كان مسائي البارح قلق , أحاطت بي رياح الذكريات التي حملت معها ملامح وأصوات ومعنى لمسات لأشخاص غابوا من حياتي
ليس الموت هو المتهم الأول والرئيسي لغيابهم
فاليوم أصدقائي قراء مدونتي سأخبركم بكل شفافية عن السبب الحقيقي لغيابهم وعن حبي وشوقي لهم
قد يكون ما أقول هو ما اشعر به
وليس ما شعروا به , أو فسروه لأنفسهم معللين سبب فقدهن لي .
فيوما ما فقدت (سعاد ) صديقه سنه من الطفولة وكل سنوات الجامعة لاني في لحظه احتياج لان ابكي على كتف صديقه اكتشفت أنه لا يوجد لديها هذا الكتف وان كل الأيام التي جمعتنا كنت انا هذا الكتف لها وللآخرين فأرعبتها فكره تبادل الأدوار , فانسحبت من حياتي كلاعبه دور أساسي واكتفت بان تكون بالهامش تجمعنا بعض المواقف , والسلام , والابتسامة الباهتة البعيدة .
أما ( فاطمة) ابنه عمي فلا اعلم فعلا لم أصبحت علاقتنا رسميه أكثر ومتباعدة دائما . عندما أراها ابتسم هي لا زالت تلك الطاهرة الطيبة الحنونة , وانا لازلت انا , احمل تجارب الأيام ووشوم الفقد بقلبي المرهق المتعب الحزين . لكني انا ,
فجاه تحولت المكالمة اليومية بيننا الى أسبوعيه ثم شهريه ثم بالمناسبات والأعياد .
تحتضنني عندما تراني ولا تعلق, أبادلها القبل ولا اعترض, اعلم أنها وجدت في حياتها متسعا لصديقات غيري , لكني لم أجد لي قريبه غيرها تفهمني وتعلل مواقفي وتصرفاتي بحسن نيه .
ويبقى ( محمد ) من الذين أفكر بهم دائما .أخي الصغير الحبيب , الذي يسكن معنا جسدا وفقدناه روح منذو زمن . هو الآن أب لطفلين جميلين , لكني كنت ولا أزال أراه صغيري وحبيبي الذي كبر فجاه . تغيرت اهتماماته وقل كلامه ومتطلباته , وهدأ صخبه , وندرت ضحكته .
لا أخفيكم سرا اني توقفت عن المحاولة والبحث عن إجابة السؤال لماذا ....
لأني اعلم ان بداخلهم أجوبه لا تشبه أجوبتي وتفسيرات لا تشبه تفسيري . لذلك سأكتفي بالدعاء لهم بظهر الغيب والمحافظة على ما جمعني بهم من ذكريات جميله وواقع مستقر هادي .
التعليقات (0)