فرصة تاريخية رائعة منحتها الأقدار لأبناء هذا الجيل "العربي" ليشاهدوا وليتابعوا لحظة بلحظة المشاهد التراجيدية لمسرحية الخيانة والخيابة العبثية العربية . .
أحلى ما في هذه المسرحية هذا الكم المهول من "عمالة" جميع شخصياتها وأبطالها حتى الكومبارس..
مسرحية جميع من قام عليها بداية من التأليف والسيناريو والحوار والتمثيل و الإخراج والتصوير والمؤثرات الصوتية والإضاءة حتى "اللبيسة" كلهم من الخونة .. والجمهور الوحيد هو المضحوك عليه .. هو ضحية المسرحية التي تكلفت من أمواله .. والتي تكفلت باستغفاله ..
انتهى المشهد الأول السوداني بتقسيم السودان ووضع قواعد أمريكية في "دولة "الجنوب ووضعها بحالتها تحت السيطرة الصهيونية ..
ثم تلاه المشهد الثاني العراقي بتدمير أقوى جيش عربي وتقطيع أوصال العراق بعد شنق الأمريكان لرئيسه وتركه ينام ويصحو على أصوات التفجيرات في الأسواق والمساجد والحوانيت والشوارع واستمرار شلال الدم المراق على صفحة دجلة والفرات ..
ثم تلاهما المشهد الليبي الذي انتهى بقتل الناتو لرئيسه وتهيئة الأراضي الليبية لتفتيت ووضع قواعد عسكرية أمريكية تضمن شفط وسرقة النفط الليبي علاوة على إعادة استعمار البلاد عسكريا..
ومروراً بالمشهدين التونسي والمصري ..وانتهاء "حتى الآن" بالمشهد السوري ..
وأروع ما فيه شعورك الطاغي بالضحك الساخر حد القهقهة المريرة وأنت تتابع "جامعة العرب" التي تساق الآن بإشارات من "بنان" شيخ مشيخة قطر العظمى وملك العروبة السعودي وهما يهددان وينددان ويتبرمان ويعلنان انسحاب مراقبيهما "العرب "من سوريا احتجاجا على مذابح بشار الأسد بعد أن بلغ السيل إلى الشارب ..
وتراهما وهما يلوحان بالذهاب سعيا وحبوا وهرولة – حسب الخطة- إلى مجلس الأمن و الاستنجاد بالتدخل الأمريكي الصهيوني المسمى – حاليا- الدولي ليدك "الحلفاء" أو "الناتو" سوريا كما دكوا أخاً لها من قبل يدعى العراق ..
فيتم شنق الرئيس العربي السوري في المنطقة الخضراء السورية الكائنة بدمشق .. بعد أن يتم سحق ومحق الجيش السوري وإبادته عن بكرة أبيه ..
لتنضم سوريا بعد تمزيقها إلى صف الممزقين العرب ..
ولينتهي بذلك كيان كان يدعى بالأمس الأمة العربية أو البلاد العربية ..
و لتصير أراضي الأمة إلى كانتونات قطرية أو كويتية تقبع في أرحامها من القواعد العسكرية الأمريكية والإسرائيلية ما يزيد على أعداد مواطنيها ..
أمير قطر الذي قفز على الحكم بعد أن انقلب على أبيه وطرده خارج البلاد في انقلاب عسكري وجعل بلده أكبر قاعدة عسكرية أمريكية يتم ضرب جميع البلاد العربية منها وانفق خيرات بلاده على الرشوة بعشرات المليارات لاستضافة كأس العالم يؤصل للديمقراطية وحرية الشعوب في اختيار حكامها ويرغي ويزبد ويسعى سعياً محموماً لاستجلاب التدخل الدولي لتدمير سوريا بحجة إزاحة" الأسد " شبيهه في الاستبداد و القابع على صدر الشعب السوري ..
والملك السعودي الذي وضع في فم الأمريكان عشرات المليارات كقطعة سكر مقابل شراء صفقة طائرات لا يعلمون رأسها من ذيلها وبشرط عدم استخدامها ضد العدو الوحيد للعرب "إسرائيل" مهدراً ثروات العرب في بذخ مروع علاوة على اعتبار أن العائلة "السعودية" تحكم الأراضي "السعودية" !!! بأمر إلهي إلى يوم الدين هو الآخر ضاق صدره بدكتاتورية واستبداد بشار الأسد ضد شعبه السوري ساعياً إلى التدخل الدولي "الأمريكاني الإسرائيلي " لتدمير باقي أقوى الجيوش العربية ..
ولينكشف ظهر العرب بعد أن انكشف بطن العرب وعورات العرب وسوءات العرب ..وصرنا ملطشة الأمم بفضل أسوأ الأنظمة التي عرفتها أمتنا المنكوبة المغلوبة على أمرها ..
الخونة جميعهم سيقدمون "سوريا " على مذبح الأمم المتحدة ومجلس الأمن..
وسيطلبون بأيديهم تدخلاً عسكرياً أجنبياً يضرب سوريا ويمزق جيشها ويلحقها بالعراق استرضاء وتقرباً وتزلفاً للرضا الأمريكاني الصهيوني طمعاً في ضمان بقائهم جاثمين على عروشهم حتى ولو كان المقابل تدمير دولة عربية شقيقة وجيش عربي شقيق ..
والفضل كل الفضل سيعود حتماً لحضرات الخونة العرب !!!..
التعليقات (0)