د.ازهار رحيم ـــــــــــــــــــــــ الكتابة اساس العملية الاعلامية، وهي امضى انواع الاسلحة في الحروب الفكرية والعقائدية التي هي أساس الصراعات العلمية في هذا الزمن..
ومن بين الصراعات التي ندور في دوامتها والتي يشكل فيها الإعلام بكل أنواع ركنا أساسيا لاستقطاب الاصوات للفوز، هي سباق المنافسة في الانتخابات البرلمانية او الرئاسية التي سنر بها وتمر بها العديد من دول العالم .. بدءا بانتخابات اندونيسيا، اوكرانيا، تونس، افغانستان، اورغواي، امريكا ودول اخرى ..
ما يهمنا في انتخابات تلك الدول هو الطريقة التي تجري بها والاستفادة من تجاربهم، لتقليل نسبة السلبيات التي قد تحدق في انتخاباتنا المقبلة، للخروج من النفق المظلم الذي حشرنا فيه مجبرين، الى بقعة اكثر ضوءا.. يتحدث البعض عن نيتهم في مقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة تحت ذرائع شتى، وأولها انها تجري تحت ظل الاحتلال، او بسبب تردي الظروف الأمنية، او الحكم عليها مسبقا بعدم نزاهتها.. ببساطة، نحن لا نملك البدائل وان لم ننتخب برملنا دائما ليكتب لنا دستورا دائميا وانتخاب حكومة مؤقتة ، ودستور مؤقت، وبرملان (مؤقت)، وبذلك يبقى المسؤولون يعلقون قصورهم في اداء واجباتهم وارتكابهم للاخطاء على (شماعة المؤقت) التي تمنحهم صلاحيات محدودة.
في حديث مع مجموعة من المواطنين من ذوي الشهادات الجامعية، حزنت لضبابية معلوماتهم عن الانتخابات المقبلة كان الأمر لايعنيهم، دهشن لكم المعلومات الدقيقة التي يمتلكونها عن الانتخابات الامريكية، والحزبين الجمهوري والديمقراطي ومرشحيهما، تصل للدخول في مناقشات حارة وانحياز البعض لجورج بوش وهم من يؤيدون تحرير العراق على أيدي امريكا، وانحياز البعض الاخر وتأييدهم لجون كيري وهم ضد الاحتلال، او من يتحسرون على عز ايام ولت، غافلين ان السياسة الخارجية الأمريكية لا تتبدل بتغيير الرؤساء، فهم يرسمون سياستهم لعشرين سنة مقبلة وليس كما تفعل أنظمة شرقنا المريض، والتي تبدل سياستها وفق مزاجية حكامها الدائميين.
البعض يعتقد بان الانتخابات القادمة هي لاختيار رئيس للجمهوري.. اخرون لا يبالون اما قرفا او كسلا، او لاعتقادهم ان كل من سيأتي في التكشيلة السياسية القادمة هو امتداد لثوابت سلف، والذي سيتغير هو قائمة الاسماء فقط مع بقاء الخط السياسي العام على ما هو عليه، وربما يصبح اسوا مثل تردي الوضع الامني والاقتصادي والفساد الاداري..
الكثير منا لا يدرك فداحة التفكير بطريقة اليأس والإحباط وفقدان الأمل، القدرة على التغيير تلك.. البعض يريد مقاطعة الانتخابات بسبب الخوف كما اخبرتني مجموعة من السيدات وهن يتوقعن استمرار العمليات الارهابية التي سوف تستهدف المراكز الانتخابية، لتعرقل العملية الديمقراطية وبالتالي سوف يحرمن انفسهم من حق مشروع ضحت من اجل كسبه الكثير من النساء في العالم، وخاصة في الدول التي تخضع لأنظمة اجتماعية وسياسية متخلفة.. وبعد كل هذا يجب القبول بنتائج الانتخابات على الرغم من شكوك البعض في نزاهتها مسبقا، علما ان دولا عديدة تعتبر متقدمة في أنظمتها السياسية، تعترض فيها الحركات المعارضة وتشكك في نتائج انتخاباتها، فكيف نحن الذين نخوض اول عملية انتخابية ديمقراطية بدون ان يقف احد مسئولي البعث ليرقب ما تكتبه الأيدي من أسماء، كما حدق في أشهر استفتاء دخل الطاغية صدام به التاريخ عندما خرجت نتائجه بتأييد 99.99% مما حدا بأزلامه لمنع تداول وعرض مسرحية الزعيم لعادل امام لأنه سخر في احد فصولها من هذا الاستفتاء.. فلماذا نحرم أنفسنا من اول حق نمارسه بدون ضغوط، او عيون تتلصص لترقب من اسم من ننتخب، ونحرم المرشحين المعتدلين والمؤمنين بالتغيير لبناء نظام سياسي تعددي ديمقراطية فدرالي من أصواتنا، وبذلك نقطع طريق الفوز على كل متشدد باسم القومية او الدين او الطائفة او من يرشح نفسه للحصول على مكاسب شخصية.. وقد يصبح العراق بعد نجاح التجربة الانتخابية، مثلا تحتذي به شعوب المنطقة، وقاعدة لانطلاق أنظمة تختارها الشعوب بنفسها في شرقنا المريض، الذي يستحوذ فيه الحكام على السلطة بالتوارث ولا يتركون كراسي السلطة الا مجبرين للذهاب في رحلة الموت..
لننتخب من نريد.. حتى نشعر بأوكسجين الحرية يتحلل مسامات حياتنا.
كاتبه وصحفية عراقية
التعليقات (0)