العزف على الوتر الاسرائيلي كوسيلة لامتصاص غضب الشعوب العربية
نشر اليوم المدون السوري يوسف رشيد مقالا بعنوان (سياسة ما يجب أن يكون .. آراء وأفكار).. فشطح صاحبنا واستفاض في اسطوانة (العدو الصهيوني) وان الصهاينة .. يعني .. لا ينفكون ولا يفتأون ولا يزالون ... يبطشون ويسلخون ويقتلون ويهجرون ويشردون ووو .... وان العرب لولا الصهاينة لكانوا ... يعني ... متحابين ومتآخين ومتآلفين .. وان اسرائيل هي التي أفسدت هذا الود العربي وزرعت الفتنة بين الأشقاء ... واغتصبت وفتكت واقتلعت وقضمت ... وانها اي اسرائيل ... يعني .. لا هم لها ولا شاغل سوى ارهاب جيرانها المسالمين وقض مضاجعهم وشن الحروب عليهم ... وان حروب العرب وأيام العرب وانقضاض العرب على العرب وفتك العرب بالعرب وابادة العرب بأيدي عرب .. كل هذه ما هي الا خلافات بين أشقاء وحزازات بين اخوة ومناوشات وخصومات ودية وحميمية تحصل بين الاشقاء وافراد الاسرة الواحدة .... يعني لا يمنع ان يحصل عراك بين نسوة على حبل غسيل مثلا ... او ان يضرب الشقيق شقيقه حبا وغيرة على مصلحته طبعا .... اما اسرائيل فهي خارجة عن هذه القاعدة الأخوية ولولا وجودها ومكائدها وعدوانيتها لعاش العرب من المحيط الى المحيط بجو من التآخي ومناخ من التكافل والتعاضد ... كأسنان المشط .. ولولا اسرائيل الشيطانة هذه التي تهدد باستمرار الامن العربي والعالمي لكان العربي يحب لاخيه العربي اكثر من ما يحب لنفسه ويفديه بالغالي والنفيس ....
طيب .. على كل حال لنترك مسألة تسخير الاقلام والذمم لخدمة النظام ... ولا نريد ان نقطع ارزاق الناس ... يقول العوام عند العرب قطع الاعناق لا قطع الارزاق ... فمنهم من يحتاج الى اموال حزب الله لاتمام دراسته في أوكرانيا ومنهم يمجد جلاده مقابل بضعة دريهمات ... انظروا مثلا كيف يدافع صاحبنا عن النظام السوري العلوي يقول :
إن أي نظامَ حكم ٍعربي وسوري تحديدا ، يعادي الصهيونية ، ويعمل على تحقيق مصالح شعبه في حريته وسيادته واستقلاله ، وحقه المشروع في الحياة الحرة الكريمة ، هو النظام الأمثل بالنسبة لنا ، بالرغم مما يحاوله الصهاينة ، في بث بذور النعرات الطائفية وتنميتها بالمذهبية هنا وهناك .. إن الأقلية التي تحكم بلدًا ما ، وتحقق مصالح شعبها بوطنية وإخلاص وجرأة ومسؤولية عالية ، أفضل ألف مرة من أكثرية تكون عكس ذلك ..
اذن النظام السوري يسهر على مصالح شعبه وحريته .. لا يضير سوريا ان اقلية علوية تحكم البلد طالما هي وطنية ومخلصة ووو ... حتى ان المرء بات يعتقد بان السجون السورية ما هي الا خدعة بصرية ... بل هي فنادق وشاليهات ونوادي ثقافية .. افلا تبصرون .... وسوريا طبعا قلعة هامة من قلاع الصمود العربي بل ربما آخر قلاع التصدي التي تستاهل من العرب كل دعم ...
اما نحن فنحتكم الى كاتب من أهله ... نعم نحن نعلم ان حدوتة الصمود ما هي الا خديعة ... وان أهزوجة التصدي للعدو الصهيوني ما هي الا تخدير للشعب السوري والعربي لمآرب أخرى ... وان ترنيمة الدفاع عن الحقوق الفلسطينية ما هي الا عزف على وتر حساس واستخدام سافر وماكر وخادع للورقة الاسرائيلية والفلسطينية لابتزاز المشاعر العربية وامتصاص غضب الشارع السوري والعربي ومن ثم تصديره الى اسرائيل ... لكننا نفضل كعادتنا الاحتكام الى كاتب من أهله وقد وقع الاختيار هذه المرة على الكاتب " أبو بصير الطرطوسي " ومقالة بعنوان (الموقف من النظام السوري في هذه الظروف) منقولة عن موقع الشيخ أبو بصير الطرطوسي يقول :
إضافة إلى كون النظام السوري نظام بعثي اشتراكي، طائفي، ديكتاتوري، قائم على العمالة والفساد، والقمع والكبت والإرهاب، وحكم المخابرات .. فهو نظام طفيلي يقتات ويعيش ـ منذ تأسيسه ـ على حساب هموم وقضايا الأمة المصيرية والكبرى، ليظهر بمظهر المناضل الشريف .. وهو ـ في حقيقته ـ أبعد ما يكون عن النضال والشرف!
