مواضيع اليوم

حسن الاختيار

ياسر العزاوي

2009-02-05 12:08:51

0

الانتخابات هذه المفردة المضافة إلى ذاكرة الفرد العراقي مع مجموعة كبيرة من المصطلحات والتي لها مساس مباشر بواقع الحياة السياسية الجديدة من قبيل (الحرية، الديمقراطية، الاستقلال، العدالة، المساواة، دولة المؤسسات، مؤسسات المجتمع المدني، التصويت، حرية الرأي....الخ).

ومع كل هذا الكم من المصطلحات تبقى هذه المفردة هي الأبرز والأكثر وقعا في نفس المواطن العراقي، من حيث التأثير والتأثر، فبالمرور السريع على تلك القائمة الطويلة نجد أنها كثيرة التداول في وسائل الإعلام لكنها لا تحظى بالكثير من الاهتمام مما افقدها بعضا من بريقها وأهميتها ومكانتها، بينما نرى العكس مع مرور كلمة (الانتخابات) على مسامعنا، فعلى الرغم من قلة استعمالها كونها تأتي في أوقات محددة لكنها تعتبر المفتاح والبوابة لكل ما مر من المسميات آنفا، فأن صلحت (الانتخابات) صلح ما سواها وأن فسدت فسد ما سواها، فهي تعني الاختيار أو التمييز أو بعبارة أخرى التفضيل وكل هذه المرادفات مؤداها واحد ومرتبط بقضية عقلية بحتة وهي أن على الإنسان إن يختار الأصلح والأنسب من بين كل القضايا المطروحة أمامه بما يتناسب وشؤون حياته، ومن هنا يكتسب هذا المصطلح الشرعية والقدسية في آن واحد كونه يمثل إرادة الإنسان الفطرية والسليمة في اختيار الأصلح، وإنها لا تمثل رغبة فردية وحسب، وإنما هي مسؤولية جماهيرية تؤسس لبناء مجتمع صالح متماسك يؤازر بعضه بعضا ويحفظ الجميع حق الجميع. لذا فعلينا جميعاً التمسك بهذا الحق وهو مقدمة لحق اكبر وأعظم أهمية إلا وهو المطالبة بالحقوق فعلينا أن نكون واعين لمطالبنا ومدى صلاحيتها وتطابقها مع مصالحنا هذا من جانب ومن جانب آخر، هناك استحقاقات ما بعد الانتخاب وهي تمثل الطرف الثاني في المعادلة وهو (المنتخَب) إذ عليه السعي والجد بشكل كبير لكي يكون مصداقا لذلك التصور والشعور الذي صاحب عملية الانتخاب فعليه تقع مسؤولية ترجمة كل ذلك الكم من الآمال والأمنيات الوطنية المشروعة إلى واقع عملي وملموس كي يكون جديرا بالاهتمام والاحترام سواء كان فردا أو حزبا أو تيارا.

إذن علينا أولا أن نحسن الاختيار ولا ننساق وراء أهل الشعارات البعيدة عن واقع الحاجة الجماهيرية الفعلية والحقيقية وثانيا أن نربي أنفسنا فيما بعد على ثقافة المطالبة بالحقوق وبطرق حضارية بعيدة عن الهمجية وثقافة الإلغاء فكلنا مشتركون في مصير واحد وفي بلد واحد لا فرق بيننا إلا بمقدار قربنا أو بعدنا عن المعايير الحقيقية للمواطنة الصالحة .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !