مواضيع اليوم

حقيقة الذات الإلهية والنبي الخاتم عند أصحاب البدع التيمية

احمد الملا

2016-11-29 20:45:43

0

دخلت قضية تجسيم الذات المقدسة في حالة من الشد والذب بين الفرق الإسلامية فكل الفرق تنفي هذا الأمر إلا أتباع ابن تيمية ولكنهم يحاولون تبرير ذلك بأنه لم يسم وإنما صحح أو قال بصحة الحديث الوارد عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " في رؤية الله سبحانه وتعالى, وهنا نذكر ما قاله ابن تيمية من تصحيح ومن تعليق في تفسير الحديث ونبين لكم كيف إن ابن تيمية من المجسمين بل والأدهى من ذلك هو وصفه للنبي محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " بأنه مجسماً لكن ليس بالنص وإنما بالمعنى الذي يفهمه هو وأتباعه, وهي أيضاً ذريعة فيها تكفير للناس بصورة مباشرة أو غير مباشرة...

يقول ابن تيمية في كتاب بيان تَلبيس الجَهْميّة في تأسيس بِدَعِهم الكلامية ج7/290 طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف 1426هــ بالمدينة المنورة (( فيقتضي أنّها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قَتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : { رَأَيْتُ رَبِّي فِي صُورَةِ شَابٍّ أَمْرَدَ، لَهُ وَفْرَةٌ جَعْدٌ قَطَطٌ، فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ} )).

ويقول ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية 1/325-328)

((ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس قال بعض المشايخ: إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة وقد ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام ولكن لعلهم قالوا لا يجوز أن يعتقد أنه رأى ربه في المنام فيكونون قد جعلوا مثل هذا من أضغاث الأحلام ويكونون من فرط سلبهم ونفيهم نفوا أن تكون رؤية الله في المنام رؤية صحيحة كسائر ما يرى في المنام فهذا مما يقوله المتجهمة وهو باطل مخالف لما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها بل ولما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم وليس في رؤية الله في المنام نقص ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى وإنما ذلك بحسب حال الرائي وصحة إيمانه وفساده واستقامة حاله وانحرافه.)) !!..

وهنا لنا تعليقين :

التعليق الأول : شاهدوا وإقرأوا ماذا يقول ابن تيمية :

1-النبي "صلى الله عليه وآله وسلم " شاهد ربه على هيئة شاب!

2-الحديث صحيح, أي إن هذا الحديث معتبر ويؤخذ به عند ابن تيمية وهذا يعني إن ابن تيمية يعتقد تمام الإعتقاد بأن النبي شاهد ربه وإن الحديث المنسوب للنبي هو صحيح ولا غبار أو إشكال عليه!.

3- في بيان تبليس الجهمية يقول (ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس ) .. أي إن النبي – حسب قول ابن تيمية – رأى ربه على الصورة التي يعتقد بها !!.

النتجية ابن تيمية يقول إن (( النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " قد شاهد الله سبحانه وتعالى في صورة شاب أمرد .... وهذه الرؤية مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك ))...

أي إن النبي الخاتم محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " يعتقد بأن ربه شاب أمرد ولذلك شاهده بهذه الصورة في تلك الرؤيا " الصحيحة " ... وهذا يعني إن النبي " حشاه الله " وبحسب رأي ابن تيمية مجسماً أي يجسم الله سبحانه, وهذا بطبيعة الحال يستلزم أن يعتقد المسلمون بما يعتقد به نبيهم ورسولهم ومن يخالف اعتقاد نبيه فإنه يكفر...

والخلاصة عند ابن تيمية ستكون بالشكل التالي : النبي يجسم الله سبحانه, وعلى المسلمين أن يعتقدوا بذلك وبما إن ابن تيمية المسلمين فإنه يعقتد بما يعتقد به الرسول, فالرسول يسم الذات الإلهية وابن تيمية على نهجه في هذه الخصوصية يسير على نهج الرسول !! هذا هو فكر ابن تيمية فعندما لا يصرح بشيء بشكل مباشر فإنه يعطيه بمورد آخر وبصورة تدريجية كدس السم في العسل حتى يعتقد الناس بما يعتقد به هو.

التعليق الثاني : هو تعليق للمرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني الذي جاء به على ما مذكره ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية خلال المحاضرة الثالثة من بحث ( وقفات مع ... توحيد التيمية الجسمي الإسطوري ), حيث علق المرجع الصرخي على كلام ابن تيمية قائلاً ..

{{... ظاهر في أن رؤيا الله تشمل المؤمن المستقيم والفاسد المنحرف ولا محذور عنده أبدًا في ذلك، وقد أكد هذا المعنى في غير هذا المقام , حيث قال {وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم، وما أظن عاقلًا يُنكِر ذلك} وقال أيضًا { فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه، ...ولكن لابد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه، فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقًا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك} و قال { وليس في رؤية الله في المنام نقص ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى؛ وإنما ذلك بحسب حال الرائي وصحة إيمانه } تعالوا خذوا الجهل والسفاهة والتفاهة من هذا الكلام، من هذه الخزعبلات، هنا ابن تيمة يقرّ بوجود نقص، يقرّ بأن رؤية الله في المنام فيها نقص، لكن ماذا يقول هنا وكيف يدفع النقص؟ يقول: إنما هذا النقص بحسب حال الرائي، بصحة إيمانه أو بانحرافه باستقامته بإيمانه بفساده بصحة إيمانه بفساد إيمانه، إذن هو يقر بوجود نقص، لكن يقول: هذا النقص حاصل بسبب نفس الإنسان، نفس الشخص، إذن ضعوا هذه القاعدة التوحيدية التيمية الأسطورية الجسمية الأسطورية الخرافية، ضعوها في أذهانكم، هذا أصل من أصول ابن تيمية، أصل راقي، هنيئًا للتوحيد الجسمي الخرافي، مهازل التأريخ، ابن تيمية يحكي بالتوحيد وأتباع ابن تيمية يحكون بالتوحيد ويذبحون الناس تحت عنوان التوحيد، إنا لله وإنا إليه راجعون، إذن إلتفت هنا، ابن تيمية ماذا يقول؟ يقول: وليس في رؤية الله نقص ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى، وإنما ذلك بحسب حال الرائي وصحة إيمانه وفساده واستقامة حاله وانحرافه، وهل يدفع النقص أيها العقل الخرافي؟ هل يدفع النقص عندما تنسب النقص للرائي للشخص، للإنسان، لكن هو ماذا رأى؟ رأى الله الطرف الرئيس في الرؤيا الله سبحانه وتعالى، الصورة الرئيسة في الرؤيا هي صورة الله سبحانه وتعالى، عقل خرافي.... اسألوا التيمية عن أسماء الذين رؤوا ربّهم في المنام وعن التواتر المدّعى!!! }}.


بقلم :: احمد الملا




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات