ما في العقلاء ,السكوت عما يجول في عقول الاخرين الاقل حظا من علم او معرفة , اما تعاليا و ترفعا او خوفا .. هذه النعمة الصغيرة حجما و الكبيرة كما , و المسماة - مخا - هي التي تضع موازينا لقبول او رفض ما يبث حولها من افتراءات او اقاويل , ضد كل ما هو عقلي .
ان العقل الذي هو مدار التكليف - رفضا او قبولا - هو المحدد للارادة الواعية في العمل او الامتناع عنه , عمل يؤدي بالضرورة اما الى منفعة او ضرر , فاخطاء اليوم , هي محصلة تابعة لتراكمات اعمال سابقة , كبيرة او صغيرة تعمدنا و قوعها او كانت لظروف فرضت علينا .
للخروج من المتاهات القادمة لمستقبلنا المنظور , يكون بالسعي وفق ارادتنا ضمن ضوابط الكون و قدراتنا و نظم ارتضيناها .
الحقيقة ليست حكرا على حكم فرد , لانها عامة و لا يمكن ابدا ان تكون الا طليقة و تتشكل كيفما تشاء داخل عقولنا , كل حسبما يرتضيها . و لا سلطة لاحد على تغييرها .
اما الافتراء على الاخرين . فهو دائرة ظلامية , ترمي ظلالها حينا من الزمن , يطول او يقصر , لكنه يبقى محصورا . فان اتسعت دوائره و اصبح طاغيا , فله ما يبرره من قبول افتراضي , ينبع هذا القبول من تعالي او تواري العقلاء خلف جدر الصمت .ليس لانهم لا يعقلون , و انما دافع العمل . عمل قائم على الارادة المسلوبة , بين الضرر و النفع . لان اي عمل فيه تضحيات , و التضحيات ثقيلة الا على من كانت محصلاتهم النهائية مبنية على اسس قويمة .
بافتراض ان العقل هو سيد الكون و هو المنشيء الواعي للتصرفات , فكيف له ان يعرف الحقيقة المجردة , اذا كان يعتمد في مدخلاته على دوائر ظلامية ,انتشرت واتسعت رقعتها , في المكان و الزمان ؟
الفرق بين العلم و الجهل , يكمن في فن المعرفة و القدرة على توظيفها , توظيفا يخدم الحقيقة , الحقيقة التي اظنها هدف مؤكد للانسانية . فان لم تكن هدفا لنا جميعا , فلن تكون على اقل تقدير متعة فكرية , لاننا نعيشها و نتعايش و نتفاعل معها في كل افعالنا .
التعليقات (0)