مواضيع اليوم

حسام خضر: الاسر هو مصادرة لارادة الانسان

غازي أبوكشك

2013-01-01 00:00:00

0

 

حسام خضر: الاسر هو مصادرة لارادة الانسان

بتاريخ: 2013-01-27 الساعة: 14:33:00بقلم: غازي ابوكشك

غازي ابوكشك
قال القيادي في حركة فتح حسام خضر ان الاسر هو مصادرة لارادة الانسان والى حد كبير جدا، وهو عملية صعبة ومعقدة ومركبة وتشمل الانسان كانسان والاسرة والمحيط القريب، ويتعرض الاسير منذ لحظة الاعتقال وحتى الافراج لسلسلة من المواقف الصعبة جدا خاصة وان قوات الاحتلال تلجأ لاخراج عملية الاعتقال بشكل قاس يهدف الى احداث صدمة في ذات المناضل وهزه من الداخل، وايصال رسالة عذاب وخوف لاسرته بكل افرادها وللجيران والمجتمع، وغالبا تتم عملية المداهمة في الهزع الاخير من الليل يرافقها ضجيج وتفجيرات واقتحام مفاجئ لسكون واستقرار الاسرة الفلسطينية، عملية التفتيش صعبة على الاهل وكذلك المصادرة والعبث بكل المحتويات والاخلال بانسجام المحيط.. والنقل بالدورية يتم وفق تصور نفسي مسبق.. عملية استلام وتسليم الاسير فيها مس بكرامته وحريته كانسان.. التحقيق بطول لياليه والتسهير القسري والتعذيب النفسي والجسدي.. هذه المقدمات تصاحب دائماعملية المصادرة للحرية والارادة يرافقها مناخ قاس جدا داخل المعتقل في ظل حرمان ممنهج من حرية التنقل ومن القدرة على الحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب.. طبيعة المعاملة اللاانسانية والقائمة على توتير الاسير وزرع الياس والقلق معا في ذاته واجواء الاسر.. ضيق المكان وازدحامه وصغر الغرفة وصغر ساحة الفورة التي يتحرر فيها الاسير من عبودية الغرفة.. المداهمة والتفتيش خاصة في الليل.. نقل الاسير بشكل متكرر من سجن لاخر والحرمان من حق زيارة الاهل.. انقضاض الادارة على المكتسبات والانجازات التي حققها المجموع الاعتقالي عبر الاضرابات المتعاقبة عن الطعام وتحمل الام الجوع في سبيل الحد الادنى من الكرامة، كل ذلك يجعل من السجون في كل مكان وزمان ومن أي جهة كانت جحيما لا يطاق ومصدرا دائما للعذاب والحرمان والقهر والترقب والانتظار، مما ينعكس نفسيا وجسديا على الاسير ويترك جراحا عميقة في نفسه وروحه، الا ان الايمان بعدالة القضية تعين الاسير قدر الامكان على الصبر والتحمل، خاصة في حالتنا الفلسطينية حيث النضال في سبيل قضية عادلة ووطن جميل وشعب اصيل.. هذا الواقع الاعتقالي يفرض على القيادة الفلسطينية مجتمعة بكل تنظيماتها وفصائلها وعلى كافة مستوياتها ان تعمل بكل الوسائل من اجل تحرير اسراها الذين يعانون موتا بطيئا على مدار اللحظة، وكل اسير يعيش على موعد مع الحرية وامل بالانعتاق من قيود الاسر لكي يتحرر ويعود الى ممارسة حياته العادية وسط اهله وذويه وشعبه، وهنا اسجل تحية اجلال واكبار لجماهير شعبنا الفلسطيني البطل في وقفات العز التي كان ولا زال يقفها انتصارا لعدالة قضية الاسرى الجزء النابض في جسدنا الفلسطيني المثخن بالجراح وضمير شعبنا الحي.

