علي جبار عطية
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
aliatia123@yahoo.com
اعتاد مؤلفونا على وضع عبارة لامعنى لها على كتبهم تقول (حقوق الطبع محفوظة للمؤلف) واحيانا تدرج عبارة اخرى تقول (لا يجوز النقل والاقتباس الا بعد اذن المؤلف) لكن الواقع يقول انه لا توجد اية حقوق للمؤلف وان الناقل والمقتبس والناسخ يأخذ ماشاء له من الكتب من دون حسيب ولا رقيب وبلا ادنى حياء من اذن او عين او قلب المؤلف الذي ليس له من كتابه الا السهر والظمأ او على حد المثل الشائع بين النساء (اربي وبخت المسعدات).!
كنت اظن ان حالة هدر الحقوق الفكرية والادبية من اختصاص مؤلفينا العراقيين حتى شاهدت برنامج الدكتور طارق السويدان عن اعداد القادة وهو برنامج ممتع يبث على قناة (الرسالة) الفضائية شاهدته مساء الاحد 24-5-2009 وهو يشتكي من هدر حقوق المؤلف ويقول ان الناشر يحتال على المؤلف اما بعدم اعطائه حقه المادي بالكامل واما يتفق معه على طبع ثلاثة الاف نسخة لكنه في الواقع يطبع خمسة الاف نسخة!
لكن هناك معلومات احصائية ذكرها السويدان تتعلق بتوزيع الكتاب منها ان الكتاب الملون تكلفته اربعة اضعاف الكتاب المطبوع بالاسود والابيض لكن على خلاف التوقع فان مبيعات الكتاب الملون اكثر من مبيعات الكتاب العادي بـ 183% وهي نسبة عالية واذا نجح الكتاب فلابد ان تتبع هذا النجاح نجاحات ثانوية اخرى كالاستفادة منه في محاضرات او اعادة طبعه بعد تنقيحه وتجديده او الاستفادة من نجاحه في طبع جزء ثان ونحو ذلك.
والسؤال المطروح في السوق العراقي: هل تنطبق هذه المواصفات على توزيع الكتاب فيه او تتحكم فيه عوامل جذب اخرى وقد شهدنا طوال المدة المظلمة لحكم الاستبداد علو كعب الكتب المناوئة لسياساته وكانت كتب العقائد من ابرزها لكن بعد زلزال الخلاص صار الكتاب السياسي في القمة وكتاب الشعر في ذيل القائمة ومن الصعب ان تتغير اولويات اهتمامات القراء الجادين الا بعد مدة زمنية يعتد بها تتبدل فيها امزجة واذواق وتيارات لكن تظل المعادلة مثيرة اذ كلما شعر القارئ بأمان اكثر كان اقباله على الكتب التأملية اعلى من اوقات شعوره بالهلع واثبات الذات ولولا الخبز ما قرأنا وما كتبنا! واتذكر طرفة انكليزية تقول ان شخصين كانا يأكلان التفاح فقال الاول: اسوأ شيء عندي حين آكل التفاح ان اجد دودة فاجابه الثاني: اسوأ شيء عندي ان اجد نصف دودة!!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)