حـج الرئيس العاجي وتـارا يثير الإعجــاب

 حج الرئيس العاجي وتارا يثير الإعجاب

مصعب المشرّف

3 سبتمبر 2018م

أثار أداء "الحسن وتارا" رئيس جمهورية ساحل العاج هذا العام ؛ الكثير من الإهتمام بالإعجاب والتعليقات والمشاركات على وسائل التواصل الإجتماعي . وذلك لما جاء عن إصراره أداء هذه الفريضة الركن من حُـرِّ أمواله.

الحاج" الحسن وتارا" ؛ رفض استخدام اموال الدولة ومخصصات سفرياته... و رفض الحصول على الامتيازات الخاصة التي يمنحها البروتوكول السعودي لحجاج بيت الله الحرام من الملوك ورؤساء دول العالم. وفضل بدلا من ذلك ان يؤدي فريضة الحج من جيبه الخاص وحلال امواله من بيته الى بيت الله وحتى العودة الى بيته في ساحل العاج......

وقد جرى تداول صورة فوتوغرافية يظهر فيها الحسن وتارا مستلقي على شِـقِّـهِ الأيمن في الأرض . وقد نام(قــريــر العيــن) وسط مرافقيه ومواطنيه ؛ الذين ادوا الفريضة معه بحلال اموالهم الخاصة وفق توجيهاته الصارمة وبما يقتضيه الشرع الحنيف..... وكانت له مقولة في ذلك وهي: ( في حضرة الخالق ملك الملوك تتضاءل كل المخلوقات الملوك).

ان الله طيب لا يقبل الا طيبا. .. والحج فريضة لمن استطاع اليه سبيلا.. وهي لله بنص القرآن الكريم المنزل من فوق سبع سماوات بلسان عربي مبين .... . فقد جاء في سورة ال عمران:(ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) ...

ومن ثم فينبغي على كل "عاقل" أن يتقصّى ويتحرّى التركيز على المراد بقوله عز وجل "ولله على الناس".

إنه معنى تقشعر له الأبدان .... ويفترض أن تخِـرّ له القطط السمان والجبابرة ساجدينا ؛ بشرط أن يتم تفسيره لهم على لسان فقهاء المسلمين ، وليس فقهاء السلاطين.

مبروك الحج يا حاج وتارا..... وتستاهل المؤمنين أن يباركوه لك من صميم اعماقهم في السـر والعلن .... والمجالس العامة والخاصة.

اللهم تقبل حجته. واجعلها مبرورة في ميزان حسناته واغفر له بها ذنوبه.... اللهم اصلح به وامثاله حال المسلمين اجمعين وقادتهم في هذا الزمان. وفي كل مكان واجعله قدوة حسنة لهم ولمواطنيه واهل بيته واقاربه...... ااااااميييين.
,,,,,,,

ويبقى القول بأن الرئيس "الحسن عبد الرحمن وتارا" مولود في عام 1942 . وهو خبير إقتصادي تخرج من جامعة بنلسلفانيا . وعمل في العديد من المواقع والمناصب الرفيعة . ومنها على سبيل المثال لا الحصر "خبير اقتصادي في صندوق النقد الدولي" .."البنك المركزي لدول غرب أفريقيا" وغيرها من المؤسسات المالية الدولية والأفريقية القارية ... ثم عاد إلى بلاده وأسس حزب "تجمع الجمهوريين" . في مواجهة الرئيس الديكتاتور "لوران غباغبو" - أستاذ اللغة الإنجليزية  - ومؤسس حزب "الجبهة الشعبية الأفوارية" . الذي كانت تدعمه المخابرات الفرنسية من خــلـف سـتـار ... ولكن سيرة "لوران غباغبو" في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان لم تكن مرضية للولايات المتحدة والدول الغربية الرئيسية الأخرى لكونها أصبحت مصدر قلق وضغط شعبي على الأحزاب الحاكمة في هذه الدول الغربية والولايات المتحدة على حد سواء ....  خاصة بعد دور "لوران غباغبو" المتسبب في إشعال الحرب الأهلية (شبه الدينية) في ساحل العاج بين الجنوب المسيحي والشمال المسلم . فإرتكب "لوران غباغبو" الكثير من جرائم الحرب في حق المسلمين عامة ، وبعض المسيحيين المعارضين لسياساته على حد سواء . مما أدى إلى شبه إنفصال بين شمال ساحل العاج وجنوبها . ومعاناتها من أزمات إقتصادية طاحنة.

بعد ضغط الولايات المتحدة والدول الأوروبية الفاعلة عالميا. وافقت  الرئاسة الفرنسية على إجبار الرئيس "لوران غباغبو" الرضوخ لإجراء إنتخابات حرة نزيهة في بلاده . تنافس فيها "الحسن وتارا" مع "لوران غباغبو" بشكل رئيسي . ولكن لم يفلح أي منهما في الحصول على الأغلبية المطلوبة في الجولة الأولى لأسباب فنية وأخرى تتعلق بالتركيبة الإثنية لشعب ساحل العاج.. وهو ما إستدعى إجراء جولة ثانية بينهما . فحصل الحسن وتارا على 54% من أصوات الناخبين . بينما حصل "لوران غباغبو" على 46%  ...

وبالطبع فقد حاول "لوران غباغبو" المراوغة وتزوير النتيجة وأعلن فوزه مستغلاً سلطاته كرئيس لا يزال في منصبه ..... ولكن الولايات المتحدة والدول الأوروبية كانت له بالمرصاد . وكشفت ألاعبيه ... فخضع مجبراً للواقع وقدم إستقالته في أبريل 2011 ليتولى الحكم بعده الرئيس "الحسن عبد الرحمن وتارا".

وعلى إثر مطالبات المحكمة الجنائية الدولية بتسليم الرئيس السابق " لوران غباغبو" لمواجهة تهم بإرتكاب جرائم تصفيات عرقية (ضد المدنيين المسلمين خاصة) وجرائم حرب . فقد جرى إعتقال "غباغبو" وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتاريخ 29/11/2011 .