يبدو أن الأرض قد ضاقت بزعماء القاعدة كما ضاقت بدكتاتور البعث من قبل فلم يجدوا غير الحفر ملاذا لهم..
أ هي مفارقة أن ينتهي كل من أجرم بحق العراقيين في جحر ما؟
لا ندري كيف يختبئ في حفرة من يجند الأتباع لنيل النصر أو الجنة..
لا ندري كيف تبخر الثبات في مواجهة العدو وكيف تحول "ألتوق" للحوريات توقا لكائنات ما تحت التربة!!!!
كل الدعوات من أجل الجهاد ومن أجل التضحية (لنصرة الدين) قد تبخرت في ساعة الحقيقة التي حانت فجر الأحد بالنسبة لهذين الإرهابيين فنسيا كل ما دعوا الناس له..
لم يقاتلوا ويضحوا من أجل الدين...
ولم يقاتلوا من أجل الجنة وحور عينها ومن أجل غداء مع الرسول..
بل أنهم لم يقاتلوا حتى من أجل الدفاع عن زوجاتهم وأبنائهم الذين أقتادهم أبطال القوات الخاصة أمام أعينهم فتمسكهم بالحياة منعهم من أن يمنعوا أعدائهم من اعتقال زوجاتهم اللواتي يواجهن الآن أقصى العقوبات بتهم التستر على هؤلاء المجرمين وعلى أفعالهم القذرة..تخلى هذان الإرهابيان عن كل شئ ونزلا الى سرداب الهزيمة ليدفنا نفسيهما حيين فيه قبل أن تتكفل صواريخ القوات الصديقة بإعطائهما تذكرتي سفر (ذهاب فقط) الى مزبلة التاريخ التي أحتفل روادها باستقبال ضيوفهم الجدد..
بالنسبة لأبو أيوب المصري فالأمر ليس بغريب فهو من شاهدنا تسجيلا (عبر قناة العربية) يظهره وهو يعلق بسخرية على تسجيل لأحد انتحاريي تنظيمه قبيل تنفيذه لعمل إرهابي ما..وهو أيضا ليس غريبا على البغدادي الذي لم يؤمن بأن ما سيصيبه قد كتبه الله عليه فجعل لنفسه نسخا وأشباها علهم يغنون عنه في مثل تلك الساعات...
هو نصر آخر للعراقيين ولأصدقائهم وللعالم الحر بأسره إذن وهو في نفس الوقت مسمار جديد في نعش القاعدة في العراق التي تلفظ على يد العراقيين أنفاسها الأخيرة..
لقد قلنا مرارا أن القاعدة قد تضربنا ضربات موجعة لكن العراقيين لهم القدرة على الصمود والتحمل ورد الصاع صاعين..
أنها رسالة من العراقيين أيها الأوباش..
أرض العراق لن تخضع يوما لكم والعراقيين لن يكونوا عبيدا لدى هذا المفتي أو ذاك..وهم أيضا لن ينسوا دماء شهدائهم الزكية التي سفكتموها ولن ينسوا المآسي التي سببتموها لهم طوال سنوات وجودكم المشؤوم على أرض العراق..
عتبي كل العتب على القنوات العراقية وعلى رأسها قنوات شبكة الأعلام العراقي التي أبقت على برامجها المعتادة من دون تغيير وكأن من قتل كان رأس القاعدة في الصومال أو في جنوب شرق آسيا وليس رأسيها وكبيري سفاحيها في العراق...كنا ننتظر من القنوات العراقية ليلة من الفرح العراقي تستمر حتى طلوع الشمس تنكيلا بأذيال هذين المجرمين وأتباعهما وشماتة في كل من يتعاطف مع هؤلاء القتلة و يمولهم ويسهل لهم عملهم أما عبارة اللهم لا شماتة فليست مطروحة مع هؤلاء فنحن فرحون بما تحقق ونحن فرحون بقواتنا البطلة ونحن في نفس الوقت شامتون بهذين الإرهابيين وبمن راهن عليهما ومن ضحى بنفسه من أجلهما...أ فهؤلاء من يستحقون التضحية من أجلهم؟؟
أ هؤلاء من يستحقون أن يقتل المرء الأبرياء استجابة لرغباتهم المريضة؟؟
أ هؤلاء من يعلق البعض عليهم آماله بإحقاق الحق؟؟
لقد قدمت لنا القاعدة أياما دامية كثيرة..لكننا اليوم نقدم لها شهرا أسودا لن تنساه..شهر نيسان سيعلق بأذهان أوباش القاعدة على أنه الشهر الذي سحقت رؤوس التنظيم فيه كما سحق فيه من قبل النظام الدكتاتوري ألبعثي..فمقتل قياديي القاعدة لم يكن الضربة الوحيدة التي تلقتها هذا الشهر ففي نفس العملية ضبطت وثائق مهمة على أجهزة حاسوب تخص التنظيم وفي غضون 48 ساعة من العملية الأولى نفذت عملية أخرى أطاحت برأس القائد العسكري للتنظيم في شمال العراق (بما فيه محافظة نينوى الملاذ الأخير لفلول القاعدة).
القاعدة التي انتظرت طويلا فترة الفراغ الحكومي ما بعد الانتخابات لتكرر سيناريو سامراء 2006 عليها الآن أن تعيد حساباتها وأن تفكر جديا بترك العراق و الابتعاد عنه قدر ما تستطيع فالقاعدة ليس لها في العراق قاعدة والمواخير (وعذرا لأصحاب المواخير التي تقدم المتعة لزبائنها ولا تقدم الموت والضرر لأحد) التي كانت تضيف مقاتليها القادمين من وراء الحدود آخذة بالتساقط على رؤوس أصحابها..
لقد قلناها مرارا يا سادة لكن للأسف لم يصدقنا أحد..لقد قلنا أنها سحابة سوداء وستمر لكن الشمس باقية..وها هو الزمن يثبت صحة كلامنا فالمرتزقة الأجانب الذين جاءت بهم القاعدة من أجل تقوية صفوفها هم الآن بين هارب ومقتول وسجين..ومن حالفه الحظ منهم تمكن من العودة الى أرضه التي جاء منها يجر أذيال الخيبة والهزيمة والذل..بينما لازال العراق واقفا على قدميه رغم كل جراحه..بل لازال العراق قادرا على توجيه الطعنات المميتة لأعدائه الذين عجزت كثير من الدول ذات الأوضاع المستقرة عن قهرهم..
تحية للجنود العراقيين والأمريكان الأبطال الذين أدخلوا الفرح الى قلوب العراقيين مرة أخرى..وتحية للجهد الأستخباراتي الرائع الذي أطاح برؤوس الشر بضربة واحدة..وليتذكر كل من يتباكى على الواقع العراقي أن جنود القوات الخاصة قد جازفوا بأنفسهم ودخلوا وكر الشر وأخرجوا عائلتي هذين المقبورين قبل أن يقصفوا المنزل وكان بإمكانهم تدمير المنزل على رؤوس من فيه ومن دون داع للمجازفة...أنها فقط أشارة الى أخلاقيات جنود الحرية وأخلاق (أو لا أخلاق) جنود الإرهاب الذين يتفاخرون بقتل الأبرياء الآمنين في منازلهم ويبررون أعمالهم القذرة تلك بفتاوى ضالة...
مبروك للعراقيين ولأصدقائهم هذا النصر...وأمنياتي بأن تتساقط رؤوس الإرهابيين الواحد تلو الآخر..من حارث الضاري الى مقتدى الصدر..
التعليقات (0)