" ...فإني الآن في السجن
وقد دخلت السجن في تاريخ 31-1-2004م
وقد تم اعتقالي عن طريق الامريكان
وقدّر الله أن حكمت سبع سنين .....،
والحمد لله أولاد عمي يأتوا لزيارتي
وأنا لست نادما على شئ
وكما قيل : (رب ضارّة نافعة)
والآن السجون في بلدنا العراق أصبحت أكبر جامعة لطلب العلم لأن الأساتذة يلتقون فيها من كافة أنحاء العالم ..."
بهذه العبارات ، التي تحتاج لتأمل وتدقيق ، ختم عمر البرقاوي الذي قتلته قوات الامن العراقية في الموصل قبل ايام ، رسالته التي بعثها الى ابيه الاردني ابو محمد المقدسي ، الذي يعتبره المراقبون والمختصون في شؤون الجماعات المسلحة ، ابرز منظري التيار السلفي الجهادي واستاذ الارهابي المقبور ابو مصعب الزرقاوي ومُلهم داعية الفكر المنحرف والمتطرف اسامه بن لادن .
هذه العبارات التي تضمنتها رسالة عمر لابيه تقتضي من المتخصصين بشؤون الارهاب سواء كانوا في العراق او في غيره دراستها بعمق وتحليل نصوصها بمهارة وتفكيك شفراتها وماتحتويه من حقائق ومعلومات تتعلق بالجانب الشخصي للقتيل وتطرح الاسئلة المهمة التي لامناص امام المتلقي سوى الوقوف لحظات امام مضموناتها وفحواها .
ينبغي علينا ان نشير، قبل البدء بطرح اسئلتنا الى نقطتين هامتين تتعلق بالموضوع الذي نحاول تشريحه الان .
النقطة الاولى : ان هذه الرسالة وما تتضمنه من معطيات اعادت الى اذهاننا وعلى نحو مباشر قصة المعتقل السعودي "كمال نزال الصلهام" الذي نشرت قصته صحيفة الوطن السعودية في عددها الصادر يوم الاحد الموافق 4/5/2008 ،في عنوان عريض " مقتل السعودي الصلهام في العراق"، وكيف تلقى اهله مكالمة هاتفية من العراق تبلغهم بمقتل ابنهم ، ويبدو اننا في العراق نعاني من مشكلة عدم الاستفادة من الدروس التي تستحق منا الانتباه والاخذ بها .
اما النقطة الثانية فنود الاشارة الى اننا هنا لانرغب بمناقشة رسالة نجل المقدسي من الجانب السياسي والفكري لان الموضوع سوف ياخذنا الى تفاصيل اخرى لانريد التطرق لها والغوص في متاهاتها ، ولكن نقاشنا سوف ينصب على الدلالات والاشارات التي تتعلق بالجانب الامني في بعض ماورد في رسالته المنشورة في موقع منبر التوحيد والجهاد الذي يدار من قبل ابو محمد المقدسي .
كيف استطاع نجل المقدسي البقاء في العراق طيلة هذه الفترة بدون ان تنكشف هويته للاجهزة الامنية والاستخبارية فضلا عن وسائل الاعلام ؟ اليس في ذلك تقصيرا في الجهد الاستخباري العراقي ؟
كيف تم اطلاق سراحه من قبل الامريكان بعد ان كان معتقلا لديهم ؟ وهل جهل الامريكان هويته وشخصيته الحقيقية ؟
من هم انسابه العراقيين الذين ابلغوا ابيه ابو محمد المقدسي عن مقتل نجله ( حسب تصريح الاب ) حيث انه متزوج من عراقية من اهالي الموصل .
من هم ابناء عمه الذين ياتون لزيارته في السجن ؟ الا يوجد رقابه في سجوننا على زائري السجين المتهم بالارهاب ؟
كيف استطاعت المحاكم العراقية ان تحكم على شخص اردني على انه عراقي ويحمل هوية عراقية مزوره ؟ اين الادلة الجنائية من كل هذا ؟
هل كانت اجهزة الامن الاردنية لاتعلم بوجود نجل المقدسي في العراق وهي تعد حتى الانفاس على عائلته في الاردن ؟ اين التعاون الامني الذي نسمع عنه ؟
والسؤال الاهم اين الرقابة الامنية على سجون العراق وهل صحيح بان سجنوننا قد اصبحت جامعات لتخريج الارهابيين بدرجة امتياز ؟ وهل هناك برامج للمناصحة في سجوننا خصوصا ضد التيارات التكفيرية شبية بالبرامج التي تنفذ في السعودية واليمن؟
بقى علينا اخيرا ان نقول للشيخ ابو محمد المقدسي... اما كان الاجدر لك ان تقدم النصح لولدك ولغيره من الشباب الاردني ليجاهدوا في بلدهم الاردن ضد الاسرائيليين وسفارتهم الذين امتلئت بهم شوارع عمان بدل من جهادهم في العراق ؟ هل اصبح النصارى الامريكان اشد عداوة على المسلمين من اليهود ؟
التعليقات (0)