بقلم: محمد أبو علان:
http://blog.amin.org/yafa1948
فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرهما من الدول الأوروبية ينفقن ملايين الدولارات سنوياً في العالم العربي ومن ضمنها فلسطين المحتلة من أجل التنوير والتعريف بالديمقراطية ومباديء حقوق الإنسان وتمكين المرأة، ولكن كل القيم الديمقراطية ومباديء حقوق الإنسان تصبح مجرد حبر على ورق عندما يتعلق الأمر بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وغيره من شعوب المنطقة، أو جرائم هذه الدول نفسها ضد الإنسانية جمعاء ويصبح كلامهم عن الديمقراطية على قاعدة "كلام الليل يمحوه النهار".
هذا ما أظهرته نتائج التصويت على تقرير "ريتشارد جولدستون"، ولا فرق في الجرم بين من صوت ضد أو امتنع عن التصويت على هذا التقرير الذي يجرم الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، والسبب في تجريم هذه الدول هو أن الإنسانية كلٌ واحد لا يتجزأ، وميزان العدالة الإنسانية يجب أن لا يفرق بين دمٍ ودم وبشكل خاص عندما يتعلق الأمر بشعب كالشعب الفلسطيني يخوض نضالاً مشروعاً لتحرير أرضه وانتزاع حقوقة من احتلال جاثم على صدره منذ ستة عقود من الزمن، وارتكبت بحقه سلسلة طويلة من المجازر التي لا زالت مستمرة حتى الساعة.
وموقف هذه الدول ليس بغريب ولا بجديد لسبب رئيسي كون تاريخها وحاضرها ومستقبلها لا ولن يختلف عن واقع وسياسية دولة الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ففرنسا ارتكبت مجازر وجرائم حرب ضد الإنسانية في الجزائر، فهي من قتل (45) ألف مواطن جزائري في يومٍ واحد إبان الثورة الجزائرية للتحرر من الاستعمار الفرنسي، أما عن الولايات المتحدة الأمريكية فحدث ولا حرج، فلم يكفيها جرائمها في هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين، وهذه الدول مجتمعة لا زالت تزرع الموت وترتكب المجاز حتى الساعة في العراق وأفغانستان والمناطق الحدودية بين أفغانستان والباكستان، فكيف بنا نريدها أن لا تناصر دولة مثل دولة الاحتلال الإسرائيلي؟.
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)