أشارت منظمة العفو الدولية مؤخرا إلى حدوث ارتفاع غير طبيعي في أعداد حالات الوفيات أثناء الاعتقال في سوريا في الشهور الماضية، وتضمن تقرير المنظمة الإشارة إلى 88 حالة وفاة أثناء الاعتقال في الفترة مابين شهري نيسان وآب من العام الحالي.
المعلومات التي تضمنها تقرير المنظمة المشار إليه أكدته وفسرته كلمات النائب العام في حماة عدنان بكور الذي قدم استقالته بسبب ما وصفه بالجرائم ضد الإنسانية التي تم ارتكابها في مدينة حماة وسجونها في الأسابيع الماضية ، وتضمنت الحقائق التي قدمها في تصريحاته صورة أفظع للواقع مقارنة بالصورة التي قدمها تقرير منظمة العفو الدولية .
ببساطة لا يتوجب علينا تصديق المعلومات التي تضمنها التقرير أو تصريحات النائب العام لمدينة حماة لأنها تتناقض مع رواية النظام ورئيسه السادي بشار الأسد ، فطبقا إلى الصورة التي يحاول النظام ورئيسه السادي ترويجها فإن حالات التعذيب التي تم ارتكابها في مدينة حماة وسجونها لا بد أن تكون قد تمت على أيدي إرهابيين ومسلحين ينفذون مؤامرة لإسقاط النظام ونهجه المقاوم للإصلاح ، ولكن ما يثير العجب هنا هو تمكن هؤلاء من الوصول إلى داخل السجون السورية والتمكن من تنفيذ جرائمهم !.
يظهر النظام السوري ورئيسه الملعون بما اقترفت يداه وأيدي أعوانه من مجازر قدرة كبيرة على الكذب، وتلك القدرة ليست جديدة ، إذ تعكس تلك القدرة مواهب الكذب والتضليل لدى سلفه السفاح الأعظم حافظ الأسد ، أحد أكبر الإرهابيين في التاريخ الحديث. ويستمر نهج النظام باستخدام أكذوبة المقاومة مبررا لجرائمه، وكأن هناك ما هو أهم من الإنسان: فحتى لو كان النظام السوري يتبنى نهج المقاومة، وتلك أكذوبة سمجة أسقطها سكون جبهة الجولان منذ عقود، فإن غاية المقاومة الأساسية هي حماية الإنسان وحقن دمائه انطلاقا من حديث الرسول (ص) الذي بين فيه أن دم المسلم هو العنصر الأكثر قداسة ، وتتقدم قداسته على قدسية أهم أماكن العبادة على الأرض حين قال : "لأن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم" .
يتوجب تفكيك أسس الرواية التي يحاول النظام السوري تسويقها عبر كشف المغالطات التي تقوم عليها والتي من أهمها مايلي :
1- أن المطالبة بالحرية والديمقراطية تعني العمالة والمؤامرة، مما يوجب القبول بالعبودية والقمع والاضطهاد.
2- الشعب السوري طابور خامس يتوجب التخلص منه أو قمعه كشرط مسبق لتحقق نهج المقاومة.
3- أن الديمقراطية تتناقض مع القومية والوطنية.
الحقيقة المؤكدة هي أن طاغية الشام يتعامل مع سوريا كمزرعة ورثها عن والده الطاغية الراحل ، حيث الشعب السوري مجموعة من العبيد ، فجميع الأحداث تشير إلى قناعة الطاغية بأن سوريا هي"سوريا بشار" وأن ثورة الشعب السوري هي مجرد ثورة عبيد يطمحون إلى التحرر وتأميم " مزرعة آل الأسد " وتحويلها إلى وطن يعيشون فيه بحرية دون مالك ، بل في ظل نظام سياسي يقوم على الشرعية المستمدة من إرادة الشعب : وتأميم المزرعة وتحويلها إلى وطن ودولة مدنية هو ما يحاول الطاغية مقاومته وهو أساس نهج المقاومة الذي يتبناه "آل الأسد" منذ عقود .
التعليقات (0)