ماهر حسين .
فلسطيني أم إسرائيلي ...مسيحي ،مسلم ،يهودي لا يمثل دينه بالنسبة لي قصة وحكاية ...كل ما أفهمه بأنها حقا" جريمة لا تغتفر ....
إن اغتيال جوليانو مير خميس في جنين جريمة لا تغتفر ....وعلى كل المخلصين في شعبنا باستنكار هذا الفعل سواء بالتضامن مع الشهيد أو بالتعبير عن التعاطف وعلينا أن لا ننسى هذه الجريمة ويجب أن نبقى نطالب بكشف القاتل .
جوليانو من مواليد الناصرة وينتمي إلى أسرة مناضله تؤمن بالإنسان فعاش في كنف أسرة تولي للمعاني الإنسانية اهتماما" كبيرا" فتربى على هذه القيم مما جعله يعمل من اجل الإنسان الفلسطيني فتعاطف مع شعبنا ومع قضيته في فلسطين وأصر على أن يكون صاحب موقف فعمل على أنشاء مسرح ...مسرح الحرية في جنين .
هذا هو الشهيد الذي عاش على أرض فلسطين وأستشهد على أرض جنين تاركا" خلفه إرثا" مميزا" وعملا" سيبقى شامخا" يتمثل في المسرح...مسرح الحرية ... ولقد تركت الجريمة البشعة علامات استفهام حول المستفيد من الجريمة وحول الدافع خلف الجريمة ...فمن هو هذا القاتل الذي حمل سلاحا" ليقتل فنان....فنان ترك الدنيا ليعيش في جنين مع أهلها وليكمل رسالة أمـــه من قبله .
فنان ومناضل يعيش من اجل رسالة الحرية على أرض محتلة وليقوم هناك في جنين بإنشاء مسرح الحرية ...الحرية الهدف ...الحرية الحلم الفلسطيني .
لقد بكى شعبنا في فلسطين هذا الرجل وبشكل خاص بكاه من عملوا معه وعرفوه عن قرب ...هذا الرجل لم يكتفي بأن يقوم بعمل فني لدعم المخيم ولدعم الشعب ولدعم عدالة القضية الإنسانية الفلسطينية ولكنه أصر على أن يقوم بعمله هذا من على أرض فلسطين ومن جنين .
هذا النوع من الرجال سيفتقده شعب فلسطين وسيفتقده أبناء جنين ومخيمهـــا لأنه رجل عاش القضية وعاش من اجلها وعبر عن دعمه لها بأحلى وأبهى الصور من خلال الفن ومن خلال المسرح .
أهالي جنين وخلفهم فلسطين كلها طالبوا السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بالعمل على كشف القاتل وبل طالبوا بإعدامه فهذا هو القصاص العادل للقتل وخاصة عندما يكون القتيل حامل رسالة وصاحب موقف وفنـان ...يهودي ..مسلم ..مسيحي مش مهم المهم بالنسبة لي بأنه عمل من اجل قضية وإنسان وحافظ على المعنى الحقيقي لرسالة الإنسان ولرسالة أسرته كذلك .
جوليانو ينتمي إلى أسرة مناضله عملت بالسياسة منذ زمن فوالده من كوادر الحزب الشيوعي ووالدته صاحبة موقف معروف في دعم أبناء شعبنا وقضيتنا ...حقا" أنها جريمة لا تغتفر !!!!!
جوليانو غـــاب وبقي المسرح ...جوليانو غـــاب ولم يغب الموقف ولم يغب العمل وستبقى مواقفه وأعماله خالدة بخلود الحرية ...فالحرية الهدف والحلم خالدة وجوليانو خالدا" بخلود الحرية .
نجح القاتل باغتيال إنسان ولكنه خلد مواقف هذا الرجل ...غاب جوليانو ولم تغب الحرية ولا مسرحها وعلى كل من عمل معه أن يعملوا على تخليد ذكراه وعلى تخليد مواقفه الداعمة لنا ولقضيتنا ...بهذا وفقط بهذا نحافظ على احترامنا وحبنا لفلسطين ...ففلسطين بلا أنصار للعدالة قضية خاسرة ولولا" أمثال جوليانو لما كان لنا هذا البعد الأخلاقي بهذا الصراع .
علينا أن نعمل على تخليد ذكرى كل من سقط من اجل الدفاع عن موقفه بفلسطين فلا يجب أن ننسى راشيل كوري وأمثالها ممن قدموا الكثير لنصرة قضيتنا وهنا نكرر دعوتنا لتخليد ذكرى جوليانو بعمل حقيقي مثلا" ليتحول مسرح الحرية إلى مسرح (جوليانو ) للحرية أو ليتم أطلاق جائزة باسم جوليانو يتم تقديمها للمتضامنين الأجانب مع قضيتنا ،عندها وعندها فقط سيهزم القاتل وكل من يقف خلفه من قوى المؤامرة والظلام والجهل .
فلسطين قضية عادله ...فلسطين قضية إنسان يسعى للحرية وللسلام وللحياة بحرية وكرامة ...فلسطين عاشقه لكل إنسان يؤمن بقيم الإنسانية ...فلسطين لن تنسى كل من قدم عمل من اجلها ولهذا لن ننساك يا جوليانو ...
حقا" إنها جريمة لا تغتفر .
التعليقات (0)