فما من بلاء ينزل بالأمة إلا ويقتات منه ما يُطيل به من عمره وبقائه وظلمه ومن دون أن يُقدم جهداً يُذكر لرفع أو دفع ذلك البلاء!
فهو نظام كلابس ثوبي زور يتشبع بما لم يُعط، وبما ليس فيه، ولا عنده .. أكثر ما فيه وما عنده الصياح والنباح .. وما كان الصياح والنباح ليفعل شيئاً يوماً من الأيام!
موقف النظام السوري من القضية الفلسطينية:
على مستوى القضية الفلسطينية .. فهو نظام تراه لا يريد حرباً ولا سلماً؛ لا يريد حرباً ليقتات ويستفيد من أجواء السلام، وليستعطف إليه أنصار ودعاة السلام في العالم .. ولا يريد سلاماً ليقتات ويستفيد من أجواء الحرب، ليظهر ـ أمام الشعوب المقهورة ـ بمظهر البطل الشريف .. وليبتز الأموال العربية والخليجية على اعتباره النظام الذي يمثل قلعة الصمود والتصدي العربي الذي يجب أن يُمد بالمال وبجميع أسباب القوة والحياة!
منذ نشأة النظام وحكمه لسورية في السبعينيات وإلى الساعة حرص النظام حرصاً شديداً ـ ككلب حراسة وفي ـ على حماية حدود دولة الصهاينة اليهود المتاخمة للحدود السورية!
رغم أن غالبية الشعب السوري شعب متمرد ومجاهد إلا أنه من ذلك الوقت وإلى الساعة لم يستطع أن يسجل أي عملية اختراق أو تسلل لضرب الأهداف الصهيونية داخل أراضيها عبر الأراضي والحدود السورية .. وذلك بسبب الحراسة المكثفة التي يقوم بها كلاب الحراسة الأوفياء جنود وأبطال النظام البعثي الطائفي!
ولا ننسى كذلك عمالة النظام لما كان الطاغية الهالك حافظ الأسد وزيراً للدفاع والحاكم الفعلي لسورية حيث أعلن عن سقوط الجولان السورية بأيدي جيش الصهاينة اليهود قبل أن تسقط .. ليتباكى عليها فيما بعد، ويجعل منها ورقة للابتزاز، وسبباً للتفاوض مع الصهاينة المحتلين .. وكان ذلك كله نتيجة خيانة وصفقة بينه وبين بني صهيون.
أي تحرير يريدونه لفلسطين بل وللأراضي السورية المغتصبة وحدودهم معطلة وآمنة منذ أكثر من ثلاثين عاماً .. لا أثر فيها لجهاد ولا إعداد .. بل والويل كل الويل لمن يفكر ـ مجرد التفكير ـ بالتسلل أو بتعكير صفو هذا الأمان والسلام!
ثم نسأل: من الذي قتّل وذبّح الفلسطينيين وقضى على منظماتهم في لبنان .. وأجبرهم على الرحيل منها ليتشردوا في أمصار عدة متفرقة تبعدهم آلاف الأميال عن حدود بلادهم وديارهم قربة لدولة الصهاينة اليهود .. أليس النظام السوري؟!!
من الذي ارتكب مجزرة تل الزعتر وغيرها من المجازر بحق الفلسطينيين في البنان .. أليس النظام السوري .. ومن المستفيد من تلك المجازر أليس الصهاينة اليهود .. ؟؟!!
يحصل هذا كله مع صياحهم الصاخب ـ الذي فتق الآذان ـ الهاتف بتحرير فلسطين .. ودعم فلسطين .. والمقاومة الفلسطينية .. وما أكثر هؤلاء الذين تسلقوا على فلسطين والقضية الفلسطينية وهم من ألد أعداء فلسطين وشعب فلسطين!
ما أسرع ما ينسى الناس جلاديهم وقاتليهم .. ليهتفوا بأسمائهم، ويمجدوا طغيانهم؟!!
فإن قيل: كيف تفسر إذاً احتضان النظام السوري لبعض المنظمات الفلسطينية، وكذلك موقفه من " حزب الله الشيعي " في لبنان؟
أقول: هذا من جملة الاقتيات والتطفل الذي عودنا عليه النظام، أما احتضانه لبعض المنظمات الفلسطينية فهي لا تعدو أن تكون مجرد مكاتب رمزية تمثل تلك المنظمات، مسلوبة الإرادة والتمثيل الفعلي، لا نشاط لها يُذكر من الأراضي السورية .. سوى التمجيد بطواغيت النظام، وعروبة وثورية النظام!
ولكن نسأل هل يمد النظام السوري تلك المنظمات الفلسطينية بالمال والسلاح، هل يسهل لهم الدخول والخروج عبر أراضيه وحدوده مع فلسطين .. هل يفتح لهم ولغيرهم معسكرات للتدريب والإعداد .. لا شيء من ذلك البتة!
