مواضيع اليوم

حقك علينا يا .. مصـــر

محمد شحاتة

2011-12-21 09:41:21

0

                                                                                                      مصر التي  تحترق

مصر اتحرقت خلاص...
بلا لغة عربية بلا نيله ..
بلا إنشا .. بلا تعبير.. بلا تظبيط .. بلا أسلوب .. بلا وجع قلب ..
مصر اتحرقت وخلاص .. أهو كده ومن الآخر ..
ماقدرشي عليها جحافل الهكسوس .. ولا وحوش التتار .. ولا جيوش الفرنسيس ..
ولا عتاولة الانجليز .. ولا حتى لقطاء صهيون ..
مصر اللي طول عمرها , وطول تاريخها الطويل بطول الزمان كانت مقبرة لكل الغزاة .. ماحدش قدر عليها منهم ..
وفي الآخر هزمها شوية "عيال" .. مصر ضاعت بإيدين شوية "عيال" ..
مصر اتحرقت في ماتش كوره بين شوية "عيال" .. متظاهرين .. مأجورين .. ثوار .. أشرار .. شهدا .. حرامية ..جدعان.. صعاليك ..
زي ما إنت عايز تقول قول..زي ما انت عايز توصف أوصف ..
لكن في الآخر مصر حرقها شوية "عيال" ..
ماقدرشي عليها الغزاة ..ولا قدر عليها الاستعمار ..ولا قدر عليها حتى التتار ..
لكن شوية "عيال" لعبوا بيها الكوره .. أو لعبوا "عليها " الكوره .. شاطوها بين رجليهم .. وحرقوها .. حرقوها وحرقوا تاريخها ..

وديوان عمرها .. وسجلات حياتها.. و"العيال" واقفة بتتفرج .. كل "العيال" .. بكل ألوانهم .. وأنواعهم ..وأفكارهم ..وأطماعهم ..

وأعمارهم ..وشيبتهم .. وكدشهم .. وكروشهم .. وصلعتهم .. ودقونهم .. وبدلهم .. وجلاليبهم .. وبنطلوناتهم .. وتي شيرتاتهم ..
في الفضائيات .. في الجرايد .. في التليفزيون .. في الميادين .. في الإعلانات .. في التصريحات .. في البيانات ..
تلاقي الحكاية "عيال" في "عيال" .. شوية "عيال" مهما كان السن .. ومهما كان الحجم .. ومهما كان المنصب ..

تحس إن الحكاية دخل فيها "العيال" ..
"الحرامية" اللي كانوا ماسكين البلد قام وثار عليهم شباب طفح الدم ..

شباب ضاع عمره على أرصفة البطالة والعنوسة والاضطهاد والاكتئاب ومواني الهجرة .. شباب لسه بيقول يا هادي في ثورته النقية ..

قام شوية "عيال" خطفوا كل حاجة من إيديهم .. خطفوا الميادين .. والفضائيات والإعلام وأدوار البطولة والتصريحات والبيانات .. خطفوا الثورة .. خطفوا البلد كلها وجريوا بيها وهمه بيتخانقوا عليها .. قطعوها حتت .. وكل واحد بيخطف حته لنفسه ويعتبرها حق مكتسب ..
"العيال" أي حته يقفوا عليها في البلد تبقى بتاعتهم همه يبيعوا .. يشتروا .. يزايدوا .. يأجروا .. يرهنوا .. كله قابل للتداول ..
كل شيء في البلد بقى قابل للاستباحه.. للانتهاك .. للاغتصاب .. للإستيلاء ..
"عيال" جايبين جرادل "بويه".. ومن غير تفاهم .. كل واحد فيهم عايز يدلق الجردل بتاعه على وش مصر ويسبخها باللون اللي هو عايزه ..

اللي هو بس عايزه ..
ومصر زي اللي بلا حيلة .. قاعده ساكتة ..سايبه كل واحد يعمل اللي هو عايزه .. كل واحد من "العيال" يقوم يدلق على وشها جردل"بويه" بلون وشه .. بلون عقليته ..
لون فكره .. لون فهمه ..لون ثقافته .. لون سبوبته ..  

أو يحدفها بطوبه .. أو يقف على حجرها ويصرخ .. يشتم .. يهدد .. يلطم .. يتخانق ..

المهم إن اللي عايزه هو يتحقق وبس .. هو الصح .. أما الباقي عنده فكلهم حراميه ولاد هباشين ولاد ضالين ..
يا نهار اسود ..
والله العظيم تلاته .. ما حد قدر يعمل في "مصر" زي ما عمل فيها شوية "عيال" ..
حتى "الحرامية" اللي كانوا سافحين دمها .. وواكلين خيرها .. وملوثين نيلها عشرات السنين ..

والله ما قدروا يعملوا فيها اللي عملوه "شوية عيال"..
يا نهار اسود ..
بقى مصر يا ولاد .. يتجرأ عليها شوية "عيال" ويعملوا فيها كده .. "العيال" اعتبروا مصر .. ملك يمين لهم .. غنيمة ثورة ..

سبية حرب ..أو سليبة حرب .. الكل بيقسم فيها .. مناطق نفوذ .. مناطق سيادة .. مناطق سلب .. مناطق ضرب .. مناطق ابتزاز ..
تاه العاطل في الباطل .. ودخل الحرامي وسرق توب الثائر "الحق" ..

واختفى الثوار ..تاهوا في زحمة جحافل الخفافيش والجراد اللي هجموا على البلد وخطفوها من ولادها .. من شبابها ..من عيالها ولاد بطنها .. والطحن شغال .. والبهدلة شغالة ..والحرايق شغالة .. والأونطة شغالة .. والدنيا بتتفرج ..

اللي شامت ..واللي حزين ..واللي صعبان عليه مصر .. واللي فرحان فيها ..

واللي عمالين ينفخوا فيها نار من كل ناحية .. عايزين البلد تولع أكتر وأكتر ..
حتى الهلفوت الصعلوك اللقيط من فرحته ..مش قادر يكتم شماتته ..

وقاعد في "الخرابة " يحرض على "جيش مصر " اللي ذل أنفاس أمه .. ومرمغه في التراب ..
اللقيط عايز "العيال" تولع في "الجيش" ..
والبلد تولع في بعضها ..
وبعدين تصفى له في الآخر ..
الهلفوت بيحلم إن " مصر" تقع في إيده الوسخة ..
بيحلم إن "العيال" يولعوا فيها علشان تبقى فريسة سهلة عليه ..
لكن نقول إيه .. العيب مش عليه .. العيب على "العيال" ...
و ياما دقت على الراس طبول..
ومعلهش يا مصر....

حقك علينا ..

حقك علينا .. يا مصر ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !