حلف جوبا الدولية
مصعب المشـرف
25 فبراير ٢٠٢٣
أمر دارفور يتزايد تعقيدا يوما بعد يوم . بعد أن أصبح سوقا للمزايدة. ونهبا لأقليات تحمل سلاح من ولاية واحدة. وتظن أنها بهذا السلاح قد إمتلكت حق التحدث بإسم هذا الإقليم المتعدد الأعراق المتنوع السلالات المترامي الأطراف.وتمتد طموحاتها لتصبح حاكمة لكل السودان.
وهكذا على إثر تفكك أطراف إنقلاب ٢٥ أكتوبر وتصدع بنيانه ويكاد السقف ينهار فوق رؤوس من تبقى من كهنته وسدنته ، ذهب البرهان في ١٩ فبراير ٢٠٢٣م ومعه جبرين ومناوي ثنائي حركات ولاية شمال دارفور المسلحة إلى جوبا لتوقيع حلف جديد تحت ستار تحديد جداول زمنية لتنفيذ إتفاق سلام جوبا الموقع عام ٢٠٢٠م . والذي ثبت أنه غير قابل للتنفيذ نظرا لحاجته لتمويل كاش خرافي تحلم به الحركات المسلحة ويسيل له لعابها.وأن الأسرة الدولية رفعت يدها من تمويله بسبب إنقلاب 25 أكتوبر.
والطريف كان قولهم أن هذا التوقيع الجديد قد تم بحضور دولي كثيف.
لكن لم نرى رعاية دولية ولا أقليمية ولا محلية ولا يحزنون . بل كان الراعي والحضور الدولي هي حكومة جوبا وحدها.
لاحظ كيف تضاءلت الأحجام وتواضعت الطموحات وانكمشت الأعناق المتطاولة. وبعد أن كان الإتحاد الأوروبي ونادي باريس والبنك وصندوق النقد الدولي والكونغرس الأمريكي هم الرعاة الدوليين في إتفاق سلام جوبا الأول عام ٢٠٢٠م تماهياً مع ثورة ديسمبر المجيدة . أصبح الإتفاق الثاني بين البرهان وحركات شمال دارفور المسلحة برعاية دولة جنوب السودان الناشئة الفقيرة التي لا حول لها ولا قوة ، وهي التي تم تجميد عضويتها في الأمم المتحدة لأنها لم تسدد مساهمتها في العضوية التي تراكمت وبلغت ١٩٦ ألف دولار لا غير.
وجميع هذا التضاؤل والتواضع إن دلّ على أمر . فإنما يدلُّ على مدى إفلاس إنقلاب ٢٥ أكتوبر ، ومدى أهمية قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ودورها المفصلي الذي يتطابق مع القناعة العليا للرعاة الدوليين بالمعنى الحقيقي لهذا المُسمّى. وبما يؤكد أن الفشل المحتوم هو مصير كل محاولة لتخطيها وإستبدالها بأقزام ونكرات . كما يبين إلى أي مدى أضاع صُـنـّـاع وشركاء إنقلاب 25 أكتوبر فرص السودان السانحة ذات يوم ؛ وأيّ فتىً وفتيانٍ عباقرة ذوي كفاءة وشرف وأمانة أضاعوا.
وربما لا أكون متشائما إن توقعت أن الفرص السانحة التي أضاعها إنقلاب ٢٥ أكتوبر على شمال دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق قد تبخرت إلى الأبد. لاسيما وأن الحركات المسلحة بهرولتها وتماهيها مع هذا الإنقلاب قد تعـرّت حتى من ورقة التوت . وأكدت للداخل والخارج أنها كانت ولا تزال ذوات نواصي كاذبة خاطئة في كل ما إدعته أيام عصر دولة الكيزان البائدة من قناعات ملائكية وأطروحات وشعارات إنشائية نظرية ، وإيمان بالممارسة الديمقراطية ووعودها برد الحقوق إلى أهلها. وتقمصها زهد العابدين في الأموال العامة والملذات الخاصة.
واقع الأمر ؛ فإن التوقيع لم يكن سوى إعلان غير مباشر عن حلف جديد ضم البرهان والحركات المسلحة لمواجهة إرادة الغالبية العظمى من الشعب ، والإتفاق الإطاري ، وقوات الدعم السريع ، والضباط الأحرار داخل مفاصل القوات النظامية المسلحة. وهو ما سينقل الخلاف إلى صراع مسلح.يفقد فيه تحالف 25 أكتوبر السقط واللقط.
وقد قيل أن عدد الموقعين على هذا الحلف الجديد بتاريخ ١٩ فبراير الجاري كان أربعة عشر حركة مسلحة . ولكن لم يتم الإفصاح عن أسماء قياداتها والجهات والقبائل التي تنحدر منها.
فإذا كانت هذه الحركات الأربعة عشر من دارفور وحدها . فهي إذن تمثل ١٦% فقط من مجموع حركات دارفور المسلحة التي يصل عددها إلى ٨٦ حركة. وأما إذا كانت من كافة الحركات المسلحة في مناطق النزاع السودانية جميعها . فعن قلة عددها وضآلة نسبتها حدث ولا حرج.
وندرك أن بعضهم يأتي للتوقيع كحركة مسلحة وهو لا يمثل إلا نفسه. أو بالكاد يمثل ندمائه. ويستلم مكافأته بعد تصويره وينقلب إلى أهله مسرورا.
والمطلوب بإلحاح اليوم وبعد أن تكرر إيراد الرقم 14 كثيراً (أمام مغارة علي بابا) على ألسنة قيادات الحركات المسلحة التي تنعم بملذات السلطة وآيسكريم السلام داخل الخرطوم . فإن المطلوب بإلحاح اليوم أن يذكر لنا هؤلاء أسماء هذه الحركات العشر المكملة للعدد 14 بوضوح وشفافية. ومن هم قياداتها وإلى أي المناطق والجهات والسلالات والقبائل والولايات المتعددة في إقليم دارفور وغيره ينتمون. وماهي قضاياهم والركائز والقواعد الشعبية التي يتحدثون بإسمها؟ وهل تتشابه مع مطالب وقضايا الحركات المسلحة الأخرى أم أنها مجرد تكرار عبثي آخر ... أو حتى لا يصبح العدد في الليمون.
متلازمة تضخيم الأوزان و تكثير العدد هذه ليست ذات مصداقية . وليست جديدة على الشعب السوداني. لكنها لم تعد تنطلي حتى على الرعاة الدوليين المعتبرين . فهي إستنساخ لما دأب عليه حزب المؤتمر الوطني المنحل في القرن الماضي لتزيين قبة برلمانه الشمولي الخنثي المفبرك بالعديد من أحزاب الفكة الشبيهة والمجتزأة والأرزقية وتنابلة السلطان. \وأحفاد أشعب الأكول.
والسكوت عن فضح هذا الإستعباط المستنسخ أصبح الآن من الماضي.
حالة كارثية من الإنهيار وإختلاط الحابل بالنابل يذكرنا بقول الشاعر طرفة بن العبد:
لعـمـركَ إنَّ قابوسَ بنَ هندٍ
لَيَخـلِطُ مُـلْكَهُ نــوكٌ كـثيــرُ
يلاحظ أيضا أنه لم يصدر بيان رسمي . ولم يعير أحد في السوشيال ميديا والشارع إهتماماً بأخبار ومدخلات ومخرجات هذا الإجتماع الذي لم يمثله سوى البرهان كطرف أول . وحركتان من حركات شمال دارفور (الخرطومية) المسلحة كطرف ثاني وحركات أخرى مجهولة أخرى كطرف ثالث.
والملفت أن البرهان كان قد أكد قبل يومين من سفره إلى جوبا الدولية أنه طلق السياسة بالتلاتة ، وحزم حقائبة وعاد إلى ثكناته ليمارس مهنته العسكرية. فكيف غير رأيه وسافر للتوقيع على إتفاق حلف سياسي في جوبا التي أصبحت ما بين عشية وضحاها ورغم أنفها راعية دولية؟
وإذا كان البرهان حتى وقت قريب قبيل إقلاعه إلى جوبا الدولية يطالب الأحزاب والقوى المدنية والتكتلات السياسية الناشطة في الساحة أن تتحد فيما بينها وتأتيه على قلب رجل واحد شرطاً لتسليمها كيكة السلطة . فإنه بالمقابل يجوز لغيره التساؤل لماذا لم يشترط البرهان على ألـ 86 حركة مسلحة من حركات إقليم دارفور أن تتحد فيما بينها وتأتيه على قلب رجل واحد في جوبا الدولية. وأن تأتي في ركابها الحركات المسلحة المئات الأخرى في كافة ربوع السودان ؟
إستمرار القتال والنهب المسلح في كافة الأراضي التي تنشط فيها الحركات المسلحة و 9 طويلة في العاصمة المثلثة بعد توقيع إتفاق سلام جوبا ٢٠٢٠م يؤكد قصوره وفشله في تحقيق السلام والأمـن المنشود حينذاك.
ومطلب وعبارة "جـدول زمني" التي وردت في إتفاق جوبا الدولية هذا الشهر الجاري فيها مدعاة للسخرية والتعجب من أفكار بعض قيادات دول العالم الثالث المتخلفة . وواثع أن الكلام والشعارات والمطالب في أضابير ساسة هذا البلد المتخلف لا تمثل الواقع بأي حال من الأحوال.
قال تحديد "جدول زمني" للتنفيذ قال !!
ألا يدرك هؤلاء أنهم يعيشون على البركة منذ الإستقلال؟
وأن الزمن يعيش حالة يـتـم وضياع وإهمال مزمن في أروقة حكومات ومؤسسات هذا البلد من القصر حتى الغفير؟
وواقع الأمر ومن خلال التطورات والإختلافات الساخنة التي تسبب بها الإتفاق الإطاري. والذي أدى إلى هذا السـعي والرمل بين القاهرة وجوبا. والطواف على بيوت سفراء الإتحاد الأوروبي، والوقوف بأبواب السفارة الأمريكية. ومع فشل كل هذا الجهد الذي بذله كل من فكي جبرين وأركو مناوي مجتمعان ومنفردان . فإن الواضح الآن أن هذا الحلف لامحالة أن يحدث الصدام بينه وبين حميدتي وقوات الدعم السريع والمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وفولكر الخرطوم الذي يصطف إلى جانبه مجلس الأمن الدولي.
ومن واقع أن هنا في حلف جوبا الدولية سلاح . وقد أصبح في جانب قوى الحرية والتغيير المركزي سلاح . فإن الصدام لن يكون بتلك "المجانية" في إزهاق الأرواح من جانب واحد.
وعلى قناعة من الأسرة الدولية بأن أحزاب ونشطاء هذا المكون المركزي القويم هم الوحيدون الذي لا يحملون في جعبتهم أجندة الفساد والهلاك الوطني. ولا تسمم أفكارهم نوايا التدمير والإنتقام العنصري المبيت ، وهرطقات وأحلام وإرهاقات أفكار تصفية الوجود للعرق العربي في السودان الذي يتسق ويتوافق مع أفكار الحركة الشعبية الحاكمة في دولة جنوب السودان.
والبرهان وإن كان إبناً شرعياً لهذا العرق العربي المقصود بالتصفية . يضطره اليأس القاتل وسراب الآمـال إلى قبول هذا التحالف الخطر العنصري الداهم الذي سيكون مصيره الفشل حتماً في مستقبل الأيام سواء أفلح البرهان أو لم يفلح في تحقيق غاياته التي تتمثل في السيطرة على مقاليد الحكم المطلق في البلاد. وما تتنفك الحركات المسلحة تعده بتحقيق ذلك. وما تعده هذه الحركات إلا غرورا.
الدعم السريع ليس شباب أعزل يكفي التعامل معه بقناصة وطرف ثالث و 9 طويلة ؛ حتى يظن أحد أنه بالإمكان تصفيته هكذا بهذه المجانية والبساطة.
والسياسة فن الممكن وأحيانا أخرى لعبة قذرة. والشعوب قد لا تنسى. ولكنها حين لا يكون أمامها خيارات كثيرة تنقاد خلف من تقتنع أنه حريص على حمايتها وصيانة مثلها والحفاظ على قيمها ومفاهيمها وعقيدتها وقدسية أعراضها.
حميدتي يمسك في أصابعه بشعـرة معاوية ويتميز أيضا بخصلة الثبات على المبدأ . ولديه قدرات ومواهب في مجال التصالح والتسامح والإستغفار والعودة إلى المراح بعد الضياع لا يمتلكها كثيرون غيره. وهو إبن خلاء ومؤسس جيش خاض به شتى المعارك وعبر به الأنفاق وظلمات الجسور . وعليه فليس بالإمكان الضحك عليه وتخديره والأكل والمسح في طرف ثيابه بمعسول الكلام والوعود الممكنة أو المستحيلة.
وعلى العكس من عقيدة الجيش السوداني . فإن عقيدة الدعم السريع تجعله هو القوى المسلحة الوحيدة في البلاد التي بإمكانها مجابهة الحركات المسلحة بالهجوم أو ردود الأفعال القوية الشرسة بأسرع ما يمكن ؛ وفي كل شبر من مساحة البلاد وبما يؤدي إلى تحقيق "توازن الرعب" الذي يخيف هذه الحركات المسلحة من التمادي وتنفيذ خططها السرية للسيطرة على مقاليد السلطة بالقوة العسكرية العنصرية الباطشة.
إن الذي بات يثير الشك في نوايا المعسكر المضاد للإتفاق الإطاري هي تلك الهجمة في هذا التوقيت بالذات التي تهدف تصفية الدعم السريع بمبرر دمجه على عجل في القوات النظامية المسلحة . ودون ذكر بحل ودمج قوات الحركات المسلحة هي الأخرى في ذات التوقيت... إنها هي القسمة الضيزى بحذافيرها ومتسع معانيها من كلام الله عز وجل المنزل من فوق سبع سماوات طباقا.
حتى شهور قليلة مضت وموثقة بالصوت والصورة . كان البرهان يؤكد بحماس منقطع النظير أن الدعم السريع هو جزء من القوات النظامية المسلحة. ويشيد بدور حميدتي الفاعل في الإنقلاب على عمر البشير . وهو ما يفهم منه أن قوات الدعم السريع مدمجة فعـليا في القوات النظامية. وهناك أكثر من لقطة فوتوغرافيا وفيديو داخل القاعات وفي الإحتفالات الرسمية التي يحشر فيها الناس ضحى توثق وتؤكد أن الدعم السريع هو جزء من القوات النظامية المسلحة وأبرزها تعظيم السلام الذي يحيي به قادة الجيش "الفريق أول" حميدتي. والهيبة التي يتعاملون بها معه في حضوره وجلوسه وقيامة وإنصرافه ... والسوشيال ميديا حبلى بكل هذه الإشارات والإستنباطات والدلائل والمعاني.
وبإختصار لن يختلف عاقلان في أن الحركات المسلحة هي وحدها التي ستستفيد الفائدة الإستراتيجية العظمى من حل الدعم السريع بإسم الدلع "دمجها" في القوات النظامية المسلحة . وبذلك يتحقق لهذه الحركات المسلحة مقولة غاب القط ألعب يا فار. ويفتح لفكي جبريل الباب على مصراعيه ليصبح الحاكم المطلق اليدين للسودان. وإلى يمين كرسي عرش الرمال يجلس نائبه أركو مناوي.
يجب أن تقف جميع قطاعات وأعراق وسلالات الشعب السوداني اليوم مع الحفاظ على بقاء الدعم السريع في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلاد . فهذا وحده هو الضمان الإستراتيجي الوحيد لتحقيق . هذا مع القناعة أن هذا التوافق على الإبقاء إنما يكون على وجه الأمر المؤقت إلى حين العبور بالبلاد إلى بر الأمان .
ثم أنه وبالمقارنات مع واقع الدعم السريع الذي نشأ وفق الدستور الذي لم يتم تعديله حتى تاريخه والبرلمان الذي لم يتم إنتخاب غيره حتى الآن. فإن الحركات المسلحة ليست جميعها على قلب رجل واحد. كما أنها بعد زوال دولة المؤتمر الوطني وتوقيع سلام جوبا فقدت مبررات وجودها وإستمرارها . ولولا أننا في السودان العجيب ؛ لما وافقت دولة على الإبقاء على مليشيات مسلحة في أراضيها بل وتستضيفها في عاصمتها,
"توازن الرعب" بين كافة الأطراف المسلحة اليقظة وتلك الخلايا النائمة. وحتى لا يتحول أهل شمال ووسط السودان إلى سماد زراعي و لاجئين جوعى وسكان مخيمات داخل الشريط الحدودي مع دول جوار في الشرق والغرب والجنوب والشمال.
إن محاولات الحركات المسلحة إبتزاز البعض بتفعيل النقاش العلني حول "العدالة الإنتقالية" هو محض إستهلاك محلي لن يقوى هم قبل غيرهم السير فيه حتى نهاية الشوط. فالجميع بمن فيهم قيادات حركية وكبار القيادات المسلحة الميدانية في الحركات هم أيضاً متورطون . وقد إرتكبوا الكثير من المجازر المتسلسلة مما يعد إنتهاكاً لحقوق الإنسان والإبادة الجماعية في حق بعضهم البعض وفي حق بعض أهل القرى والتجمعات الصغيرة النائية من الرعاة العرب في دارفور وكردفان. والأحداث معروفة لدى الجميع وموثقة من أبيي وأب كرشولا وكوستي وأم روابة وغيرها بما في ذلك محاولة غزو العاصمة على يد العدل والمساواة . وما خفي كان أعظم بشأن قتل المتظاهرين بعد إنقلاب ٢٥ أكتوبر وحتى تاريخه . لا نشك في أن أضابيره ستفتح لاحقا بكل شفافية عندما يضرب بعضهم بعضا؛ وتحلو الفضائح وكشف المستورات. وبذلك لن ينجح أحد وسترتد سهام العدالة الإنتقالية إلى صدور إلغالبية العظمى ممن يبتزون غيرهم بها الآن.
لا أحد في أتون صراع دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق يستطيع الإدعاء بأنه كان يناضل و يقاتل على هدي لوممبا ومانديلا وجومو كنياتا أو حتى تِشِي جيفارا.
وإن كان من نصيحة لكل من تسرقه السكينة الآن . فإنه ينبغي على البعض إدراك أن أي محاولة غير دستورية ولا منضبطة لتفكيك الدعم السريع أو دمجه قسـراً يدون قرار من برلمان منتخب سيؤدي لامحالة إلى نشوب الحرب الأهلية الشاملة في مناطق النزاعات والعاصمة المثلثة بكل تأكيد . وهو ما سيؤدي بداهة إلى دفع فولكر للطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تفعيل البند السابع بإنزال قوات عسكرية للحفاظ ليس على أمن السودان ووحدته . ولكن للحفاظ على أرواح مدنيين أبرياء من إبادات جماعية وقتل ميداني على الهوية بأسوأ مما كان في رواندا وفيافي وقرى دارفور.
وأرجو أن لا ينسى البعض أن تفعيل البند السابع لا يحتاج إلى عرضه مرة أخرى على طاولة مجلس الأمن . وبما معناه أنه لا يمكن التعويل على فيتو روسي أو صيني أو تأثير إسرائيلي ثمناً للتطبيع .
وفي حالة تفعيل البند السابع سيكون البرهان وآخرين هم أول من سيعاني ويخسر المناصب العليا التي يعرضها عليهم الإتفاق الإطاري.
فهل الأفضل خسران كل شيء وما يستتبع ذلك من تداعيات أم يتم إعمال العقل؟
التعليقات (0)