مواضيع اليوم

حفارين الأنفاق في غزة صهروا الجدار الفولازي ومستمرون في كسر الحصار الصهيوني

عماد فواز

2010-10-09 20:45:42

0

حفارين الأنفاق بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية ينظرون لمهمتهم هذه بشكل مختلف عن ما تروجه الآله الإعلامية الإسرائيلية والعربية من خلفها، فهم يرون أنهم يقومون بعمل بطولي يجب أن يشيد به العرب والمسلمون وان يدعموه، بدلا من حملات التشويه الإعلامية التى تصفهم بالمهربين والخارجين عن القانون، فهم يفتخرون بمهمتهم هذه ويحكون بفخر كلما اتيحت لهم الفرصة عن تاريخ حفر الأنفاق الذي يصفوه بأنه " تاريخ طويل من الإصرار على البقاء احياء".

هكذا يرى حفاري الأنفاق البدو "مصريين وفلسطينيين" أنفسهم، أبطالا وليس مجرمين، وقصدوا من خلال هذا التحقيق الذي اختصوني به أن يوضحوا للرأي العام العربي دورهم الحقيقي فى دعم المواطنين العزل المحاصرين فى قطاع غزة المحاصر، وتوصيل الغذاء والدواء والكساء للفلسطينيين الذين يتعمد الصهاينة قتلهم جوعا وعطشا.
يقول أبو إياد "احد الحفارين الفلسطينيين" .. الأنفاق بين رفح المصرية وغزة تعد شرايين الحياة بالنسبة للغزاوية – سكان غزة – وقد لجأ الفلسطينيين لحفر الأنفاق أول مرة عام 1987 بغرض تهريب السلاح والزخيرة والمقاومين المطلوبين لدى الإحتلال لإعدامهم، ثم إستمرت عمليات حفر الأنفاق لتهريب الذهب والعملات الأجنبية والمواد البترولية والغذاء والدواء، ولكن مع الوقت أهملت الأنفاق وتم ردم جزء كبير منها، ونشطت عملية حفر الأنفاق منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، حيث استخدمتها الفصائل الفلسطينية في تهريب الأسلحة والذخائر، في حين اتخذتها بعض العائلات كمهنة مربحة، إذ يوفرون المكان مقابل مبالغ مالية تصل من ثلاثة إلى أربعة آلاف دولار، لكنها سريعا ما أهملت بسبب فتح المعابر وآنتهاء الحصار، وفي يونيو 2007 عادت عمليات حفر الأنفاق من جديد لتعيد الحياة إلى القطاع عقب فرض قوات الإحتلال لحصار خانق، حيث ساهمت الأنفاق في عودة الحياة إلى القطاع عقب توفير الدواء والوقود والعصائر والملابس وغيرها من مستلزمات الحياة الضرورية، وحـتى الحيـوانات دخلت عن طريق الأنفاق لتوفير اللحم واللبن، وتراصت البضائع لتعيد الحياة إلى متاجر وأسواق القطاع الذي يفرض عليه الاحتلال الإسرائيلي حصارا اقتصاديا وعسكريا خانقا منذ يونيو 2007، مهددا بذلك حياة سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة.
ويضيف أبو رائد "احد حفاري الأنفاق"... يتم إختيار عمال الأنفاق سواء من المصريين أو الفلسطينيين بناء على القوة البدنية، فعمليات الحفر تحتاج إلى بنيان جسدي قوي لتحمل مشاقة الحفر والنقل، ويتقاضى العامل مبلغ 500 دولار شهريا مقابل عمله في حفر الأنفاق تدفعهم لنا حكومة "حماس"، ويتبع لحماس حوالي 800 نفق بطول الشريط الحدودي تستخدم جميعها لتهريب السلع والمؤن الغذائية والمواد البترولية والأدوية، ويوجد أيضا حوالي 200 نفق خاصة بالأهالي وتدار بصورة تجارية بحته لتهريب سلع لتجار بعينهم هم الذين يتولون حفر هذه الأنفاق، ويعمل في ألأنفاق التابعة لحماس حوالي ثمانية آلاف عامل مصري وفلسطيني، ومهمتهم بعد الحفر نقل البضاعة من الجانب المصري عبر النفق إلى الجهه الأخرى من النفق في غزة لمسافة تتراوح بين كيلو متر وكيلو ونصف.
