تاريخ النشر: الجمعة 8/1/2010م الساعة 15:45م
غريبة هي الأمور التي تعصف بقطاع غزة، وغريب هو أمر قافلة شريان الحياة ، فنحن كشعب محاصر نحتاج دوما إلى شرايين حياة مؤازرة للشعب الفلسطيني، ولكن عندما تتخبط أوراق السياسة بلقمة العيش تصبح الأمور أكثر صعوبة وخطورة على معظم أبناء الشعب الفلسطيني، إن قافلة شريان الحياة الحق التي يراد بها باطل أضرت بعلاقة الشعب الفلسطيني بجمهورية مصر العربية الشقيقة، ليس بحكومة حماس ولا بقياداتها ولا بمناصريها الذين يعيشون على هذه القوافل، بل بالطبة الفلسطينين والجالية الفلسطينية المقيمة بمصر.
إن استشهاد الجندي المصري ليس عفوياً وإن قتله حمساوي فليس من شيم أبناء مجتمعنا الفلسطيني القتل، وإنما لسياسة أحيكت خيوطها بالليل قبل مطلع الفجرمن قبل قيادات في حركة حماس والتي تستضيفهم مصر مراراً وتكراراً وتسمح لهم بالعبور والسفر والتجول في أراضيها، فقبيل وصول القافلة لجمهورية مصر وبعد تغيير مسار القافلة بدأت حماس تعد العدة لتحقق نصر اعلامياً على مصر، من خلال احراجها عبر وسائل الإعلام وتشكيل احتجاجات لبعض من ناشطيها في الدول العربية والغربية على سفاراتها، واحتجاجات من مصر نفسها من خلال الإخوان المسلمين، علاوة على سير القافلة بعدد من الدول العربية والأجنبية بمرافقة لوسائل الإعلام المحسوبة على حماس والتي دفعت لها حماس كالجزيرة وغيرها لا الحصر، اضافة للتصعيد الإعلامي الحمساوي وتسيير الاحتجاجات على الحدود المصريةن نعم إنها سياسة اسرائيلية ايرانية مرسومة ضد مصر.
وما أن وصلت القافلة شريان الحياة إلى ميناء العريش وتم التواصل بينها وبين قيادة حماس ومعرفتها بشراء عدد كبير من الجيبات الخاصة لحماس الهمرات وعدم سماح مصر بعبورها، فتم التنسيق كالتالي الإحتجاج لدى متضامني شريان الحياة بالعريش وافتعال أزمة وأن تكون الإحتجاجات صدامية مع المصريين، وفي غزة يكون هناك مبرر اضافي لزعماء الغنائم في حماس كالأسطل وبرهوم وغيرهم بشحن أبناء حماس ومناصريها للإحتجاج على الحدود المصرية بعد أحداث العريش، بذلك تكون حماس خرجت من هذه اللعبة بغضب شعبي عارم وأن ما حدث ليس منظم من قبل حماس، إنما من قبل الشعب الفلسطيني على السياسة المصرية.
والغريب بالأمر أن حماس تعلم علم اليقين أن القافلة في طريقها إلى معبر رفح لدخولها غزة، وأن لا داعي للإحتجاج على الحدود ، إلا أن خيوط اللعبة تستوجب احراج مصر أكثر فأكثر ولتصل رسالة لمصر بألا تكرر ما فعلته مع شريان الحياة وأن تحسب حساب لحماس ، بإعتبار أن حماس تهدد أمن سيناء وأن لديها مناصرين كثر فيها يمولوها بالسلاح والأنفاق وكل ما تحتاج إليه من دعم لها.
ولكن ما فائدة قذف الحجارة للجنود المصريين على الحدود والقافلة ستدخل من معبر رفح؟ هل هم جنود احتلال احتلوا أراض فلسطينية هل أصابوا مواطنين فلسطينين مزارعين كانوا أو عمال خردة أو حتى صيادين؟ هل اجتاحوا مناطق في غزة واعتقلو أحد شرق غزة أو الوسطى أو جنوب وشمال غزة؟ ، لماذا يتم استخدام قناصة من حماس من فوق برج العاصى لقتل الجنود المصريين؟ هل الجنود محصنون ويلبسون دروع واقية من الرصاص لمواجهة اطلاق نار؟ لماذا بدأت حماس بارهاب الجيش المصري على الحدود؟ هل لأن أوامر القيادة المصرية صارمة بحرمة الدم الفلسطيني وهل هو مباح عند حماس بإطلاق النار على الجنود المصريين؟ ، هل أوعزت حماس لهم بالقتل وتأديبهم من أجل اطاعة أوامر قيادة حماس؟ أم هل تريد حماس احراج مصر عربياً ودولياً لمساعدة الإخوان المسلمين في الإنتخابات المصرية؟ أين البوصلة تتجه يا حماس! أتريدي أن تحرري القاهرة أم القدس؟ هل تريد أن تصل الأمور بمطالبتك بالتحقيق وتسليم القتلة؟ لتردي عليهم فيما بعد بتسليم من قتل شقيق أبوزهري على حد زعمكم واخراج مسجوني حماس في سجون مصر؟ يجب على قيادة حماس أن تعيد حساباتها من جديد لاأن تطالب بلقاء مباشر أو عاجل بعد وقوع الأزمة المفتعلةن فاللقاءات ليس بقتل أبناء الشعب المصري الذي يخدم على الحدود المصرية، فحماس تدرك فقط القتل للجنود ولا تدرك أن الجندي الذي يخدم على الحدود يقطن في بني سويف التي تبعد مئات الأميال عن مدينة رفحن فاتقوا الله يا حماس في حياة أبناء الشعب الفلسطيني في جمهورية مصر العربية ن وندعو مصر الشقيقة إلى عدم خلط الأمور وأن تركز على من يسيء لسيادتها وأمنها.
التعليقات (0)