حصة و كاثرين
لا اختلاف بين امرأة وأخرى من الناحية الفسيولوجية فجميع النساء متشابهات فسيولوجياً فحصة وسميرة وأشواق و لمياء كستي الاندونيسية و تاندرا الفلبينية و هيلاري الأمريكية ورحيمة الأثيوبية الخ نساء تكوينهن واحد والفوارق إن وجدت فإنها محصورة في الانتماء العرقي الذي يعكسه الشكل الخارجي وفي الانتماء العقدي والثقافي فقط .
كاثرين تتميز هي و خواتها من فتيات ونساء العالم البشري الأخر بتفاصيل إنسانية دقيقة ليس من بينها القوام الممشوق أو العيون الزرقاء كما يظن الضانون , الحرية والقيمة الإنسانية والحقوق المصانة بالقانون الخ مميزات جعلت من كاثرين وخواتها متقدمات عن حصة وسارة وأشواق بقرون ضوئية فقدر حصة وخواتها أنهن يعشن في بيئة تتوارث التقاليد والأعراف وتٌقيد نفسها داخل دائرة مٌحكمة الإغلاق فبيئة حصة بيئة موبوءة بالجهل والماضي أما بيئة كاثرين بيئة صحية سليمة حتى وإن وجدت أخطاء أو سلوكيات فإن ذلك يعد حالة طبيعية لا تنتقص من السمت العام للمجتمع الذي يحتضن كاثرين وخواتها كإنسان وليس ككائن بشري مخلوق للاستعمال والتناسل .
حصة وخواتها يعشن ببيئات عنصرية تمييزية فكل شيء مٌصنف مسبقاً فالشخص أياً كان نوعه " جنسه " أو اعتقاده لا وزن له ولا ثقل ولا حق إذا كان خارج دائرة التنصيف التي صاغ نقاطها من لا يقيم للإنسانية أي وزن فالعنصري التمييزي "فرداً كان أو جماعة سلطة أو هيئة أو مجموعة بشرية تظن بنفسها الظنون " لا يعترف بالأخر ولا يعترف الا بحقوقه فقط فينشر داءه الخبيث بالقوة داخل المجتمعات ليحكم سيطرته ويٌسهل عليه قيادة الأجساد بعد أن تمكن من العقول , ما يميز البيئة العربية هو تهميش فئات المجتمع وفق نقاط معينة إما جنسية " نوعية " أو فكرية أو عقدية أو مذهبية أو سياسية , من صنع تلك الغباوة بالبيئة العربية هم في الحقيقة ضحايا للجهل وجلادون ينتقمون من النساء كردة فعل على ما يقاسونه من ظلم وصراع نفسي داخلي عكس البيئة التي تعيش في ظلها كاثرين وخواتها فالعدالة قائمة والتمييز لا وجود له وإن وجد فإنه بنسب بسيطة عارضة كردة فعل مؤقتة لا تدوم تلك البيئة العادلة الآمنة انعكست على حياة كاثرين وخواتها فلا تمييز ولا ظلم ولا ضحايا ولا جلادون ينتقمون من النساء بأي شكل من الأشكال .
ما بين حصة وكاثرين قرون ضوئية لتلحق حصة بكاثرين ولن تستطيع اللحاق بها طالما بقي التمييز وسيلة وأداة للسيطرة وطالما بقي الجهل متفشياً بأمة قدرها الحقيقي إعمال العقل لا تعطيله !.
التعليقات (0)