مواضيع اليوم

حضارتنا...متى ندرك قيمتها

كلكامش العراقي

2011-06-21 21:56:11

0

 أخيرا وبعد تسعون عاما من العمل المتواصل من قبل باحثي جامعة شيكاغو أبصر قاموس اللغات العراقية القديمة النور تحت أسم قاموس شيكاغو للغة الأشورية والمتكون من 21 مجلدا تتناول فيها اللهجات العراقية القديمة والغير مستخدمة (ولكن محفوظة على الألواح الطينية) لأكثر من الفي سنة.والتي بها كان سرجون العظيم ملك أكد يدير ما عرف بالأمبراطوية الأولى في العالم في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد..وبها كتب حمورابي مدونة قوانينه الشهيرة قبل سبعة عشر قرنا من الميلاد كما أنها كانت اللغة التي دونت بها ملحمة كلكامش أولى الروائع الأدبية التي عرفتها الأنسانية..وأيضا بهذه اللغة هدء نبوخذ نصر زوجته التي تشعر بالحنين لوطنها واعدا أياها ببناء الجنائن المعلقة..في كل الصعد أستخدمت هذه اللغة.. في تسجيل عمليات ري الأراضي وتنظيم صادرات الحبوب وحتى بالتنبؤ بالمستقبل حيث وجدت نصوص بابلية تعطي تعليمات واضحة حول كيفية قراءة المستقبل من خلال أكباد الخراف.

وقد أعلن عن أكتمال العمل بمشروع القاموس في مؤتمر أقامه في السادس من حزيران معهد الدراسات الشرقية في جامعة شيكاغو وحضره مؤرخون وعلماء آثار ومختصون باللغات السامية القديمة من مختلف أنحاء العالم أكد هؤلاء الباحثون على أهمية القاموس الجديد.والذي وصفه جيل ستاين مدير معهد الدراسات الشرقية في جامعة شيكاغو بأنه أداة بحثية لاغنى عنها لأي باحث يسعى لأستكشاف ومعرفة مدونات بلاد ما بين النهرين ويضيف"هذا القاموس من أكثر مشاركات معهد الدراسات الشرقية أهمية وتفردا في مجال أستكشاف وفهم حضارات الشرق الأدنى،قاموس اللغة الآشورية من أكثر الجهودالمؤثرة التي أعرفها في مجال تنظيم وترتيب وتبسيط اللغة الأكدية التي تمثل القلب في كل النصوص والمدونات لحضارة مابين النهرين التي ولدت فيه تلك اللغة"،" والقاموس الآشوري ليس مجرد قائمة من الكلمات ومعانيها بل هو أقرب الى موسوعة ثقافية متخصصة بالعراق القديم تاريخيا وأجتماعيا وأدبيا وقانونيا ودينيا فهو يعطي تفاصيل تاريخية لكل كلمة كما يذكر طبيعة أستخداماتها ومرادفاتها."يضيف ستاين.
فهناك مثلا سبع عشرة صفحة أفردت لكلمة "أومو" والتي تعني "يوم"،كما أن الكلمة "أردو" وتعني العبد يعطى من خلالها مواد تاريخية تعطي وصفا مستفيضا حول العبيد في الثقافة القديمة.
كما أن هناك الكلمات المتعددة الأستعمالات ومنها الفعل متعدد المعاني "كالو" يأتي بمعنى تراجع أو أحتجز أو تأخرأو قاطع أو من الآن فصاعدا كما يقول أستاذ اللغات السامية في جامعة جون هوبكنز جيرالد كوبر والذي أعتمد على هذا المشروع في مراحله المتعددة منذ الستينيات ويضيف "أن قيمه هذا القاموس من دون مبالغه لاتقدر بثمن"ويضيف "أنه يفتح الباب لدراسة القسم الأوسع من الرقم المسمارية" مشيرا بذلك الى نظام الكتابة الذي أخترعه السومريون في الألف الرابع قبل الميلاد.
ويعتقد أن الكتابة المسمارية تعد أول نظام كتابة أستخدمه الأنسان على الأطلاق،كما أن دويلات المدن التي ظهرت في بلاد ما بين النهرين (والذي يمثل اليوم العراق وأجزاء من سوريا) تعتبر أقدم الحضارات المدنية والمتعلمة.
أما مارثا روث رئيسة محرري المشروع وعميدة قسم الدراسات الأنسانية في جامعة شيكاغو والتي عملت على هذا المشروع منذ عام 1979 وتقول"أنا أشعر بالفخر والتميز للتمكن من أنجاز هذا العمل.فكل كلمة،كل عبارة تصبح نافذة على الثقافة"كما أعربت روث عن أعتقادها أن هذا المشروع سيكون بمثابة حجر أساس لأنجاز مشاريع قواميس أخرى في المستقبل.
ويقول روبيرت بغز الأستاذ في معهد الدراسات الشرقية والذي شارك في أعداد القاموس كما أنه عمل كمتخصص بالآثار في بعض مواقع الحفريات التي أكتشفت فيها عدد من الألواح "ما أن تزيل الأتربة حتى تنبثق للعيان رسالة لشخص ربما كان يتحدث عن وزلادة طفل جديد في العائلة،أو لوح آخر ربما يتحدث عن قرض يجب سداده بعد الحصاد"ويردف قائلا"تدرك أن هذه لم تكن مجرد ثقافة نخبة ولكن ثقافة أشخاص أعتياديين أكثر شبها بنا مهتمون- مثلنا- بتوفير الأمن والغذاء والمؤى لأنفسهم وعائلاتهم.لقد كتبوا هذه الألواح منذ آلاف السنين ولم يقصدوا منها أن يقرأها الآخرون بعدهم،لكنهم تكلموا من خلالها معنا بطريقة جعلت خبراتهم في الحياة تعود حية مجددا"
وقد بدء العمل بمشروع القاموس عام 1921 على يد جيمس هنري بريستد مؤسس معهد الدراسات الشرقية في الجامعة وأحد أوائل المتخصصين في آثار الشرق الأوسط في الولايات المتحدة وقد توقع بريستد أن يتكون القاموس من ستة أجزاء على غرار قاموس أوكسفورد وتوقع أن ينجز المشرع في عقدين أو ثلاث ولكن أدراج الكلمات ومعانيها وأمثلة عليها لما يقرب من مليوني بطاقة فهرسة كان عملا متعبا ومضجرا للأساتذة والطلبة الذين كان لديهم مواد أخرى يعملون عليها وأدى بطئ العمل حينها الى الأعتقاد بأن المشروع لن يكتمل خاصة مع أكتشاف مفردات جديدة كما أن أستخدامات جديدة للمفردات كانت تظهر الى النور بين فترة وأخرى مع أكتشاف المزيد من الآثار.وبعد الحرب العالمية الثانية أعيد تنظيم المشروع الذي بدء يتقدم ليصدر أول مجلد عام 1956 تحت رئاسة التحرير الفعالة لليو أوبنهايم وبعده أريكا رينر وأخيرا الدكتورة روث.وعلى مدى خمسة وخمسون عاما أصدر عشرون مجلدا من القاموس.
وعلى الرغم من ان القاموس سمي نسبة للغة الآشورية فأن الباحثين وجدوا أن اللغة الآشورية في الأصل لهجة متفرعة عن لغة سامية أخرى وهي الأكدية،وعلى مر السنين ملأ الباحثون ملايينا من بطاقات الفهرسة تضم معلومات مختلفة حول ثمانية وعشرين الف كلمة مع مختلف معانيها ومرادفاتها وطرق أستخدامها
وقد أعلن عن أنجاز العمل في المشروع رئيس معهد الدراسات الشرقية في جامعة شيكاغو جيل ستاين قائلا أن القاموس يمثل "مفتاحا لمعرفة أول حضارة مدنية في العالم" ويضيف ستابن"في الواقع كل شئ لدينا اليوم له أصله في بلاد ما بين النهرين..حيث أصل المدينة،التنظيم الأجتمعاي،أختراع العجلة،الطريقة التي نقيس بها الوقت والأهم من هذا كله أختراع الكتابة"ويضيف في حديثه مع الأسوشييتد برس "إذا أردنا أن نعرف جذورنا فعلينا أن نفهم أولى الحضارات العظيمة"
وستباع المجموعة الكاملة مقابل الف وتسعمائة وخمسة وتسعون دولارا فيما يتراوح سعر النسخ المفردة بين خمسة وأربعين ومائة وخمسون دولارا لكنها ستكون متوفرة مجانا على الأنترنت على الرابط التالي
أضعط هنا

