مواضيع اليوم

حصرياً .... لقاء مفتوح مع الكاتب الكبير رائد التخطيط الحر الأستاذ الدكتور شفيق الدويك

نصر عامر

2010-11-25 09:56:34

0

حصرياً .... لقاء مفتوح مع الكاتب الكبير رائد التخطيط الحر الأستاذ الدكتور شفيق الدويك

 

 

أعد الحوار
هانى الشافعى

 

هو مبدع عصامي عربي مخلص حتى النخاع
ارتوى من نهر الأردن وترعرع على ضفته الشرقية بين ربي عمان واربد والزرقاء والعقبة بين أحضان الدولة الهاشمية وزهور نسل الرسول ، نهل من سلسبيل الأردن الأصالة العربية لنجده فارساً يعبر لعصر الحداثة مطورا فكره فى لباسه العربي
عرفناه عصامياً نضج ساعده قبل أن ينضج شاربه طاف عدة مجتمعات بين الشرق والغرب كالنحلة يقتطف منها اصول العلم والحياة
وعالما محاضرا وضع نصب عينيه كيف يغرس بذور المعرفة فى عقول طلابه ومريديه
ومخططا استراتيجيا يغوص فى بواطن اقتصادنا يرسم لمشروعاتنا التنموية سبل النجاح
وكاتبا ناقدا بعين فاحصة يجوب بقراءه خرائطنا الأليمة والمؤلمة بسلاسة ساخرة ضاحكا مضحكا يقصد الألباب والعقول معاً
هو صاحب مبدأ في عصر قل فيه العصامية ومعناها الأصيل بزبد من الفساد

معنا ومعكم في لقاء مفتوح حتى صدور العدد 74 في سلسلة اللقاءات المفتوحة مع النجوم الساطعة لمجلة الفكر الحر
الكاتب والخبير الاستراتيجي الدكتور / شفيق الدويك

والآن لنقترب أكثر من شخصه الكريم ....

من أنت ؟
إنسان معتدل يعمل على تأدية رسالة في الحياة الدنيا القصيرة ترضي مضامينها وتفاصيلها الخالق سبحانه و تعالى.


حدثنا عن أسرتك ؟
أكرمني الخالق سبحانه و تعالى بأسرة إستثنائية (5 بنات رائعات محافظات أكملن دراستهن الجامعية و ولد وحيد عربي بمعنى الكلمة، متفوق في دراسته، محافظ و هو بألف رجل). نلتقي المتزوجات من بناتي و عددهن أربعة و أحفادي الثمانية بصورة شبه يومية و نفترق وقت النوم. تشكل أسرتي بالنسبة إليّ لوحة جميلة نادرة لا يمل الناظر إليها. لقد غرست و زوجتي صفات الفروسية في ابنائي و خصوصا الإيثار، و ترانا نحصد أحلى الثمر الآن.

بارك الله في عمرك وبارك في أبنائك ، بعد تلك الرحلة الأسرية الحافلة هل أشبعت طموحاتك الأسرية ؟

نعم، لقد أشبعت طموحي الأسروي و لله الحمد أي أمتلك الآن الرضا، خصوصا بعد حصول جميع بناتي على : شهادات جامعية من جامعات مرموقة، رفقاء عمر رائعين مناسبين و بنات و أبناء كما رغبن و تمنين.


من المفارقات الاجتماعية أن تجد ابنا أو ابنة تشبه والدها سواء في الملامح أو في الطباع ، فأى من أبنائك حينما تراه تقول قد أتى شفيق الدويك ؟

ملامح إبني الوحيد محمد تشبه ملامحي بالتمام و الكمال. سبحان المعبود، و معظم طباعي يحملها و قد إكتسب العصبية من خاله و ليس مني فأنا أتصف بالهدوء أو البرود، و إبنتي رقم 2 و رقم 5 (أسيل و اسماء) تُشعراك بأنني قد أتيت و تكلمت أو أجبت، و هما تجيدان الرسم و التخطيط الإداري مثلي.