ويشير أبو حسن "مهندس حفر أنفاق" .. تمكنا بفضل الله وعزيمة الابطال من صهر الجدار الفولاذي الصهيوني، فعملية حفر النفق تبدأ بآختيار المكان بناء على دراسة وافية لجولوجية التربة بالإضافة إلى الصخور الكبرى "أحزمة التربة" والعمق المحدد خاصة بعد عمل الجدار الفولازي الإسرائيلي للحد من حفر الأنفاق، وبعدها يتم الحفر بعمق يتراوح بين 20 و 25 متر تحت الأرض، ويتم الحفر بآستخدام الفؤوس والكواريك وسيارات حديدية تشبه الموجودة في المناجم لحمل الأتربة عليها، وعندما نصل إلى الجدار الفولازي يقوم العمال بعمل فتحة قطرها مترين بواسطة أنابيب الإكسوجين الموصلة باللهب، وهي خطوة أستحدثت عقب زراعة الجدار الفولازي الصهيوني على الحدود الفلسطينية المصرية، وبفضل الله تم صهرها بالنيران بكل سهولة، وتستغرق عملية حفر النفق من ثمانية إلى عشر أشهر ويستغرق وقت العمل في صهر الجدار الفولازي فقط حوالي شهران أما باقي النفق كما هو الوقت الذي كان يستغرق من قبل "من ستة إلى ثمانية أشهر".
ويقول أبو خليل " حفار أنفاق".. كانت تكلف حفر النفق قبل الجدار الفولازي حوالي 50 ألف دولار تقريبا، وبعد أن توصلنا لحل لآختراق الجدار الفولاذي صار النفق يتكلف حوالي 75 ألف دولار ويتم دفع حوالي نصف الثمن كإيجار لأصحاب المنازل التي يمر النفق تحتها وكذلك المنزلين الذين سوف يبدأ وينتهى بهم النفق في مصر وغزة، وباقي المبلغ يدفع للعمال ومستلزمات الحفر.
ويوضح أبو سامر "حفار انفاق" منذ بدأ حفر الأنفاق عام 2007 بمعرفة حكومة حماس وحتى اليوم راح حوالي 75 شخص "مصريين وفلسطينيين" ضحايا لآنهيار الأنفاق أو الإختناق أو الصعق كهربائيا داخل الأنفاق، وفي هذه الحالة تصرف حركة حماس مبلغ 50 ألف دولار دية لأسرة المتوفي داخل الأنفاق و 15 ألف للمصاب علاوة على مصاريف علاجة بالكامل.
أما عن طرق تهريب السلع والبضائع فيقول أبو حسام "مورد بضائع" يتم شراء البضائع من مدن أخرى غير رفح او سيناء عموما بسبب رصد الأسواق بالكامل من قبل الشرطة المصرية وترقب التجار وتتبعهم والقبض عليهم، ومنذ عام 2007 إتجهنا إلى أسواق أخرى خارج سيناء ويتم تجميعها ونقلها إلى رفح بطرق خاصة بنا ليتم نقلها عبر الأنفاق في صورة أجولة يتم حملها والمرور بها داخل النفق أما المواد السائلة فتوضع في براميل بلاستيكية ويتم دحرجتها داخل النفق، والبضاعة التي نهربها عبر الأنفاق هي ألبان أطفال وأدوية ومعلبات غذائية وكيروسين وبنزين وأدوات منزلية وملابس.
ويختتم أبو طارق "مقاول أنفاق" .. نحن لسنا مهربين او تجار سلاح وإنما نحن نقوم بعمل بطولي لنجدة المحاصرين المساكين في غزة وتوفير أبسط مستلزمات الحياة لهم، بل وتوفير الدواء للمصابين بأمراض مزمنة ولا يوجد دواء بالقطاع لهم ولا يسمح جنود الإحتلال بتمرير الدواء لهم، نحن مسعفين نقدم للمحاصرين الغذاء والدواء والكساء رغم أنف الصهاينة ومن يساعدوهم.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات