مواضيع اليوم

حضرموت ام العالم .. أسطر خفيفة من سفر عظيم عن طبيعة حضرموت وأهلها الكرام

رشيد القحص

2009-06-23 17:50:12

0

ولو أن واش باليمامة داره     وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا
رحم الله مجنون عامر وهو قيس بن الملوح على هذا البيت, فعلى الرغم من أن عمر هذا البيت أكثر من ألف عام إلا أن الواقع يستنطقنا به مع بعض التحريف في الصورة والغرض , هكذا ضرب الشاعر المثل في بعد حضرموت عن الوشاة وعن أهل الفتن ولعله أختارها لطيب المكان وأهله وواحة الأمن التي تحققها طبيعة حضرموت الساحرة والقاسية معاً وسجايا أهلها الكرام , وأذكر عن والدي رحمه الله بأنه في أوائل القرن المنصرم حضر من المغرب أحد العلماء ومكث في حضرموت بعض الوقت وعندما قرب سفره لم تطعه نفسه على هذا الفراق حيث كان يحس بألم شديد بقدر ما يقترب موعد السفر فصار يعزي نفسه بالذهاب عند طلوع كل شمس إلى الجبل الشرقي في مدينة سيؤون ويمكث إلى أن يزول الظل و تدركه الشمس فيعود إلى سكنه متحسراً ويقول أشفق على كل من يغادر هذه البلاد فكيف يقوى , لم تخرج طبيعة الرجل و عواطفه كثيراً عن المألوف وربما قد اكتسب تلك الرقة خلال إقامته من طبيعة سيؤون الذائعة الصيت بكثرة الخصائص ومن ذلك أنها مشهورة منذ القدم بأن ترابها يذهب حدة المزاج ويلطف الطباع ويرقق القلوب .
هذه أسطر خفيفة من سفر عظيم عن طبيعة حضرموت وأهلها الكرام , فهم من أهل الإيمان و الإحسان و لمنزلتهم عند الله اصطفاهم بأن جعلها مهد للمدرسة الحضرمية التي خرج منها وإلى جل دول العالم النور الرباني الذي عمم انتشار هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في بقاع يتراوح سكن كل منها ما بين مئات الملايين أو آحاد , ليس بشراء الذمم ولا بالتكفير أو الترهيب ولا بتهديد والوعيد ولا بفضائيات سمجة ولا بالسيطرة على مقدرات تلك الشعوب أو ابتزازها والتفريق بين أهلها أو بالتشكيك والقذف في روابطهم الزوجية بل بالسلوك الأمثل والقدوة الصالحة التي تجسد أحوال رجال تعاملوا مع الخالق وكل المخلوقات بروحانية طاهرة تعانق أفاق السماء وعفوية كما لو كان الرجل منهم بين يدي ربه في معظم أحواله هم في عرف اليوم يصنفون بالملائكة لا البشر .
هذه حضرموت وهذه سجية جل رجالها وهم أصل من على ظهرها اليوم ومع التسليم بأن الأمس ليس اليوم وأن التغير الوافد بعنوة شمل العقول و حتى العقائد وتبدلت الأثواب والألوان ولكن وفي جميع الأحوال لا يمكن أن يخرج من ضئضي ذلك القوم من يقدم بأي حال على قتل أي إنسان مهما كانت المبررات فهم أهل السيف المكسور والعقل الوازع والفكر الحكيم .
من هنا يمكن الجزم ببراءة أهل حضرموت من دم ابنهم العامري و البلجيك كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب وهنا أيضاً يقودنا طلب الحقيقة ووفق القاعدة الأمنية ابحث عن المستفيد , ولأن أهل حضرموت مسالمون ولا يعادون أحد حتى ابن زائدة فقد جعلهم ذلك محط أطماع وحسد وحقد القريب قبل البعيد من قاعدة إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها فلعل القتلة المجرمين هم من فروع أغصان الزقوم التي نبتت في رحم عفن وطالت وقويت شوكتها بعد أن رويت بما يخرج من بيوت الماء .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !