حفلة مشفرة

علي جبار عطية
الخميس 19-01-2012

يحار المرء في ايجاد تفسيرمعقول لما يلاقيه من مؤثرات ومفاجاّت فيضطر الى خوض التجربة بما فيها من سلبيات وايجابيات وفي هذه حكاية صغيرة فيها عبرة مهمة وملخصها
هناك اعلان تلفزيوني كان يعرض على شاشة التلفزيون ويدعو فيه العوائل لقضاء حفلة رأس السنة الصلعاء في النادي الفلاني واحجز بطاقتك من الان! لكن اللافت في الاعلان انه يقول في نهايته.. وستكون بانتظارك مفاجأة(؟) وتظل علامة الاستفهام تتكرر على الشاشة عدة مرات بشكل يثير الفضول.
احد المتورطين في هذه الحفلة (الشيطانية) حضر احدى هذه الحفلات من باب اللياقة الاجتماعية فجرت عليه مصائب لو انها مرت على الايام صرن بواكيا! وصار له درس في عدم حضور الحفلات المشفرة!
اتدرون ماذا حصل له؟
لقد ظل صاحبنا طوال الحفلة جائعا لان متعهد الحفلة لما رأى قلة الحضور عمد الى حذف وجبة العشاء ولم يبق سوى معرفة سر ال (؟) فماذا كانت؟
لقد كانت راقصة شرقية قبل ان تظهر قناة بهذا الاسم!
لكن الخبرة التي نقلها لنا صاحبنا لاتساوي الثمن الذي دفعه في تلك الليلة الباردة التي رافقها جوع واّثام واّلام لكنها اوصلت الينا معلومة مفادها ان المرء يجب ان يكون على بينة من أمره وهو يروم حضور اية فعالية دنيوية أو أخروية لتهون عليه المتاعب المحتملة أليس من الغريب ان يعيش المرء في عصر الثورة المعلوماتية بعقلية ابن القرية وكأنه منقطع عن العالم وكيف يرتضي ان يغيب نفسه عما يجري حوله من متغيرات والمظنون أنه ولى العصر الذي تحجب فيه المعلومة عن المستفيد ألسنا نعيش عصر الشفافية؟.