مبرر نظامي أوجد حالة من الإنفصام بين الوزارة ومنسوبيها من المعلمين والمعلمات الذين يحلمون بتبدل الأحوال وتغير الواقع إلى الأفضل , وجود مجالس إستشارية للمعلمين والمعلمات كنوع من التنظيم وإقرار حق المشاركة وإبداء الرأي أثبت أن وجودها صورة فقط فأين موقفها من البصمة ومن تجاهل الوزارة وبيروقراطيتها تجاه حقوق المعلمين والمعلمات وتجاه العملية التعليمية ككل , ليت قيادات الوزارة تفكر ملياً قبل تطبيق تلك البصمة المليونية , هل هي أولى أم أن هناك اولويات , وليت تلك القيادات تجرب أن تدخل حصة دراسية ولو لدقائق معدودة لعل الله يحدث بعد ذلك الدخول أمراً يكون في صالح المعلم والمنهج والطالب والبيئة المدرسية !! تثبت الأيام والسنين والمشاريع أننا نعيش على الإجتهادات والثانويات بعداً عن التخطيط وتأجيل الاولويات , وتلك ثقافة عربية ماتت عند دول مجاورة وبقيت على قيد الحياة في بلدان من المفترض أن تموت فيها تلك الثقافة منذ زمن ... وزارة التربية والتعليم لسان حال المعلم يقول بصمتي لا خلاف حولها لكن قبل بصمتي أٌريد حقوقي الوظيفية كاملة غير منقوصة فأبدي بالاولويات ويامرحباً بالثانويات , تركة أربعين عام يجب أن تحل عقدتها بقرارات تحديث وتطوير يكون المعلم والمعلمة مستفيدين منها لا متظررين نفسياً ومهنياً منها فالمعلم والمعلمة ركنا التعليم وحجرا البناء والتعمير , فضلاُ عن كونهما مشاعل نور وحياة ! ...
التعليقات (0)