ماذا اكتسبت من إقامتك بالولايات المتحدة الأمريكية وكيف تعاملت مع ما بعد الحداثة ؟

الولايات المتحدة دولة كبرى بكل المقاييس، و علي أن أعترف بأن الشعب الأمريكي شعب إنساني الميل أو النزعة و نبيل، عظيم، ودود، لطيف، كريم، دمث و رائع الجوار و الرفقة و الصداقة و الوفاء و المساعدة. أما على المستوى الأكاديمي فإن الجامعات الأمريكية تمنح الدارس فيها الثقة بالنفس ، الإعتماد على الذات، حرية إلإختيار و التعبير و أدوات و أسرار النجاح و التفوق و صنع القرار في الحياة العملية مهما كانت دقيقة و حساسة و صعبة . تعرفت في الولايات المتحدة على ثقافة و مفاهيم مغايرة لثقافتنا و مفاهيمنا و إخترت منهما أفضل شيئ فيهما و أحس دائما بأن الفضل في القيم المضافة في نمط تفكيري و أسلوب حياتي يعود لما اكتسبته من أقامتي في الولايات المتحدة و خصوصا في واشنطن العاصمة. يتأمرك المستعد لذلك بسرعة و يشعرك سلوكه بذلك، و أنا من الذين تأمركوا في نمط التفكير، التركيز على الكفاءة و الفاعلية و الشفافية و ضرورة المواكبة العلمية و العملية.


نلمح من حياتك يا سيدي تفوقا ونبوغا في أى مجال تخوضه وهى موهبة ربانية يهبها الله سبحانه وتعالى لبعض الناس .. ما سر ذلك التفوق ؟

أمي ، اطال الله في عمرها، بعد توفيق الخالق سبحانه و تعالى. كانت تصر أن أكون الأول في كل شيئ.
ما هى هواياتك التي نعرفها والتي لا نعرفها ؟

الرسم، النحت، الكتابة و سماع الموسيقى الكلاسيكية
كيف تشبع ذاتك ككاتب روائي ، أيجذبك فكرة القصة أم تفاصيل الشخصية وما شكل العمل الروائي في تصورك ؟

أدوّن فورا ما قد سجلته آلة تسجيلي الدقيقة التي تبحث في كل ثانية عن ما هو متعلق برواياتي، و عندما أعود الى ما قد دونت أشعر بالمتعة و الرضا و الأمان لأن ضياع أية لقطة يقلقني و لا أشعر بالراحة نتيجة ذلك.أرى في إنكسار الإنسان الألم و اللذة معا.الرواية عندي هي قدرة المرء على أن يوشوش الكبار و شوشة مؤلمة لكنها ممتعة وطويلة طويلة (لسنوات) عن كذا إنسان و كذا مكان و كذا زمان . في السرد الحقيقي و الخيالي لحظات من اللذة و لحظات من الألم و لربما موت أو انفجار أو عذاب تتطور مثل تطور الإنسان و الزمان و المكان.
هل يعرف شفيق الدويك الإنسان الكاتب الساخر الضاحك المضحك بين حروفه ومواقفه السردية البكاء ومتى يحدث ذلك ؟

و الله لقد أبكاني هذا السؤال !
لمقالات شفيق الدويك خاصة الإجتماعية منها تجدها تهب لك المجتمع المنوط بالحكى عذباً ضاحكاً بتفاصيله الدقيقة برغم معناه الأليم ، فيا أيها الروح الضاحكة كيف تصل لتلك العذوبة وكيف تصوغها ؟

عندما يفكر الإنسان في الكتابة عليه أولا و قبل كل شيئ إحترام عقول الآخرين و تجنب ما تملّه الناس أو تعرفه و إبتكار فكرة مشوقة جاذبة و إنتهاج أسلوب يميزه عن الآخرين ليضمن بصمة له. إن تمكن الكاتب من معرفة ما يشد القراء فيه نجاح لأعماله. جودة الأعمال الساخرة فيها خلطة سرية لا يعرفها إلا الكاتب نفسه، و الوصول الى الخلطة يتطلب عملا و جهدا كبيرين. أعتقد بأن الإنسان الذي قد تألم كثيرا في حياته يكون في معظم الأحيان لديه قدرة و مقدرة على أن يعكس ذلك الألم على شكل كتابات ساخرة. بعبارة أخرى مخزون الألم شرط أساسي من شروط الكتابة الساخرة أو صياغتها.