إذاً لماذا هذه المكاتب الممثلة لتلك المنظمات موجودة على أراضيه ..؟!
الجواب: يعرفه الجميع؛ ليقتات على حساب القضية الفلسطينية التي قتلها وصفاها في أكثر من موضع .. ويظهر بمظهر الشريف المناضل في أعين المغفلين من الناس .. ولكي يقول كذلك لأمريكا، ودولة الصهاينة، والمجتمع الدولي لا يمكن أن تتجاهلوا سوريا ودورها الحيوي في المنطقة .. فنحن لا نزال نملك الأوراق الحيوية التي تلزمكم الاعتراف بنا والتفاوض معنا .. وبالتالي التصدق علينا .. فلا يزال عندنا ما يمكن الاتفاق والمساومة عليه!
أما موقف النظام من حزب الله الشيعي في لبنان ربيب إيران وصنيعتها، وعينها ونافذتها وبوقها الذي عن طريقه تصدر مذهب التشيع والرفض في المنطقة .. فهو نزولاً عند رغبة إيران الجامحة مقابل دعم اقتصادي وسياسي تقدمه إيران للنظام السوري.
موقف النظام السوري من حزب الله الشيعي ليس حباً منه في إحياء المقاومة ضد الصهاينة اليهود عبر الجبهة اللبنانية بدليل أنه قضى على المقاومة الفلسطينية في لبنان وعمل على تشريدها في الأمصار .. ولا يزال إلى الساعة يعمل على تصفية جيوبها، ويُطارد أفرادها .. كما أنه عمل على تصفية جميع القوى السنية المسلحة الموجودة على أرض لبنان .. فهو بحكم احتلاله لأرض لبنان يمنع أي طرف أو جماعة أو فرد من أن يوجه ولو طلقة واحدة نحو دولة الصهاينة اليهود .. فهذا الحق والشرف لا يقوم به إلا حزب الله الشيعي .. وبقدر ما هو مأذون له .. حتى الجيش اللبناني ذاته لا يملك هذا الحق في الدفاع عن نفسه وأرضه .. فحزب الله فقط هو الذي ينوب عنه .. وعن جميع اللبنانيين في الدفاع عن لبنان!!
فحزب الله يوجه بندقيته نحو دولة بني صهيون في الوقت الذي مُنع الجميع من فعل ذلك وما أكثرهم .. وأكثر المجاهدين الذين يطوقون لذلك .. وهذا لا شك أنه يصنع دعاية قوية لحزب الله .. ولمذهب التشيع والرفض .. وإيران الشيعية .. وهذا هو المراد!
هذه هي خلاصة موقف النظام السوري من القضية الفلسطينية طيلة سنوات حكمه .. فأين الصمود والتصدي الذي يزعمه .. وأين هذه القلعة الصامدة التي يدعيها .. ويدعيها له بعض المغفلين .. وهو لم يدع قلعة من قلاع الصمود إلا هدمها ودمرها قربة لبني صهيون!!
موقف النظام السوري من القضايا الإنسانية وحقوق الإنسان:
لا يخفى على أحدٍ ما يُعانيه الشعب السوري ومنذ عقود من وطأة وظلم واضطهاد النظام الحاكم ..!
ما أكثر الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري والتي منها مجزرة حماه، التي ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثين ألف نسمة .. ومنها مجزرة تدمر التي قتلوا فيها قرابة ألف سجين ـ من خيرة شباب الأمة ـ رمياً بالرصاص وهم في زنزاناتهم !!
سجون النظام منذ عقودٍ وإلى الساعة لا تزال مليئة بالآلاف من السجناء السياسيين الأبرياء .. لا يعلم سوء حالهم وما يُعانونه من تعذيب وتصفيات، وإهانات إلا الله!
هجَّر عشرات الآلاف من خيرة كوادر وعلماء المجتمع السوري خارج البلاد .. ومنذ عقود، لا يُسمح لأحدهم بالعودة إلا بعد التخلي عن دينه وثوابته، ويعلن الطاعة والولاء للحزب الحاكم والطواغيت الظالمين .. حتى جعلوهم وأبناءهم في بلاد المهجر بلا وطنٍ ولا انتماء ولا حتى بطاقة شخصية تعرف عنهم .. ما من بيت من بيوت الشام إلا وفيه شهيد أو سجين أو طريد!
أشاع الخوف والرعب والفقر بين الناس .. فلا صوت إلا صوت حزب النظام .. ولا رأي إلا رأي حزب النظام .. ولا حياة إلا لمن يدخل في حزب النظام .. ويتجسس على العباد لصالح النظام .. والويل كل الويل لمن يُخالف أو يُعارض!!
هذه بعض مخازي النظام السوري الحاكم بما يتعلق بحقوق الإنسان السوري .. ولو أردنا الإحصاء والاستقصاء لطال بنا المقام!
وختاما لا أنسى طبعا ان أهدي هذه (الاطراءات) الجميلة التي يغدق بها الطرطوسي على النظام السوري ، لصاحبنا وزميلنا يوسف رشيد
التعليقات (0)