حز الرؤوس
الدعوة لحز رأس المخالف جريمة بشعة سببها التطرف والتشدد والفهم الخاطيء لكثرٌ من النصوص التي باتت تلوكها الالسن ويستدل بها اهل الهوى ليبرروا موقفهم متجاهلين سؤال أهل العلم الثقات , حز الرأس لمجرد الإختلاف في بعض القضايا والأراء التي لا تنال من نص صريح أو من إجماع فقهي جريمة وجدت لان هناك ثقافة دموية نشأت في أوساط المجتمعات المطمئنة تلك الثقافة الدموية فهمت الدين خطأ وفهمت نصوصه خطأ وقامت بتسييس الدين وإستخدامه في تصفية حسابات فكرية وسياسية . بدلاً من الدعوة لحز الرؤوس كان الأولى الدعوة للحوار والنقاش بالتي هي أحسن , ولماذا الدعوة للحوار والنقاش طالما ذلك الرأي الذي كان سبباً في دعوة السيوف لحز الرؤوس لا ينال من نصوص واضحة صريحة فالمعيار للقبول هو النص الواضح الصريح أو الإجماع أو القياس , أما مسائل الإختلاف ومسائل البحث الفقهي المتغيرة بتغير الزمان فتلك مسائل ليست محصورة وملك لفئة دون أخرى وليست مجالاً لإنكار البعض فلا إنكار في مسائل الخلاف ولا حصرية للمسائل فاللجميع حق البحث والتساؤل طالما أمتلكوا ملكة العلم والفهم والتمييز ! منطق البعض الاعوج يقوم على إطلاق الدعوات لحز الرؤوس وقطع الأعناق طالما لم يستطيع إقناع الطرف الأخر بالفكرة أو لم يستطع تغيير بعض الأفكار وبعض الممارسات التي لا تعارض الدين وقيمه ومسلماته , تلك الدعوات تنال بشكل مباشر من السلم الأهلي والإجتماعي الذي بات على مقربة من الغابة والبقاء للأقوى . المنطق الأعوج ينحدر من بقايا عصور الغابة التي ما تزال صورها وحلقاتها مستمرة حتى الأن فتلك العصور والصور والحلقات يدعمها الفكر والثقافة وحب التسلط ورفض الأخر فتحولت كثرٌ من المجتمعات لمجتمعات معقدة دموية تنتظر الإنفلات لتبدأ بحز الرؤوس وتصفية الحسابات الفكرية اولاً وسوريا نموذج مبسط على قانون الغابة فمن كان يتوقع تطاير الرؤوس ببلد تعايشت أطيافه سنين عديدة رغم التعقيدات السياسية والإجتماعية والإقتصادية , تطايرت الرؤوس لان المحملين بثقافة الكراهية والتسلط والفكر الدموي والافكار الخاطئة وقانون الغابة دخلوا لسوريا تحت بند النفره والنفير فكان ماكان من مناظر بشعة ورؤوس تتطاير وتٌطبخ ليل نهار فتحولت ثورة الشعب المسالم إلى دموية وإقتتال كل الأطراف مسؤولين عن ذلك التحول وعن نتائجه الدموية المخزية بجبين الإنسانية وبجبين دعاة الحز والنفير ! كاد نجيب محفوظ أن يفقد رأسه بسبب إطلاق دعوات الحز من قبل قلة لا تكاد تفهم العبارات , فنجى نجيب لكن المجتمعات لم تنجو فعقول صغار السن يتم حشوها وعندما يكبرون يتحولون لنسخ دموية تنتظر من يعطيها إشارة الإنطلاق للحز بدم بارد فيحز المسلم رأس أخيه المسلم بدم بارد رافعاً أصبع السبابة عالياً ضاحكاً وكأنه ظفر برأس هولاكو او برأس هتلر . حز الرؤوس المسلمة والمعصومة لا يقربنا إلى الله كما يتوهم أو يعتقد البعض ولا يحقق أي نتيجة فحز الرؤوس يعني بداية فعلية لعصر الغابة والقطيع والمقصلة والجلاد وقد بدأ بالفعل . الطيش والحماسة والجهل لا يبرر إطلاق دعوات الحز , فالدعوة إلى القتل بلا مبرر وبلا حكم واضح وصريح جريمة يطلقها منهو مطمئن على رأسه ورأس من يؤيد دعوته للحز والنفير .
التعليقات (0)