كيف تشبع روحك الناقدة في مقالاتك اليومية وكيف تختار أفكارها أهى من الأحداث اليومية أم أنك تسير في خط ترسمه أم ماذا تصنع ؟

من خلال الكتابة أشبع روحي الناقدة التي تشعر بحالة من الألم عندما تدرك بأن هناك أمرا لا يسير بصورة سليمة أو صحيحة أو وفق ما ينبغي أن يكون عليه ، و أشعر عندما أكتب بأنني أصرخ بصوتي لأن الصراخ يريح و يمنح النفس الإرتواء و الهدوء بعده ! . الناقد في الغالب لدية ثقافة و معرفة و خبرات واسعة في جميع مجالات الحياة، و المقال الناقد يتناول الإنحرافات عن المعايير السليمة و الصحيحة و التي ثبت سلامتها و صحتها. لدي أولويات في نقد الأحداث اليومية و أختار ما أري فيه قيمة مضافة أكثر من غيره.
الفن في حياتك له ركن في شخصيتك كالرسم والنحت صف لنا كيف ملكك الفن التشكيلي بأنواعه في مرحلة مبكرة من العمر ؟

كان أخي الأكبر مني سنا يرسم أمامي و كنت أقلده، ثم أشعرني الأهل بأن لدي موهبة غير عادية و قد شجعتني والدتي ،أطال الله في عمرها ،على مواصلة ذلك. و كانت أول تجربة لي في النحت عندما قلدت رأسا حجريا أثريا كان معروضا في "محل الأفغاني" لبيع التحف الفنية بوسط عمّان ، و قد عُرض العمل في معرض مدرسة التاج الثانوية للبنات عام 1964.
ما هو وقع إقامة أول معرض لك للفن التشكيلي وكيف كان ؟

أبلغني معلم التربية الفنية الأستاذ الفاضل معين فرّاج بأن وفدا من كلية الفنون الملكية البريطانية سوف يزور الأردن للإطلاع على معارض مدارس المملكة، كنت وقتذاك بالصف الرابع الإبتدائي، و طلب مني إعداد لوحات لعرضها في الكلية العلمية الإسلامية. كنت غزير الإنتاج، و قد تمكنت من تجميع أكثر من خمسين عملا فنيا بقلم الرصاص و الفحم نال إعجاب فنانين أردنيين مثل عزيز عمورة، ياسر الدويك، محمود طه. لقد أذهلت اللوحات الوفد و من كان معه من فنانين أردنيين، و قد طلب مني أن أرسم لوحة أمامهم مماثلة للوحة معروضة تمثل طفلة لاجئة أمام خيمة لجوء و لم يصدقوا أعينهم. أهديتهم اللوحة مباشرة. قدم الوفد منحة لي وقتذاك لدراسة الفنون في بريطانيا و لم يوافق والدي ، يرحمه الله، على ذلك.
صف لنا تجربتك كمحاضر جامعي وكيف ترى شباب اليوم أجيال الألفية الثالثة ، ما الفرق بينهم وبين شباب الأمس ؟

عملت محاضرا جامعيا مدة عقد من الزمن، ثم تقاعدت مبكرا للتفرغ لأعمالي الخاصة. لقد آثرت أن أزود طلابي بالأدوات التي تمكنهم من تحقيق معادلة النجاح في حياتهم العملية، و استخدمت أساليب التدريس الأمريكية أي كنت أقلد أساتذتي في كل شيئ بغية نقل الخبرة للأجيال القادمة، و كان أسلوبي مغايرا و قد لقي إستحسان الطلاب في كل المواقع لأن فيه عنصر التشويق و التغيير، و لم يحدث أن نام طالب في محاضرتي أو حاول أن يشاغب لأنني كنت قادرا، و لله الحمد، على إنتزاع إحترامهم للوقت (وقتي و وقت زملائهم و من ثم وقتهم ! ). شباب الأمس كانوا أكثر إعتمادا على أنفسهم لضعف مواردهم، و كان يميزهم التمسك بالعادات و التقاليد و القيم الموروثة، و كان على رأس كل ذلك الإحترام و الإمتنان و تقدير هيبة من هم أكبر منهم سنا. جيل الألفية الثالثة تعرض لموبقات الفضائيات و الإنترنت و سهولة الإتصال و التكنولوجيا التي حفزت غرائزه بصورة مبكرة. المؤلم حقا أن هذا الجيل إتكالي، مقلد، متمرد على العادات و التقاليد و القيم و يحس بالضياع و عدم معرفة ذاته و لا يعرف أين هو و الى أين يسير (إلا من رحم ربي) بسبب ضياع هيبة الوالدين بالدرجة الأولى و ما سبق ذكره. القلة منهم أي الذين يعتمدون على أنفسهم سيتمكنون من تحقيق معادلة النجاح.


