مواضيع اليوم

حقيقة ما حدث في مصر

KHALED BAKDASH

2011-02-05 20:54:55

0

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

القراء الاعزاء :

شاهدنا جميعاً ما آلت إليه الأحداث في جمهورية مصر العربية  و كيف  تغيرت المظاهرات السلمية المطالبة بحقوق شرعية إلى وابل من الشتائم و إلى تسخير هذا الحدث العربي الكبير إلى منازعات سياسية خاصة ..

قد يستغرب البعض مما أكتب و أدون هنا و لكنني انقل الحقيقة فقط ، حيث تكمن أهمية الموضوع في حقيقته لا في التوجه الذي أنتمي إليه مع العلم أن الكثير من الصحفيين و الإعلاميين حللوا المسألة من وجهات نظر توجهية و منحازة إلى طرف من الأطراف و لكنني و باسمي و صفتي الإعلامية لا أحمل أي انتماء سياسي لأي الأطراف الموالية و المناهضة و لكن ولائي للذين  خرجوا ينادون بحرية سلمية ، خرجوا معلنين انتهاء فترة الظلم و القهر الشعبي التي شهدتها البلاد خلال الثلاثين عاماً الماضية .

و لكن و للأسف يبدو أن جماعات أخرى سخرت الموقف لصالحها الشخصي و بدأت بالانتقام 
و لمصالح شخصية لا تمت للجماهير و الشعب بصلة .

قد يتساءل البعض من هي هذه الجماعات و اسمحوا لي بعدم ذكرها لاننا نعرفها كلنا و يجب أن لا نتساءل حولها و ليكن حديثنا عاماً و ليس خاصاً .

الأمر الذي دعاني لكتابة هذه المادة الإعلامية هو حزني على جهد بذله أصحاب حق ليتحول إلى منافع ذات خصوصية لعصبة من الناس الذين لم و لن يكونوا على قدرة لفعل هذا الأمر بنفسهم و لكنهم احتاجوا قوة شعبية صادقة تقود العملية بدلاً عنهم  و في وقت مناسب يأتي دورهم ليكملوا الأمر بطريقتهم ، غير واعيين أن الشعب سيأتي عليه يوم و يفهم  المعادلة و يفهم كيف تسير المراكب بخطوط مرسومة مسبقاً لا هائمة على وجهها مثلما فعل البعض .

أعزائي القراء:

يخالجني ألم عميق و كنت قد قررت عدم الكتابة بهذا الشأن حتى لا أضع كلماتي و مقالاتي بخدمة أطراف تسعى لتحقيق مآربها الشخصية في خضام الغضب الشعبي من النظام المصري بشكل كامل ..

أنا أثق بأن المجموعة الشعبية  المثقفة  التي خرجت في 25 يناير كانت لترضى بتأكيد مبارك عدم ترشحه لدورة رئاسية أخرى و بالتغيير الحكومي الذي حصل (( مع بعض التحفظ على بعض الوزراء الذين لم يسري عليهم التغيير )) و بالتصريحات التي شملت نجل مبارك ( جمال ) حول عدم رغبته بالترشح لمنصب الرئاسة و بتقديم استقالته من منصبه في الحزب الوطني مع بعض قيادات الحزب ، بالإضافة إلى تصريحات النائب العام المصري بمعاقبة كل من سولت له نفسه بسرقة أموال الشعب و التنفع من منصبه و وصولاً إلى منع بعض الشخصيات الهامة في الحكومة السابقة من السفر مع المدعو أحمد عز أيضاً .

كل هذا كان ليرضي من خرجوا بالمظاهرات السلمية في البداية و كانوا ليعطوا مبارك الفرصة للتغيير ...

و لكن حقيقة ما حدث هو مع متابعة الأحداث :

كانت الشرارة الأولى في 25 يناير بمظاهرات سلمية غير مثيرة للشغب و غير نابعة عن فتنة و تباعاً لإرسال الحكومة الأمريكية مبعوثها الأول لينقل لمبارك ضرورة الإنصياع لرأي الشارع المصري بالتنحي و ترك البلاد لتدخل في فوضى الحكومة الانتقالية مع تقديمها ( الحكومة الأمريكية ) ضمانات خروجه سالماً معززاً مكرماً و مع تصريحات رئيس وزراء العدو الاسرائيلي نتنياهو بأن حكومة مبارك انتهت ، قدم مبارك المفاجأة و طرد المبعوث الامريكي في نفس اليوم الذي وصل فيه لجمهورية مصر العربية و خالف أراء و حنكة الطلب اليهودي من (  نتنـ ياهو  ) و أعلن بتصريح صارخ و صريح بأنه سيكمل فترته الرئاسية الباقية و هنا تغيرت التصريحات الامريكية من ضرورة التغيير السلمي للسلطة  إلى ( يجب التغيير الأن ) مدعمة بتصريحات الاتحاد الأوروبي و باقي الدول ما عدا الدول العربية ..

و نصل إلى الفوضى التي ضربت الشارع  بمواليين للنظام و مناهضين له و الذي أدت إلى الخراب و الدمار الذي لم تشهد مصر مثيلاً له منذ سنين عدة ، و الجميع يتسأل من السبب و الحقيقة هي عبر من شاهد و حضر ما حدث :

كان لكلا الطرفين يد بما حصل ففي داخل المتظاهرين الموجودين في ميدان التحرير إندثت مجموعة من المخربين بينهم   رغم كل الحزر الذي رافق إغلاق المداخل المؤدية للميدان و من الطرف الأخر مجموعات تلقت دعماً خاصاً بقنبل المولوتوف و بعض الأسلحة اليدوية و الأموال ليقدموا على ما فعلوه .

و كثير تكلموا ان ورائهم كان رجال أعمال موالون للسلطة و رجال أمن من السلطة نفسها .

أعزائي القراء :

يجب أن لا ننساق وراء ما ينقل و يجب أن نرى الصورة بوضوح أكثر و يجب أن نعلم جميعاً أن جمهورية مصر العربية هي قلب الأمة العربية و هي المطمع الأول للغرب فينا نحن العرب فيجب أن تبقى صامدة بوجود مبارك أو غيره  في السلطة فيجب أن يبقى الشعب العربي المصري متماسكاً كما كان في المسيرة المليونية في كافة أنحاء مصر و كما عهدناه الشعب المصري يتعايش مع أبسط الأمور و أثقلها و لا  تؤثر عليه حفنة من المنتفعين التابعين لجهات غربية و أجنبية طامعة بقلب الأمة العربية و صميمها ..

نبارك للمصريين  التغييرات التي حدثت و نرجو من رجال السلطة الجديدة البدء و الاسراع بالتغيير و الاحساس بنبض الشارع المصري ..

و يجب أن يعرف العالم كله

أننا نحن الشعوب العربية كلنا قلب واحد لا توحدنا حكومات أو  منظمات ولا حتى معاهدات

إنما توحدنا عقيدتنا العربية - إسلام و مسيحيين و من جميع المذاهب

 

 

و أنا بانتظار تعليقاتكم للمشاورة .

 

 

 

<script type="text/javascript" src="http://widgets.amung.us/tab.js"></script><script type="text/javascript">WAU_tab(35ljn5d1xf2w, left-middle)</script>

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات