وقفا يتجادلان على سطح منزلهما وارتفع صوتهما وكأنه صراخ ، أحدهما يقول إنها طائرة أباتشي والآخر يقول لا أنها كوبرا مقدما حجته على أنها طائرة قليلة العرض وطويلة ولونها أبيض والآخر يقول لا إنها سوداء ولكن يظهر لونها أبيض لأنها بعيدة وباتجاه الشمس فإنها ألأباتشي ، لقد رأيتها منذ أيام عندما كانت قريبة وأطلقت النار على مجموعة من جيراننا كانوا يشيعون جنازة قريب لهم قتله العسكر وهو يفلح أرضه قرب الحدود ، واستمر جدالهما ، كل يحاول أن يرجح حجته ، كان عمرهما لا يتجاوز العشر سنوات فهما أبناء عم ومعا في الصف الرابع .
كان الوقت مساء والشمس تميل باتجاه البحر ، والطائرة تدور في دورات واسعة في ألأفق المقابل لهما جهة ساحل البحر ، فتبتعد نحو البحر حتى لا يكاد يسمع صوتها ، ثم تظهر فجأة من جهة الجنوب باتجاه الشمال قريبة جدا من الشاطئ ولكنها بعيدة عنهم مسافة ليست قليلة .
قال أحدهما : رأيت الليلة على شاشة التلفاز فلما كان قيه شباب على شاطئ البحر ، وكان في السماء فوقهم صديق لهم يطير بطائرة صغيرة بيضاء وكان يطير قريبا منهم لدرجة أنهم كانوا يقرؤون ما كتب على جنب الطائرة ويضحكون ويلوحون لصديقهم بأيديهم فيرد عليهم بأن ميل بالطائرة على جنبها ثم يمر من فوقهم وبعد أن يبتعد يلوح لهم بيده ، ثم أخذت فتاة كانت معهم ولا بد أنها كانت صديقة الطيار أو قريبة له من محفظتها مرآة وأخذت تعكس شعاع الشمس على الطيار ن فابتعد باتجاه البحر وأخذ يدور كما يدور هذا الطيار ألآن ، ثم وبدون تريث نزل إلى البيت وأحضر كسرة مرآة وأخذ يتنقل على السطح ملاحقا الطائرة بالشعاع ، دارت الطائرة عدة دورات ثم أخذت الدوائر تضيق شيئا فشيئا ثم ذهبت باتجاه البحر ودارت وعادت ، لم تكن تطير بشكل دائري ، كانت تطير بشكل مستقيم باتجاههم حتى أنها حجبت قسما من ضوء الشمس عنهم ، وقفوا مقابل الطائرة واستمر الذي يحمل المرآة واقفا موجها الشعاع باتجاه الطائرة ، أصبحت معالم الطائرة تتضح ، كانت عريضة سوداء يجلس بداخلها شخصان وتبرز من أنحاء هيكلها عددا من الرشاشات وتحمل حافظات فيها أعدادا من الصواريخ والقذائف
في هذه اللحظة وقفت في السماء أمامهم مباشرة ، لم تكن بعيدة عنهم كان صوتها عاليا وهي تحاول أن تحافظ على توازنها ، صاح الطفل ألآخر ألم أقل لك إنها ألأباتشي ، رأى الناس خطا من الدخان ألأبيض ينطلق من الطائرة ثم وميضا ازرق محمرا ويتبعه صوت انفجار ثم شظايا ودخان .
تراكض الناس إلى مكان ألانفجار تتبعهم سيارات ألإسعاف ، كان منظرا مكررا ، سقف مهدوم وركام منزل وأناس يخرجون الضحايا .
بعد وقت صدر البيان التالي : أصيب عدد من المواطنين واستشهد طفلان وصلا إلى مستشفى الشفاء أشلاء ممزقة بعد قصف منزلهما ، كان أحد الطفلين أصابعه الممزقة تتشنج على كسرة مرآة .
التعليقات (0)