علي جبار عطية
الأربعاء 12-02-2014
طباعة المقال Print
الناس مغرمون بالغرابة لذا لم أدهش لاقبالهم على شراء الكمأ خاصة المعروف بكمأ السماوة الذي ازدهر بعد الموسم الشتائي المثير والممطر هذه السنة!
وبرغم ارتفاع اسعاره خاصة في بدء تسويقه اذ وصل سعر الكيلو غرام الواحد الى ثمانين الف دينار ثم انخفض الى ثلاثين الف دينارومع انه لايمكن الاستفادة منه لعمل المرقة أو صنع الكباب ولم نسمع يوما بتكة كمأ ! الا ان الولع البشري مستمر بهذه الثمرة التي يعرفها احد علماء الاحياء بانها عائلة من الفطريات تسمى الترفزية وهو فطر بري موسمي ينمو في الصحراء بعد سقوط الامطار بعمق يتراوح بين 5 الى 15 سم ينمو على شكل درنة البطاطا ، شكله كروي لحمي رخو منتظم ومن دون اوراق ولا ساق ويوجد في الارض من غير بذر او جذر!
اما فوائد الكمأ فقرأت رأيا للدكتور مهدي صاحب لو اطلع عليه اخوتنا القصابون لتركوا المهنة الدموية والذبح والسلخ وتاجروا بالكمأ ولو سمع بهذا الكلام الدارسون والرياضيون والمؤرخون والكتاب والمصابون بالزهايمر لتركوا العسل والمنشطات وهرعو زرافات ووحدانا الى باعة الكمأ يتوسلون بهمأن يعطوهم كمية من هذه الثمرة المحظوظة والعجيبة ! اذ يقول د. مهدي صاحب: ان للكمأ الكثير من الفوائد الصحية كونه يحتوي على البروتينات والمواد النشوية والدهون والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والنتروجين والهيدروجين والفسفور وفيتامين بي وغيرها وهي تتمتع بقيمة غذائية عالية وفوائد صحية كبيرة تساعد على تنشيط الذاكرة والوقاية من الجلطة الدماغية وعلاج اضطراب الرؤية وهشاشة الاظفار وتشقق الشفتين فضلا عن احتوائها على الاحماض الامينية التي تعد ضرورية لبناء خلايا الجسم.
والملاحظة التي يلمسها المرء هي المبالغات في التقدير فالذي يتجرأ ويشتري كيلو غراماً واحداً من الكمأ بثمانين الف دينار لماذا لا يشتري بهذا المبلغ ستة كيلو غرامات من لحم العجل او الخروف العراقي المشهور بمذاقه الطيب ولماذا يلجأ الى نبات فطري صحراوي لاجذور له ولا سيقان!
واذا كان العلماء يقارنون بين الكمأ والبطاطا فلماذا لايتجاوز سعر البطاطا الف دينار للكيلو غرام الواحد مع فوائده الكثيرة فهل المسألة مسألة حظ؟ ولبعض المتأملين تعليقات وهم يرون تبرؤ بعض البرلمانيين من التصويت على قانون التقاعد الموحد وخاصة الفقرة الخاصة بذوي الدرجات الخاصة ومنها قولهم : هل أن القانون جرى تمريره كما ينبت الكمأ !؟
التعليقات (0)