أحمد سالم أعمر حداد :
صحفي وباحث في العلاقات الدولية
P_programming@yahoo।com
ahmedsalemameurhadad.blogspot.com
كما كان متوقعا سلم أحد أضلاع المربع الملكي ، وعراب حزب الأصالة والمعاصرة، فؤاد عالي الهمة مقاليد الأمانة العامة لحزبه المثير للجدل،للكادر الصحراوي وزير الصحة السابق محمد الشيخ بيد الله المتحدر من قبيلة الركيبات،وبالتالي يتضح الهدف الثاني للهمة وفريق معاونيه، ألا هو محاولة سحب معطيات جديدة وغريبة على الواقع السياسي، ومعطيات التوازن القبلي بالمحافظات الصحراوية،وزعزعة ثوابت الفعل السياسي، بتلك الساحة السياسية المختلفة كليا عن ما يعتمل من معطيات بأقاليم داخل المغرب، وذلك بعد أن اتضح الهدف الأول للحزب والمتعلق بالتصدي لكل أشكال التنظيمات والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية।
ورغم أن معطى حدث تسلم كادر صحراوي لقيادة حزب مغربي لأول مرة في التاريخ السياسي للمملكة المغربية، حدث يستحق الإشادة، من حيث كونه انفتاحا على الكوادر الصحراوية في أعلى مستوياته، يأتي بدرجة اقل من اعتماد القصر الملكي، على خدمات ودهاء الكادر الصحراوي، ثعلب الصحراء، أو كما أحب شخصيا أن أناديه بين أصدقائي، "زئبق الصحراء" ،كما انه لم يخرج عن الثابت السياسي المتعلق بكون التحالفات الكبرى للبلاط الملكي يصعب أن تخرج، في أعلى مستوياتها عن القوة السياسية الكبرى بإقليم الصحراء الغربية، قبيلة الركيبات، كمعطى غاية في الواقعية السياسية، دون انتقاص من طبيعة جميع الأدوار الطلائعية والتوازنات المحمودة التي تمثلها باقي القبائل في المشهد السياسي الصحراوي.
إلا أن هذا التعيين يحمل في طياته الكثير من التساؤلات الحذرة، المتعلقة بأهداف حزب الهمة، وحساباته في عملية اختراق الواقع السياسي الصحراوي، فلماذا يحضر البلاط الملكي في شخص فؤاد عالي الهمة،شخص الدكتور محمد الشيخ بيد الله عند قراءته ضمن معطيات المقترح المغربي المتعلق بمنح إقليم الصحراء الغربية حكما ذاتيا، تحت السيادة المغربية، والمفاوضات المتوترة حول المقترح مع جبهة البوليساريو، ومن جهة أخرى ضمن الأجواء السالبة التي تركتها زيارة سابقة لفؤاد عالى الهمة وهو يحضر لتأسيس دعائم حزبه بالمحافظات الصحراوية، والتي عبر من خلالها، مخلفا استياء كبيرا، عن نظرة مختلفة للتدبير الاقتصادي والسياسي بهذه المحافظات، مفادها أن الدولة في السابق كانت تأخذ من الأقاليم الشمالية لتعلف الأقاليم الجنوبية"، وهو ما خلف استياء واضحا وسط مختلف شرائح المجتمع بالأقاليم الجنوبية، كما استنتج من خلال تلك الزيارة طبيعة التوتر بين الهمة وحزبه ومساعديه، مع "زئبق الصحراء" خليهن ولد الرشيد.
و من بين القراءات أن رهان فؤاد عالي الهمة على شخص الدكتور محمد الشيخ بيد الله، بهدف اختراق قلعة الكادر الصحراوي خليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوي، عمدة مدينة العيون، منذ مطلع الثمانينات، والسياسي الصحراوي، الذي يراهن عليه البلاط الملكي لإنجاح مشروع الحكم الذاتي، والكادر الصحراوي، الذي اثبت غير ما مرة، قدرته على تحريك الشارع الصحراوي، ويعتبر اقرب إلى الجماهير من غيره لعدة أسباب، يحمل في طياته خطورة سياسية بالغة، من حيث كونها ضرب لمشروع الحكم الذاتي في صميم مقوماته، ومن جهة أخرى حركة تنشد خلق صراع غير محمود داخل نفس القببيلة، أي قبيلة الركبيبات،التي ينتمي إليها كل من خليهن ولد الرشيد، ومحمد الشيخ بيد الله، الركيزة الأساسية ضمن أي حل، أو تصور لنزاع الصحراء الغربية.
لقد قام الهمة بخلق العديد من الشروخ الارتجالية داخل المشهد السياسي المغربي، من قبيل قتل العمل الحزبي، والبرلماني،واستخدام قربه من الملك لتنفيذ مخططات سياسية، وصراعه المكشوف مع الحركة الإسلامية، والإعلام، والآن يحاول اللعب السياسي بالأقاليم الصحراوية، حيث سينال فشلا ذريعا هناك، بسب غلطته مع سكان الأقاليم الصحراوية، وتشبيهه لهم بالبهائم تعلف ما تقدمه لهم الأقاليم الشمالية، متناسيا خيرات الجهة، وأخطاء الدولة فيما يتعلق بتدبيرها.
كما أن الصراع المتوقع أن يذكيه الهمة بين بيد الله،وخليهن ولد الرشيد،في الانتخابات الجماعية المقبلة، سوف يفشل فشلا ذريعا، لان الصحراويين لهم سياستهم الخاصة، وهي سياسية غير حزبية بالتأكيد، بل قبلية في صميمها،كما أن الصحراويين تطوروا إلى مستوى التصويت على الأشخاص الذين ثبت أنهم يشتغلون فعلا على قضاء مآربهم، ومصالحهم الاقتصادية والسياسية، وهو ما يميز خليهن ولد الرشيد، الذي ظل لصيقا بالشؤون الاجتماعية،الاقتصادية والسياسية للصحروايين، منذ بداية إدارة الإقليم من طرف المملكة المغربية، وبناء المؤسسات،وتسلمه مقاليد عمادة العيون إلى المرحلة الحالية واشتغاله على مشروع الحكم الذاتي. كما أن دهاءه السياسي، سبق كل التكهنات، حيث قام بتهنئة ابن عمه الركيبي، محمد الشيخ بيد الله هاتفيا، استباقا لكل معطيات الصراع المتوقع أن يعتمل بإقليم الصحراء الغربية،على ضوء الانتخابات الجماعية المقبلة،بين عناصر حزب الهمة، والسيد خليهن ولد الرشيد
التعليقات (0)