ما رأيك في النظام الاقتصادي العربي وما السبيل إلى تطويره للأمام ؟

يمر النظام الإقتصادي العربي في مآزق صعبة بسبب تمكن الفساد منه، و لا يمكن تطويره أو تجويده و الوصول إلى إقتصاد متعاف يوسع حجم الطبقة الوسطى (معدل نمو مرتفع، فائض أو تعادل في الموازنة العامة، معدل بطالة و فقر منخفضين و معدل تضخم منخفض) دون القضاء على تلك الآفة اللعينة التي تأكل الأخضر و اليابس، و تبعد القادة الحقيقيين عن تولي زمام الأمور.

برغم أننا في الوطن العربي لم نتأثر بالأزمة المالية العالمية كتأثر أمريكا وأوروبا إلا أننا اليوم نتأثر بأزمة الغذاء بدرجة كبيرة ويقول البعض أن أزمة الغذاء مترتبة على الأزمة المالية العالمية . فسر لنا ذلك يا سيدي ؟

أتت العولمة (حرية السوق أو تجاوز المحرمات الإنسانية) بويلات على دول حكومات و شعوب دول العالم الثالث في المقام الأول، و تبع ذلك إرتدادات الأزمة المالية العالمية و أبرز مظاهرها (النقص الحاد في السيولة). أزمة الغذاء و الدواء مبرمجتين، فكيف يعقل أن يكون هناك أزمة غذاء في ظل تقدم تكنولوجي مبهر ؟. عام 1980 قال لنا مدرسونا في الولايات المتحدة الأمريكية أن التقدم التكنولوجي قد مكّن المزارع الأمريكي، الذي كان يُطعم أسرته فقط في الماضي، من إطعام مئة الف أسرة أو اكثر.


هل أمريكا انتهت اقتصادياً بسبب الأزمة الاقتصادية كدولة عظمى أم أنه مجرد ركود وانكسار بسيط وسرعان ما تستعيد قوتها اقتصادياً وبالتالي سياسياً ؟

تغيرت المفاهيم الإقتصادية مع التطور التكنولوجي و سهولة الإتصال و أصبحت أعمار الدورات أو الهزات الإقتصادية أقصر بكثير مما كانت عليه. تمتلك الولايات المتحدة من العلم و المعرفة و الشراكات ما سيمكنها من إستعادة قوتها الإقتصادية بسرعة. أما على الصعيد السياسي، فإن الولايات المتحدة و بإعترافها قد إرتكبت العديد من الأخطاء و لا زالت، و لا بد لها من تبني إستراتيجيات جديدة أكثر إتقانا و حصافة مع الأخذ بعين الإعتبار حل القضايا العادلة لشعوب الارض لتتمكن من إعادة دورة حياة إمبراطوريتها .

كيف ترى النظام المصرفي العربي وفكرة النظام الإسلامي والتعاملات الإسلامية ومدى تطبيقه من عدمه داخل مصارفنا ؟

عملت لأكثر من ثلاثة عقود في عدة مصارف عربية و توصلت إلى حقيقة مهمة: " تعاني معظم مؤسساتنا المصرفية من وباء الفساد و هي طاردة للقيادات القادرة على إيجاد نظام مصرفي عربي قوي بكل المقاييس . على حكومات الدول العربية إيجاد تشريعات متكاملة تحمي ، بالدرجة الأولى، حقوق جميع الموظفين و بالكامل ليتمكن الموظفون من المبادرة و الإبداع لا الموت ببطؤ لهم و لمؤسساتهم. لدينا عقول مبهرة غير مستغلة و هي محاربة من قبل الذين حصلوا على مناصبهم التي لا يستحقونها و قد وصلوا اليها بالبراشوت كما يقال. للمصارف الإسلامية و منتجاتها مستقبل مشرق إذا ما إلتزمت المصارف بمبدأ توكيد الجودة. وفق الله الجميع لما فيه رضاه و خير الإنسانية جمعاء.

 

ماذا تعني لك مجلة الفكر الحر

مجلة الفكر الحرمنبر رائعة المضمون و الهدف و هي تسير بخطى واثقة نحو العالمية و لله الحمد.


أعد الحوار
هانى الشافعى
مدير تحرير مجلة الفكر الحر
المقابلة منشورة فى العدد 74
من مجلة الفكر الحر




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !