مواضيع اليوم

حقيقة ام وهم

محمد كنفودي

2009-12-30 18:55:22

0

حمــــــــــاس

حقيقة أم وهم


من كان يتصور أن حركة المقاومة الإسلامية حماس ستحتفل بانطلاقتها الــ22 على أرض غزة بعد الحرب الضروس التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني العام الماضي واستعملت فيها أبشع الوسائل من قنابل فسفورية وعنقودية وحتى تسميات أخرى لم نكن نسمع بها أول ما استعملت كتجربة في أبناء شعبنا الغزي المجاهد كل ذلك من أجل تحقيق أهداف سطرت من قبل الغرب الحاقد على رأسها الإطاحة بحماس.

حماس، هذه الأسطورة، لم تردعها أقوى الضربات، فكل مرة تنتفض من غبارها لتعود أقوى مما كانت عليه، حتى بات الأعداء غير مصدقين أنهم يحاربون حركة - حسب اعتقادهم – بعدة هزيلة وتنظيم" إرهابي" عشوائي، بل باتوا على قناعة أنهم أمام أسطورة لم يفلحوا في كسر شوكتها بكل الطرق المجربة وغير المجربة وبإعانة استراتيجية تقنية وعسكرية من الغرب وكأنها حرب عالمية أجمعت فيها أكبر الأمم طغيانا واستكبارا على حركة رفعت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله.

قبل أيام تتبعنا جميعا مهرجان انطلاقة المارد الحمساوي الأخضر في ساحة الكتيبة الخضراء حشود لم يسبق لتاريخ فلسطين أن عرفها مئات الآلاف تدفقوا من كل أنحاء القطاع ليشاركوا حماس فرحتها أما لو كانت الضفة متصلة بغزة لسمعنا أعدادا مضاعفة مرات ومرات،
وخرج الأسد هنية بكل شموخ وإباء وخطب أمام العالم أجمع والعدو يرقب حركاته بغل وحقد، فكل التقنيات التكنولوجية وكل الدعم الخارجي لم يستطع الإطاحة بهامته الشامخة ولا بحركته، وقادة الحركة مصطفين في الأمام كقادة أمة وقادة إباء رافعين رؤوسهم يتنفسون ريح النصر ويرقبون السماء بنظرات متبتلة بالدعاء حمدا لله على تمكينه ومدده، وجماهير أبية تهتف وتصيح " تعيش حماس رمز الصمود والإباء " فرحين بحركة أجمعت الأمة الحرة على أنها سبيل الخلاص، جماهير من رفح الصمود من أحياء المدينة الشامخة من تل السلطان والبرازيل وخربة العدس وحي كندا ومن مخيمات العزة والثبات الشابورة والغربي ويبنا وجماهير من خان يونس وبني سهيلا وعبسان وخزاعة ومن الوسطى وغزة والشمال، كلهم أجمعوا أن لا حركة إلا حماس.
تلك الجموع ما كانت لتجدد البيعة والولاء لولا اطلاعها على سجل المجد والافتخار فهذه عمليات حماس مند الولادة، نستذكر في سنواتها الأولى برفقة الشهيد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله بطولات تقدم فيها رجال أفذاذ ضحوا في سبيل الحرية والكرامة، سنة 1988 ملحمة بطولية وعملية نوعية اختير لها اسم ملحمة الصبرة حيث هاجم مجاهدون من آل الكرد ثمانية من أفراد الاستخبارات الصهيونية في حي الصبرة في مدينة غزة بالسلاح الأبيض وتمكنوا من قتل ثلاثة من أفراد الاستخبارات العسكرية وأصابوا إثنين آخرين بجروح مختلفة قبل استشهادهم برصاص وحدات تعزيز صهيونية وصلت المكان لتغطية وحدة الاستخباراتّ، وسنة 1990 عملية أخرى هزت أركان العدو إنها عملية حي البقعة حيث فجر ابن حماس عامر سعود أبو سرحان حرب السكاكين رداً على القتلة الصهاينة وانتقاماً لدماء الشهداء التي سالت دفاعاً عن الأقصى الشريف. فقد جهز المجاهد حربته وانطلق نحو حي البقعة في مدينة القدس، وتمكن من قتل ثلاثة من الصهاينة وأصاب رابعاً بجروح، وتعاقبت السنوات وتعددت المعارك والبطولات وتطورت الوسائل والأدوات وتأتي سنة 1996 حيت استشهد المجاهد البطل يحيى عياش قائد مجموعات الاستشهاديين في كتائب عز الدين القسام، وجاءت عملية الوفاء لدمائه حين تمكن المجاهد البطل مجدي محمد أبو وردة من صعود الحافلة التي تعمل على خط رقم 18 المؤدي لمقر القيادة العامة وكان المجاهد يرتدي ملابس الجنود الإسرائيليين ويحمل نحو 15 كغم من المتفجرات الممزوجة بكمية كبيرة من المسامير والقطع المعدنية وفجر البطل الحافلة وقد أسفرت العملية عن مقتل 24 صهيونياً بينهم 13 جندياً وعدد من ضباط وكوادر الشاباك الذين كانوا في طريقهم إلى مقر عملهم بالإضافة إلى إصابة أكثر من 50 إسرائيلياً بجروح وحروق مختلفة حسب الإحصاءات الصهيونية.

حماس حركة قلبت الموازين، خلقت نمطا مختلفا للمقاومة، وحملت مشعلها، صنعت وجودا جديدا داخل القضية الفلسطينية، من يدري ربما لولا حضورها على الساحة لكانت القضية قد صفت من فترة طويلة أمام ما نراه من تخاذل وتطبيع لأناس يدعون الوطنية وحماية القضية، فمرت بتجارب عسكرية عديدة من حروب ميدانية وخطف للجنود وتفجير في نقاط العدو الحساسة وغيرها كثير، فأكدت للعالم أنها حركة مقاومة مخلصة لمبادئ شعبها المظلوم المقهور لكن العالم وبعد أن انتخبت، حاصرها لسنين ومعها شعب فلسطين الأبي فأتت حرب الفرقان مطلع العام الماضي ليحاول العدو فيها أن يقضي على الحركة وحكومتها لكن القدر أراد غير دلك.

وهاهي حماس اليوم تحتفي بذكراها الــ22 بين شعبها المناضل المكافح فتشاركه آماله وآلامه وتبشره بغد أفضل ذلك الغد الذي لا مكان فيه لخائن بائع لدماء الشهداء، ولا مكان فيه لمتخاذل، بل هو غد أخضر، غد الإسلام العظيم.

تنبيه : لقد تم حدف الموضوع مسبقا من طرق الإدارة مع أني لم اتوصل بالسبب




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات