حقا" أنه عالم بلا خرائط!!!!
(تدمير منزل جبرا ونهب مكتبة منيف )
ماهر حسين .
لفت أنتباهي اليوم خبر منشور في وسائل الإعلام يتحدث عن نهب وسرقة بيت الكاتب الكبير والمفكر الأستاذ عبدالرحمن منيف ..تم ذلك في حرستاالشام حيث كان يقيم الأستاذ عبدالرحمن منيف .
ما تم نهبه من بين الأستاذ منيف ذو قيمة ادبية عالية حيث كان يملك مكتبة كبيرة تحتوي على مخطوطات وكتب هــــــــــــــامة .
قبل ذلك بسنوات تم تفجير منزل الكاتب الكبير والمفكر الكتور جبرا ابراهيم جبرا ....تم ذلك في بغداد حيث كان يقيم الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا .
ما تم تفجيره في منزل الأستاذ جبرا ذو قيمة ادبية وفنية وتاريخية عالية وفيه من الوثائق الفلسطينية الهامة الكثير.
للأسف خسرنا المكتبتين .
الأولى في العراق والثانية في سوريــــــــــــــــــا .
حقا" أنه عالم بلا خرائط ..فكما جمعت رواية (عالم بلا خرائط) الكاتبين ..ها هو مصير الكثير مما ملكا يضيع ..منزل جبرا في العراق ومنزل منيف في الشام ...كم كانت المسافة في ذلك الزمن بين العراق والشام ...كم كان التواصل صعبا" ومحفوفا" بالمخاطر ...ولكن الان توحد العراق وسوريا في المصير ..فكان الدمار مصير البلدين وقد جعل الدمار البلدين بلا فاصل بعد أن أصبح عالمنا العربي بلا خرائط فعلا".
ضاعت المسافه وتوحدت العراق وسوريا واصبح (سليماني) وسادته يقودون البلدين وللأسف !!!!!
لقد تأثرت في كل ما كتب جبرا إبراهيم جبرا وأتشرف بأن أقول بأنني تأثرت بما كتب عبدالرحمن منيف ..ومن منا لم يتأثر (بشرق المتوسط) و(قصة حب مجوسية ) و(الأشجار وإغتيال مرزوق ) ومن منا لم يتأثر في (السفينة)و(صيادون في شارع ضيق )و(البحث عن وليد مسعود) .
ذلك بعض مما كتب المبدعان ...ولكنها معا" كتبا فقط (عالم بلا خرائط ) عالم منيف وجبرا توحدت فيه المدن فتحولت الى (عمورية) الهشة والمفتتة ،(عمورية ) مشتتة بين الماضي والحاضر وتعاني من ازمة هوية وهذا وللأسف حال بغداد (عاصمة إمبراطورية إيران ) وكذلك هذا للأسف حال دمشق التي يعدها قادة الإمبراطورية باعتبارها واحدة من العواصم الأربعة الواقعه تحت سيطرتهم .
لم تكن (عمروية ) منيف وجبرا محتلة ولكنها كانت مثال للتناقض ومثال للتكوين الإجتماعي الهش في حقيقة الأمر ...ولكن وللأسف ها نحن نعيش الزمن الذي ضاعت فيه الخرائط وتحولت الأماكن في أغلبها عرضة للنهب وللتدمير بدون مراعاة لتراث ولقيمة ادبية .
ها نحن نعيش زمن تتراجع فيه قيمة الإنسان ليعود زمن الجلد وقطع الرأس على خلفية الإنتماء والطائفة والدين والرأي .
ها نحن نعيش الزمن الرديئ بكل ما تحمل الكلمة من معنى ...زمن يكون القتل فيه بإسم الدين وتكون عواصمنا فيه محتله من قبل الإمبراطورية.
في نهاية مقالي أعبر عن حزني الشديد لكون الكثير من شباب اليوم لا يعرفون جبرا ولا يعروفون منيف ..في نهاية مقالي هذا أقول لنا جميعا" ...لقد ضاعت البوصلة وأختفت المكانة ولهذا نهبت مكتبة منيف ودمر منزل جبرا ومع ذلك وبإيمان تام أقول بأنه يوجد أمل وسيكون القادم أفضل.
فما زال شارع جبرا في فلسطين يحمل أسمه وحتما" لن يكون شارع أبو بكر البغدادي .
التعليقات (0)