حقيقة تاريخية
لقد راجعت دول الغرب نفسها بعد سلسلة من الهزائم في الحروب الصليبية على يد المسلمين فأدركت أن القوة وحدها ليست كافية لإنشاء حضارة متقدمة أهمها تطبيق العدالة الإجتماعية بين الحاكم والمحكوم وللتغلب على العدو أو السيطرة عليه دون التمكن من أسباب تلك القوة ليست في امتلاك السلاح فحسب وانما في وسيلة ما يؤدي اليها ألا هو العلم فيما بقي المسلمون متمسكون بفكرة( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل )حيث في اغلب الاحيان يصطدمون بهذه الفكرة مع بعضهم في الواقع بمنطق القوة اذ اهملوا الجانب العلمي الذي كانوا فيه من الرواد الأوائل الى ان صاروا على طرفي نقيض لا يعرف عن العلماء المسلمين أكثر من الغرب غير علماء الدين لما الغرب فصل الدين عن الدولة باستثناء الجانب الانساني منه رأوا انه لا يتوافق مع مصالح السياسة نتيجة الفهم الخاطئ للدين المسيحي حين كان يحارب العلم والعلماء عكس الإسلام لكن الخطأ الذي وقعوا فيه المسلمون هو اعطاء صفة عالم للفقيه دونا عن غيره وانه جدير بالاحترام والتقدير بين الناس كما اعطوا صفة الحاكم للعسكري المتمكن من السلطة وان كان حاكما مستبدا بإضفاء الشرعية الدينية لحكمه مهما كان بعيدا عن حكم الدين من الواجب طاعته لأنه من أولي الأمر كل ما افلحوا فيه هو قهر شعوبهم بالسلاح الذي يشترونه من الغرب وفي تهديد اخوانهم اما العلوم الاخرى اعتبروها صناعة من بين الصناعات لا اكثر حتى تفاجئوا بعد بمن يتفوق عليهم بامتلاك وسيلة القوة من خلالها عن طريق العلم ويخضعهم تحت سيطرته ويفرض عليهم احترامه لأن الغرب استفادوا من المبادئ الانسانية التي تحترم الفرد فطبقوها بينهم بشكل عملي كل من يرى بلد الغرب يعاين الفرق الكبير بيننا وبينهم وهذا هو المطلوب في الإسلام بعد ان فقد المسلم احترامه لنفسه باسم الدين وبقي الإسلام مجرد نظريات بعيدة عن الإجتهاد في العلم والمعرفة لا يتعدى النقل في استعمال العقل فالعقل لم يتوقف عند حد زمن معين والا لعم الجمود عن التفكير في الحياة وأصبنا بانفصام في الشخصية بين الماضي والحاضر .
التعليقات (0)