دأبت بعض الموافع الاجتماعية مؤخرا على بث اخبار متواصلة حول وضع السوريين المأساوي في مخيم الزعتري بشمال الاردن ، وتحديدا حول مايقال ان العديد من الاردنيين والسعوديين يضغطون على العائلات لتزويج بناتهم مقابل الخروج من المخيم مستغلين الوضع المأساوي لهم وعارضين الزواج من سوريات لاجئات مقابل المساعدة او الخروج ؟ وقد استفسرنا وبحثنا وتقصينا نحن والعديد من المؤسسات الانسانية والاسلامية ومن جهات موثوقة وقد تبين ان كل ماينشر عن هذا الامر كذب وتلفيق وهو في الاصل جملة اكاذيب بنيت على باطل والهدف منها تشويه العمل الانساني والخيري التي تقوم به المملكة الاردنية الهاشمية وقيادتها، وحتى لو كان الوضع الجغرافي للمخيم سيئا من حيث الموقع والخدمات فان هذا لايعني ابدا ان استغلالا للبشر يتم به او بيعا وشراءا للمواطن السوري التي تعتبره السلطات الاردنية ضيفا كريما على الاردن وتعلم تماما انه سيغادر عاجلا او اجلا لان ازمته لابد لها ان تنتهي . ونقول هنا : الاردن بلد صحراوي نوعا ما وهذا وضعه الطبيعي فاذا اراد ان بقدم مساحات شاسعة من اراضية لاقامة مخيمات على عجل وبالمناطق الحدودية الشمالية فلابد ان تكون صحراوية فمن اين يأتي لكم بالماء والانهار والزرع ؟ واما البيوت والخدمات فالمخيم افتتح نظرا لتزايد اللاجئين الذين وصلوا الى عشرات الالوف واكثر فكيف يستطيع ان يقيم بنية تحتية لهم بهذه السرعة؟ وخلال ايام فقط ؟فلابد على كل من يقرأ الاتهامات ان يفكر جيدا قبل المساهمة في نشرها فالامور لاتكون برغبتنا ومانريد بل بواقعنا وامكانياتنا ، فجزى الله الاردن خير الجزاء لما يقدمه من مساعدة شملت عشرات الالاف من السوريين وهو ونحن والجميع يعلم ان هناك مئات المدسوسين بينهم بهدف زعزعة الامن الاردني كي يستطيع النظام السوري من خلالهم نقل المعركة الى خارج اراضيه وتحديدا الاردن . واما حكاية الزواج من سوريات بطريقة الاكراه فهي قضية اجتماعية تبقى محصورة بعدد بسيط ان وجدت اصلا وعلى كل من يكيل الاتهامات للاردن او السعودية ان يقدم دليلا واحدا ، فحتى الان لم تسجل اي حالة مما يقوله البعض وينشره الاخرون . وهو بجملته اندساس الكتروني لتشويه السمعه وتشويش الفكر ختصة وان تلك الاتهامات لاتطال الا الاردنيين والسعوديين وبعض ابناء الدول التي وقفت مع الثورة ودعمت الشعب السوري . لماذا لايذكرون مايتعرض له اللاجئون في العراق وفي لبنان ؟ على الاقل الاشاعة تقول ان في الزعتري زواج على سنة الله ورسوله ولكن في العراق تمتع على سنة ايران والسيستاني وتمتع بالاكراه كما وصل الينا من اخبار وفي لبنان اجبار واستغلال واختطاف واختفاء على مذهب حزب الله واتباعه ؟ ومع هذا نجد ان الجميع يروج لما يحدث في الزعتري رغم انه تلفيق ولا يذكر مايحدث في المخيمات بالعراق ولبنان رغم انه حقيقة .
د. رشيد بن محمد الطوخي
التعليقات (0)