واكد القيادي حسام خضر هناك تراجع في الواقع الاعتقالي الداخلي على صعيد الكل الاعتقالي وعلى صعيد كل فصيل من حيث البرامج والفعاليات وتعبئة الاسرى واعدادهم ككوادر، اذ ان الدور الذي لعبته السجون والمعتقلات طوال عقود قد تراجع بشكل ملحوظ، ومرد ذلك انسحاب ثقافة اوسلو وما افرزته من سلبيات في الفكر والسلوك والاداء وتحديدا حالة اليأس الوطني العام الذي ألقت بظلاله المرحلة السياسية الفاشلة التي نعبرها من دون رؤية او هدف او ارادة.. كل ذلك اثر على وضع الحركة الاسيرة وخلق نوعا من الترهل وغيب الدور الرائد الذي لعبته المعتقلات في صياغة الانسان الفلسطيني المناضل والمتسلح باستعداد لا ينضب من التضحية والعطاء في سبيل حريته واستقلاله، كما ان للانقسام وتداعياته الاثر الكبير على تراجع دور الحركة الاسيرة المنقسمة على ذاتها، مما اتاح المجال واسعا للاحتلال ممثلا بادارة السجون لكي تنقض على الحركة الاسيرة وانجازاتها وفق مبدأ وسياسة (فرّق تسد) و (أكلت يوم أكل الثور الابيض).

وعن علاقات الاسرى داخل السجون اضاف القيادي البارز في حركة فتح حسام خضر ؟هي ليست على افضل ما يرام، لكن هناك نوايا حسنة ومساع خجولة.. الادارة عملت على الفصل بين اسرى فتح وحماس منذ لحظة الانقسام الاولى، ونجحت بشكل كامل في سجون الجنوب ونفذت سياسة العزل والفصل حتى في زيارات الاهل، وقد حاول البعض في الحركة الاسيرة ان يوقف تنفيذ هذه السياسة، وفي المواقع التي توفرت فيها النية الصادقة فشلت سياسة الادارة، فيما نجحت في المواقع التي فيها نوايا خبيثة، ويوجد في سجون الشمال اطر وطنية تمثل كافة الفصائل وتقود المعتقلات مما جعل الحياة في سجون الشمال افضل بكثير من واقع الحياة في سجون الجنوب.
الاسرى يستحقون منا كل المساندة والدعم والتاييد وعلينا ان لا نبخل على اسرانا في حملات التضامن والاحتجاج لكي نوصل صوتهم ومعاناتهم للقيادة السياسية الفلسطينية من جانب، وللاسرائيليين من جانب اخر، ولكي نضغط على المجتمع الدولي لكي يأخذ دوره في تحرير اسرانا ووقف معاناتهم.
وهنا اشيد بدور وزارة الاسرى ونادي الاسير والكثير من المؤسسات الاهلية غير التجارية التي تعمل في مجال الاسرى بكل مسؤولية ومصداقية، واسرانا يستحقون ذلك لانهم عنوان القضية الحي والمتبقي.
وعن الحراك الشعبي قال خضر انا دعمت الحراك الجماهيري بشكل مطلق، ولا زلت ادعم مطالب ابناء شعبي العادلة والمختزلة في حقهم بالعيش في مستوى يوفر لهم متطلبات الحياة الاساسية وليس اكثر، وان كنت افهم جيدا دوافع الحصار الاقتصادي والمالي على السلطة وارتباط الاسعار عالميا من خلال النظام العالمي الجديد والعولمة، ولكن هذا لا يلغي مسؤولية السلطة تجاه توفير الرواتب وتوفير متطلبات الحياة الاساسية في الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية وبأرقى الخدمات واقلها تكلفة على المواطن، فاتفاقية اوسلو هي تعبير وتجسيد لارادة المجتمع الدولي تجاه حل الصراع العربي الاسرائيلي، وبالتالي على السلطة الفلسطينية ان تجبر المجتمع الدولي بقيادة امريكا والرباعية من خلفها والانظمة العربية على سداد التزاماتها المالية للسلطة، واذا عجزت الحكومة عن ذلك ولم يتجاوب المجتمع الدولي مع مطالبها التي هي تكثيف لمطالب الشعب، فعليها ان تستقيل على المستوى الرئاسي والحكومي، وان تسلم ادارة شعبنا للاحتلال لكي يتحمل هو بدوره والمجتمع الدولي من خلفه المسؤولية المباشرة عن شعبنا تحت الاحتلال الذي لا يزال يتحمل المسؤولية المباشرة عن تردي واقعنا على كافة المستويات ويعيق تطور شعبنا وتطوير مؤسساته السيادية ويتدخل في كل جزئية في حياتنا، ومن هنا تأتي عظمة الهبة الجماهيرية والحراك الشعبي الذي دعت اليه ونفذته النقابات والهيئات الوطنية والمؤسسات الاهلية، وعلى الحكومة ان تدعم وتتبنى مطالب جماهير شعبنا بكل مسؤولية ومصداقية وان تسعى لتقنين اوجه الصرف وسد بوابات الفساد الواسعة وتقليل الفجوة في الرتب والرواتب وان تتوقف عن سياستها القائمة على خلق طبقة منعمة مرفهة تمثل فئة بسيطة من ابناء شعبنا فيما بقية الشعب دون خط الفقر.. وعلى الحكومة ان تضع ولو لمرة واحدة خطة استراتيجية لانشاء بنية حقيقية لاقتصاد وطني قابل للعيش وقادر على التحرر من التبعية المطلقة للاحتلال من خلال تشجيع الاستثمار وتسهيله وملاحقة المافيات داخل السلطة التي تريد ان تقاسم كل صاحب مشروع مشروعه، لانه من خلال بنية صناعية يمكن رفع مستوى المعيشة والحد من البطالة وتوفير فرص عمل وتوفير مواد اساسية باسعار رخيصة وفي متناول الجمهور. وعلى الحكومة تشجيع الاستثمار في الزراعة من خلال توفير البنى التحتية المناسبة وشق الطرق والطرق الزراعية وحماية المنتج الوطني من تسرب المنتجات الزراعية من المستوطنات من خلال مافيات اما متنفذه واما مدعومة من جهات ذات صلاحيات في السلطة، كما ادعو الحكومة الى تفعيل باب المساءلة والمحاكمة تحت مبدأ (من أين لك هذا) والعمل بصدق وجدية على تجريد كل من أثروا بلا سبب من ملايينهم التي امتصوها من دماء شعبنا ونهبوها من جيوبنا من خلال قضاء عادل ونزيه ومستقل ذي صلاحيات لا يجامل ولا يخاف من احد.
اعتقد انه اذا نفذ هذا البند فان مئات الملايين من الدولارات ستدخل خزينة السلطة مما قد يحررنا من سطوة اسرائيل والمجتمع الدولي المتآمر على مشروعنا الوطني. واسجل هنا تحية اجلال واكبار لكل من شارك في المطالبة بحقوقه وكرامته، ولكني لا اتفق مع الكثير من الممارسات التي رافقت هذا الحراك الجماهيري العريض، واقصد تحديدا تكسير المؤسسات والمنشات والمرافق العامة وبطريقة همجية. كما اتحفظ على تحميل شخص بعينه مسؤولية الغلاء، وانا اعتبر بكل جرأة ان ما تعرض له رئيس الوزراء ومن خلفه الرئيس محمود عباس كان بدوافع ولصالح حسابات شخصية داخل الاطار القيادي لحركة فتح وبطرق غير محسوبة في ابعادها الوطنية، الامر الذي بات يشكل خطرا على وجودنا كسلطة خاصة وان هناك في افقنا السياسي مشاريع سياسية ثقيلة وخطيرة قد تضع حدا لصراعنا مع اسرائيل على حساب قضيتنا الوطنية العادلة ووحدة شعبنا. ولا زلت اقول ان على جماهير شعبنا وقواه الفاعلة وقياداته الجماهيرية ان تطالب باسقاط اتفاقية باريس المذلة المقيدة لحق شعبنا بتحريك موارده الاقتصادية بما يخدم مصالحه الوطنية ويعزز مقومات صموده وان لا ننسى تحت كل الظروف ان الاحتلال يقف وراء كل ما من شأنه ان يعيق استقلال وحرية شعبنا. وانا اول من قال بان الاحتلال والفساد وجهان لعملة واحدة وان الفاسدين هم وكلاء الاحتلال القذرين الذين اوصلوا شعبنا عن سبق اصرار الى وضعنا المزري الذي لا نحسد عليه ولا زالوا متنفذين يصولون ويجولون دون رقيب او حسيب واثروا بلا سبب سوى استغلال شعبنا مستغلين هامش علاقة وفرته اوسلو مع الاحتلال، وانا اول من قال ان اصحاب” تيار اوسلو الاقتصادي" الذين اخرجوا هذه الاتفاقية بهذا الشكل هم الحزب الاقوى والنافذ في سلطتنا وشعبنا منذ 13 ايلول1993 وحتى اللحظة، وهم كانوا ولا زالوا خارج دائرة المساءلة، واذا كان غريمك القاضي فلمن تشتكي؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !