مصعب الهلالي:
حقائق المحرقة
والعدد في الليمون
ذهب باراك حسين من القاهرة إلى المانيا لمناقشة عدة أمور تتعلق بالأحداث العالمية الراهنة وبما يدل على أن الرئيس الأمريكي يسعى بالفعل إلى تكريس العلاقة الأوروبية الأمريكية لتمر عبر ألمانيا وليس فرنسا أو بريطانيا بوصف ألمانيا الحليف المنتظر "الأنظف" لأمريكا في صورتها "الإنسانية" الجديدة التي بات يمثلها ويبشر بها أوباما وتتسم مع شخصيته ونهجه المعلن على الأقل.....
لكن الذي حرص الإعلام العالمي المسيطر عليه من جانب اللوبي الصهيوني هو إبراز زيارة الرئيس باراك حسين إلى ما يسمى معسكر لوخنفالت النازي ويطلق عليه Buchenwald Nazi Consentration camp ومعنى consentration camp هو (معسكر اعتقال الأسرى أو المعتقلين السياسيين) وليس اليهود فقط .... ومن يشاهد صورة مدخل هذا المعتقل يحسبه فندق من فنادق الخمسة نجوم في عاصمة من عواصم القارة السوداء جنوب الصحراء .
دخل باراك حسين هذا المعسكر بصحبة السيدة أنجيلا ميركل ونصّاب يهودي يدعى Elie Wlesel قيل أنه أحد الناجين من المحرقة .....
رسم باراك حسين على وجهه وخطواته تأثرا وتعاطفا مصطنعا مؤثرا (على العكس من ميركل بنت المانيا الشرقية سابقا) التي بدت أكثر من باردة وعادية .... وغير آبهة بهذه "المسرحية الهندية" ولكن لسان حالها يردد (مكره أخاك لا بطل) ..... وقد تذكرت مشهد مليودرامي مضحك لعادل إمام مع الممثل بدر نوفل (خاله الطباخ في المسرحية) وهو يتأبط ذراعه ممسكا به ويتمشى مرددا القول "إييييه .. دنيا " في تأثر واضح خلال مشهد من مشاهد مسرحية "الواد سيد الشغال" وأنا أشاهد تاثر باراك حسين الشديد وطريقة رسمه لخطوات سيره وهو يتقدم حاملا وردة بيضاء ويركع ليضعها باهتمام على (بلاطـة) مستطيلة الشكل غير سميكة تمثل نصبا تذكاريا لما يزعمون بأنهم 6 مليون يهودي قضوا نحبهم في المحرقة .
وفي كلمته بهذه المناسبة أنكر باراك حسين على أولئك الذين ينكرون المحرقة واعتبرهم كاذبين وجهلة .. ولكنه في الوقت نفسه لم يشير في كلمته او يعترف ضمنا بان عدد اليهود الذين قضوا في تلك المحرقة قد بلغ عددهم 6 مليون كما يزعم الصهاينة .... بل وأن هيئة الإذاعة البريطانية على سبيل المثال لم تجد بدا من الاعتراف بان العدد الإجمالي الذي قضى في هذه المحرقة كان عددهم التقريبي هو 56,000 شخص لاغير من مختلف الجنسيات ......
إذن نحن لا ننكر محرقة النازي من حيث المبدأ ولكننا ننكر المبالغة في العدد .. هؤلاء بشر وليسوا (ليمون) حتى نتقبل الأمر بهذه السذاجة ولسان حالنا يردد "العدد في الليمون" ...... ومن ثم كان ولا يزال التقدير العقلاني المستقل لعدد الضحايا اليهود في تلك المحرقة النازية لا يزيد عددهم عن 6000 شخص.
إن الأمر من جهة أخرى يثير القلق حين يهتم العالم الغربي بنعي "القسم اليهودي" من المحرقة ويتناسى ويتجاهل 50,000 ضحية اخرى من ضحايا المحرقة ينتمون لكل بلدان اوروبا تقريبا بمن فيهم مواطني المانيا المنحدرين من الجنس الآري صاحب الدم الأزرق كما يحلو للبعض نعتهم به على سبيل التهكم من نزعة اعتزازهم المتأصلة بنقاء أصولهم العرقية وتفردهم العقلي عن بقية الشعوب الأوربية الأخرى.
أحيانا كثيرة يطلق الشخص الكذبة ثم يظل يلوكها حتى يصدقها . ويبدو ان اليهود قد صدقوا انهم "شعب الله المختار" على الرغم من أنهم ليسوا بشعب واحد وإنما شذاذ آفاق من كل حدب وصوب ولون أطلق عليهم إسم "يهود" بسبب ان أجدادهم قالوا لموسى عليه السلام "هدنا معك إلى الله" وليس لسبب أن جدهم كان إسمه "يهود". أو "هود" كما يظن البعض من الجهلة ... والهــود هو التوبة ..... وتَهَوّد بمعنى تاب ورجع إلى الحق...... هذا هو المعنى في اللغة فقط ... ولكننا في حقيقة الأمر نرى إنهم ما سلكوا واديا إلا وسلك الحق واديا آخر من شدة ظلمهم وفجورهم وبخسهم لحقوق الناس.
التعليقات (0)