المصادر


نيويورك تايمز

جامعة شيكاغو

الجارديان

 

ترجمة:كلكامش العراقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شئ جميل أن يهتم الآخرون بحضارتنا وأن يقيموها ويعطوها حقها...لكن المؤسف أننا نحن أصحاب تلك الحضارة لم نلتفت لها يوما..ولم نكلف أنفسنا معرفة الغازها وخبايا لغتها وكتاباتها..
شئ مفرح أن يكون للغاتنا القديمة قواميس بها النوع من جامعات عريقة..لكن المؤلم أننا لانملك في جامعاتنا أقساما للدراسات المسمارية قد تستفيد من هذا القاموس إلا قسما حديث النشئة في جامعة الموصل لايتجاوز عمره الأثني عشر عاما..
شئ جميل أن يفني باحثون أعمارهم لدراسة الواحنا الطينية...لكن المؤسف أن مسؤولينا المختصين في هذا المجال لايرون فيها سوى خربشات مسامير لاقيمة لها وينتقصون منها حينما يقارنوها بآثار الحكم الأسلامي في العراق..
أحينا أعتقد أننا محظوظين لأن الدولة العثمانية كانت ساذجة بحيث سمحت للمنقبين الأجانب بأخذ ما كانوا يعثرون عليه من آثار فلولاهم لأندثرت حضاراتنا من دون أن يسمع بها أحد ولولا أخذهم لتلك الآثار لما تسنى للعالم الأطلاع عليها والأستفادة منها..ولكان مصيرها مصير الاف القطع التي تخرب وتهرب كل يوم من مختلف المواقع الأثرية...
ببساطة لابد أن نقول لهؤلاء........شكرا




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات