مواضيع اليوم

حقوق الإنسان وحقوق الحيوان

nasser damaj

2010-03-30 23:30:30

0

حقوق الإنسان وحقوق الحيوان
خليل الفزيع

كنا ولا نزال نتحدث عن المبالغة في ثمن بعض الحيوانات الأليفة مثل الجمال والخرفان والتيوس، التي تبلغ أثمان بعضها مئات الألوف، باعتبار ذا الأمر ظاهرة غير طبيعية أو هي نوع من الترف الذي أفرزته الطفرة الاقتصادية في بعض الدول، لكن العاملين في هذا الحقل ينظرون إلى هذه المسألة من منظار تجاري، بعد أن وجدوا فيها مجالا استثماريا جديدا، يحقق لهم أرباحا خيالية، انسجاما مع نظرية العرض والطلب، وما دام هناك من يشتري فلماذا لا يوجد ما يباع، وإن كان (غالي الأثمان).
ولم أكن أعرف أن في الغرب شيئا من هذا النوع من الاستثمار التجاري الذي شمل عندنا البعارين والتيوس وغيرها من الحيوانات والطيور، حتى قرأت ما نشر عن المزارع البريطاني غريهام موريسون الذي ابتاع خروفا من سلالة (تكسيل) بمبلغ 376 ألف جنيه استرليني في سوق (لانارك) بأسكتلندا, ليصبح بذلك أغلى خروف في العالم، ويمكن بالمبلغ الذي بيع به الخروف شراء بيت صغير في بريطانيا.
وذكر المدير التنفيذي لجمعية مربي خرفان (تكسيل) جون ييتس أن الصفقة المذكورة أصابت أصحاب هذه الصناعة بالذهول، غير أنه عبر عن اعتقاده بأن المشتري سيكسب الكثير على المدى الطويل من خلال بيع هذه السلالة في جميع أنحاء العالم، ويعتقد أيضا أن صاحب الخروف السابق توب هيل جول استطاع أن يحقق من بيع منتجاته 1,6 مليون جنيه خلال خمس سنوات.
هذه حقائق مذهلة بالنسبة لفقراء العالم الذين لا تساوي حياة الواحد منهم قيمة الرصاصة التي تطلق عليه من قبل تجار الحروب، والعابثين بمقدرات الشعوب، بل هي مذهلة بالنسبة لكل البشر عندما تصبح قيمة الحيوان أغلى من قيمة الإنسان، فهذه الحيوانات تحظي بالعناية والرعاية والاهتمام أكثر مما يحظى به الإنسان في بلاد كثيرة من أرض الله الواسعة، والمفارقة العجيبة أن بعض الحكومات تنظر إلى مواطنيها نظرة لا ترتقي إلى نظرة أولئك التجار إلى حيواناتهم، من ناحية العناية والاهتمام رغم كل ما يقال عن حقوق الإنسان وحريته وصيانة كرامته.. مع أن تلك الحكومات لم تكن لتعيش لو لم يكن لديها مواطنون يسهمون معها في إعمار الوطن، ودفع عجلة التنمية في ربوعه، لكن ما قيمة الحكومات إذا زجت بشعوبها في حروب أهلية طاحنة، وضيقت عليها الخناق، ودفعتها إلى فقر مدقع لا مفر منه إلا إلى الموت، وما نشاهده في المناطق الساخنة في بعض دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا ووسط آسيا، من حروب وفتن مستشرية تدفع العالم إلى حافة الهاوية.. كل ذلك يقدم الدليل تلو الدليل على الفرق الشاسع بين ما تعيشه بعض الحيوانات، وما يعيشه الإنسان نفسه في تلك المناطق، بل حتى في الدول المتقدمة في الغرب، حين نرى الكلاب أعز مكانة من الإنسان عندما تكون المرأة مستعدة للتضحية بزوجها، لكنها غير مستعدة للتضحية بكلبها، وربما لو خيرت بين الاثنين لاختارت الكلب وتركت الزوج.. بعد كل ذلك أليس من حقنا ان نكرر اقتراح وجود جمعيات خيرية للرفق بالإنسان على غرار جمعيات الرفق بالحيوان.. بعد أن أثبتت جمعيات حقوق الإنسان فشلها في الحفاظ على تلك الحقوق؟.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات