مواضيع اليوم

حقيقة الوجود والانسان

عزالدين izadin123456789

2011-12-12 02:46:53

0

بقلم عزالدين مراغب

حين نتأمل ذواتنا نجدنا,  اعضاء محسوسة  " ارجل نمشي بها حيث اردنا, وايادي متقنة الصنع تعيننا على اشياء كثيرة ,وجهاز هضمي, يهضم ما نأكله  دون ملل ولا كلل, واعين نرى بها كل ما هو جميل وقبيح, وعقل عظيم في عمق رؤوسنا نفكر به وندرك من خلاله ما يحدث حولنا فنعرف ما يفيدنا ونتقرب اليه , فنعرف ما يضرنا, فننفذ بجلودنا منه , حين نتأمل هذه الارض التي نعيش فوقها, نجد اكثر من مائتين دولة وسبعة قارات وسبعة مليار انسان, وفي الزقاق الضيق اطفال يلعبون بمرح ونشاط, يدورون في فلكهم الصغير , البيت, والمدرسة, والزقاق , عالم صغير لايزيد قطره عن كيلو متر, وفي القصر الكبير, يجلس السيد المطاع على كرسي فاخر ومن حوله الخدم والحاشيه, وفي مكان آخر على البسيطة   تجلس الحسناء امام المرأة تتأمل حسنها وفي قرارة نفسها تندب حظها الفني السيء, وفي الشارع الكبير الذي يعج بالناس والمحلات يسير الرجل ( الهلفوت ) دون هدى ونفسه تمتليء حبا وشغفا بالحسناء, وفي السوق يهيم الفقير على وجهه وفي عينيه شبح اليأس, وفي مكان آخر  نجد رجل الدين يخطب ويروع ارواح العباد بنار جهنم, ويوزع صكوك الرحمة والغفران على آخرين وكأنما الجنة والنار بيديه, وفي المجلس الكبير يتوسط القوم الرجل الداهية وبجانبه الاحمق يستمع الى الداهية ولكنه يعجز عن فهم ما يقال, وفي الفرح يجلس العريس الانيق الوسيم وبجانبه العروس الجميلة ومن حوله الاهل والاحباب يرقصون فرحين, وفي جانب الطريق يجلس الصعلوك يناظر الحسناوات وفي الجانب الآخر من الطريق يجلس شيخ كبير هو الآخر يناظر بطرف خفي, وفي نفس الطريق تسير امرأة دميمة   وتخفي قبحها خلف البرقع , وفي الغرفة فتيات في مقتبل العمر يتجاذبن اطراف الحديث ويتحدثن عن ذاك الشاب الوسيم الطويل القامة,  وعلى شاطيء البحر, فتاة جميلة تتأبط ذراع خطيبها الوسيم ويتجاذبان اطراف الحديث , ورجل في العقد الخامس من عمره برفقة رفيقة دربه في الخمسينات من عمرها , بدينة وترتدي ملابس بالية الموضة زهرية اللون وتضع المساحيق الصارخة , وشاب طويل القامة ونحيل يلوذ بجسم عشيقته تلك المرأة الحسناء في الثلاثينات من عمرها تداعب شعرها نسمات الهواء, وفي البيت الخالي من الناس يجلس المراهق في غرفة مغلقة بإحكام ويشاهد فلم مشبوه, في المساء وفي العمارة الكبيرة في شقة رقم 1 يغط العجوز في نوم عميق بعد جهد كبير بجواره زوجه الشابة تعاني الارق , وفي شقة رقم 2 تنتظر الام ابنها العاق , وفي شقة 3 وعلى سرير واسع ومريح رجل وامرأة متزوجان حديثا يتجاذبان اطراف الحديث تحت اضواء خافتة , وفي سطح العمارة لص يسترق السمع ويبحث  عن ما خف وزنه وغلا ثمنه, وفي الغابة البعيدة يتمدد السبع ,يتثاوب وحوله الانثى والاشبال ويهرول امام ناظره الذئب, وفي البحار البعيدة, قطيع من الحيتان العظيمة تسبح وتلعب لاشيء يهدد حياتها , في اقصى شمال الارض وتحديدا في القطب  الشمالي حيث لايوجد غير الثلج, في الكهف الصغير يغط الدب في نوم عميق لعله يصحو بعد فصل الشتاء,  وفي قاع المحيط يهجم القرش السمكة وتهرب السمكة نحو المرجان لعل هناك مهربا,  



ثم سؤال على الهامش : هل من المعقول ان  تكون هذه الحياة  محض صدفة ؟!! كما يقول بعض الملحدين , اذا كانت الحياة مجرد صدفة صنعتها الطبيعة كيف نفسر المواليد الذين يولدون بالآلاف كل يوم ؟ وكيف نفسر عقولنا التي  نفكر ونعي من خلالها ما يحدث حولنا اذاكان عقولنا نتيجة صدفة وخلقتها الطبيعة لكنا رأينا العجب : نصحو عقلاء ونبات مجانين , يكفي هراء وجنون اعملوا عقولكم قليلا وتأملو حولكم هل وجدتم كبريتة صنعت بمحض صدفة ؟ 


ملاحظة  في حالة نسخ هذه  المقالة اضف المصدر واسم الكاتب   

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !