تم تخصيص إحدى جلسات مجلس النواب الأردني بالكامل لمناقشة الوضع في سوريا وأزمة اللاجئين السوريين في الأردن وخصوصا مخيم الزعتري الذي أصبح خارج السيطرة الأمنية تنتشر فيه العصابات المسلحة والسوق السوداء نقلا عن مداخلة النائب النائب محمد شديفات. النائب ميسر سردية تحدثت عن تواجد للسلاح داخل المخيم وتسائلت عن عدد دور الدعارة التي يديرها سوريون داخل مدينة المفرق. النائب السردية لم تأتي بكلام من عندياتها فقد كانت هناك تقارير سابقة تتحدث عن دور دعارة داخل مخيم الزعتري وعن حالات خطف من داخل الأراضي السورية إلى مخيم الزعتري حيث حررت قوات الدرك مختطفين من داخل خيام في المخيم في مناسبة سابقة كما تم ضبط أسلحة.
تقارير سابقة لصحف ومواقع إلكترونية أردنية تحدثت عن وصول الأزمة الخدمية في مدينة الرمثا إلى وضع كارثي وعن أزمة مائية في مدينة المفرق وفي الأردن بشكل عام بل ووصل الكلام في جرأة غير مسبوقة عن مؤامرة على مخزون المياه الجوفية في الأردنية حيث أن مخيمات اللاجئين تقام فوق الأحواض المائية وتصب مياهها العادمة مباشرة في باطن الأرض وفلتان أمني وتهريب لاجئين من المخيم وحالات شغب بسبب نقص الخدمات مثل إنقطاع الكهرباء التي قد لا تتوفر لبعض المواطنين الأردنيين أنفسهم حيث أن بعض القرى الأردنية لا تزال لا تعرف الكهرباء وخصوصا في مناطق البادية.
الوضع صعب وحساس فالأردن لم يستضف فقط اللاجئين السوريين وبنى لهم مخيمات بل سمح بأن تكون تلك المخيمات قاعدة إرتكاز خلفية لعصابات القاعدة أو أولاد الحرام كما ذكر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بالحرف حيث يقوم أولاد الحرام(القاعدة) بالهجوم على أولاد الحلال(الجيش السوري) لأن أولاد الحرام يقومون بالإنسحاب تكتيكيا إلى داخل الأراضي الأردنية وبحماية الجيش الأردني الذي يغطي إنسحابهم بحجة أنهم لاجئين. الأردن يحصد الآن مازرع منذ بداية الأزمة السورية بالسماح لأولاد الحرام بشن هجمات إنطلاقا من داخل الأراضي الأردنية ضد قواعد أولاد الحلال حيث أن أولاد الحرام سوف ينقلبون على الأردن عاجلا أم آجلا وسوف يعضون اليد التي أطعمتهم لأن الأردن لم يسمح لهم فقط بإقامة قواعد إرتكاز تحت مسمى مخيمات اللجوء بل فتح لهم قواعد تدريب وتسليح حيث تحدثت تقاير عن شحنات أسلحة أوكرانية تم تمويلها نفطيا وتسليمها لأولاد الحرام عن طريق الأردن.
لست أتجنى على أحد أو أتحامل على اللاجئين فكلامي كله منقول عن جرائد وصحف ومواقع أردنية لا تكن الود للحكومة السورية وقررت منذ اليوم الأول للأزمة الإصطفاف إلى جانب أمريكا وإسرائيل والسعودية وقطر في حربهم على سوريا القيادة والجيش والشعب السوري وقد تخصص صفحات كاملة للحديث عن فيديو حصري لجندي سوري ضرب كفا لأحد أولاد الحرام المقبوض عليهم ولكنهم لا يتحدثون ولو من باب رفع العتب عن جرائم القاعدة في سوريا والتي أصبحت تضاهي ماتم إرتكابه في سجن أبو غريب من قبل الأمريكان كما هو مثبت وبالصور حيث تظهر إحدى الصور إبن حرام يجر إبن حلال من رقبته بحبل مربوط تماما كما حصل في أبو غريب من قبل إبن حرام أمريكي بحق إبن حلال عراقي.
الأردن بلد لديه مديونية خارجية عالية وهو بلد محدود الموارد يعيش أصلا شبح أزمة مائية ومالية قبل الأزمة السورية فما بالكم الآن حيث قد يصل عدد اللاجئين السوريين إلى مليون لاجئ وتكلفتهم إلى مليار دينار. وهذا غير أن الأردن بلد غير منتج يعيش على المساعدات الخارجية والعائدات الضريبية التي تحلبها الحكومة من جيب المواطن المسكين ولا مجال لمقارنته بسوريا التي إستضافت مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين ثم العراقيين خصوصا من الطائفة المسيحية واللبنانيين حين تم شن الحرب البربرية العدوانية على الجنوب اللبناني الصامد من قبل أحفاد القردة والخنازير. لم ينم اللاجئون الفلسطينيون في خيم ولم يتم معاملتهم كما في لبنان حيث أنهم محرومون من أبسط الحقوق ولم ينم اللاجئون العراقيون في خيم ولم تقم الحكومة السورية ببناء مخيمات لجوء لشعب الجنوب الصامد بل إستضافتهم في المدارس والمساجد بل وفي الكنائس وفتح لهم مواطنون سوريون بيوتهم وقاسموهم لقمة الخبز وينطبق نفس الكلام على العراقيين الذي كانت نسبة كبيرة منهم من الطائفة المسيحية وأيضا الفلسطينيين الذي كان عدد كبير منهم يرتبط بروابط عائلية مع سوريين.
هي شهادة لله ثم للتاريخ أن الحكومة السورية لم تكن تبيع رغيف الخبز المدعم للمواطن بسعر وللاجئ بسعر حيث كان رغيف الخبز المدعم يباع للجميع بسعر واحد ولم تقم بالتمييز بين اللاجئين والمواطنين من ناحية الخدمات ولم تبكي وتلطم خدودوها للأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية التي هي في أصلها وكالات تجسس ومخابرات ليدخلوا إلى سوريا للتجسس وجمع المعلومات تحت مسمى إغاثة ولم تشحد أموال تحت حجة دعم اللاجئين ليتم نهبها وإيداعها في حسابات خارجية ولم تنشر إحصائات بأعدادهم وفق المثل القائل (الكلام إلك وإسمعي يا جارة).
ومع إستمرار الأزمة في سوريا وتخصيص تلك الجلسة لمجلس النواب للحديث عن تلك الأزمة وتداعياتها على الأردن فقد تقدم عدد من النواب بمداخلاتهم ولعل أكثرها لفتا للنظر هي مداخلة النائب عن حزب الوسط الإسلامي الإخونجي الأردني النائب محمد الحاج والذي طالب بإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية ووقف الهجرة الغير شرعية إلى الأردن وذالك في توافق غريب عجيب مع ما يطالب به ثوار الناتو من إقامة منطقة عازلة بحماية قوات من الناتو تماما كما كان الحاصل في لبنان حين أقامت إسرائيل منطقة عازلة في جنوب لبنان ونصبت العميل الضابط السابق في الجيش اللبناني العميل أنطوان لحد قائدا لما يسمى جيش لبنان الجنوبي وهو نسخة لبنانية لما يسمى الجيش السوري الحر حيث كان رياض الأسعد مرشحا لقيادة مايسمى الجيش السوري الحر في تلك المنطقة قبل أن يفقد قدمه في محاولة إغتيال لعلها المرة القادة تطيح برقبته كما أطاح أبطال المقاومة الإسلامية اللبنانية في حزب الله برقاب كبار قادة جيش لبنان الجنوبي قبل أن ينسحبون تكتيكيا إلى إسرائيل لتعاملهم كالكلاب الشاردة ويكونون عبرة لكل من يفكر بخيانة وطنه.
النائب محمد الحاج لم يقدم إقتراحاته حول سبل إقامة تلك المنطقة العازلة الذي هو طلب وقح لأنه يعد تدخلا في شؤون دولة ذات سيادة وإن كان طلبه يعد تلميحا غير مباشر عن إقامتها عن طريق تدخل الجيش الأردني وسيطرته على مدينة درعا مؤقتا وتحويل ذالك لوضع دائم حيث أن هناك مطامع أردنية قديمة متعلقة بمدينة درعا منذ أيام ما يسمى ثورة لورانس العربي الإنجليزية الكبرى.
النائب الحاج يطالب بمنطقة عازلة في درعا وبعض الأحزاب الكردية في سوريا بدأت تكشر عن أنيابها لقضم مناطق في الحسكة ودير الزور وهناك مطامع تركية بمنطقة حلب والموصل وإسرائيل تعزز سيطرتها على الجولان وتمنح تراخيص للتنقيب عن الثروات الطبيعية فيه وهذا كله بركات ما يسمى الربيع السوري. إذا فقد إتضح هدف هذا الربيع وهو صوملة سوريا.
حزب الوسط الإسلامي هو فرع للإخوان المسلمين في الأردن ووجههم الآخر حيث أن فكرة إنشاء أحزاب رديفة في عملية تجميلية للأحزاب الإخونجية في طول الوطن العربي وعرضه ليس فكرة جديدة حيث يترأس المرشح الرئاسي السابق في مصر أحمد أبو الفتوح أحدها ويترأس مرشح رئاسي سابق هو إبن نوال الأمريكية حازئ صلاح أبو إسماعيل حزبا آخر.
فكرة إقامة منطقة عازلة تم طرحها عن طريق أحد نواب حزب الوسط الإسلامي وكيلا عن حزب الإخوان المسلمين لتجنيب حزب الإخوان المسلمين الحرج السياسي الناجم عن مثل هذا الطرح حيث أن حزب الوسط الإسلامي له أعضاء في البرلمان ويتمتع بتغطية سياسية بموجب تلك العضوية لا يتمتع بها حزب الإخوان المسلمين الذي رفض المشارك في الإنتخابات البرلمانية حتى تقوم الحكومة الأردنية بتفصيل قانون إنتخابات يضمن لهم السيطرة على مجلس النواب ورفع راية القاعدة عليه بدلا من العلم الأردني فقاموا بتشكيل حزب الوسط الإسلامي وتقديم كل أشكال الدعم له وتوجيه جماهير الخرفان التي تتبعهم بالتصويت لذالك الحزب.
نائب آخر من حزب الوسط الإسلامي وهو زكريا الشيخ يمتلك صحيفة وقناة فضائية وإذاعة طالب في إحدى جلسات مجلس النواب بقطع جلسات المجلس لأداء الصلاة وذالك في إحدى مداخلاته وهي مزايدة مفضوحة تماما مثل نائب سلفي في مجلس الشعب المصري يدعى ممدوح إسماعيل قام بالأذان أثناء جلسة لمجلس النواب المصري خصصت لمناقشة موضوع الإشتباكات في محيط وزارة الداخلية المصرية بين عناصر الشرطة والمتظاهرين. الصلاة فرض ولست ضد أدائها وهي عبادة كما أن العمل عبادة وامانة ويقبض عليه هؤلاء النواب رواتب من أموال الشعب ويمكن جدولة جلسات مجلس النواب بعد صلاة الظهر مثلا حيث هناك متسع من الوقت أو بين صلاة العصر والمغرب حيث هناك أيضا متسع من الوقت ولكن ليس قطع تلك الجلسات ومناقشة مصالح المواطنين والأمور التي تهمهم والتي من أجلها تم إنتخابهم فيمكن مثلا جمع الظهر والعصر و المغرب والعشاء لو كان هناك عذر شرعي ومناقشة أمور الشعب وهمومه ومصالحه تدخل في ذالك النطاق.
نفس المنهج المفضوح ونفس التصرفات يشترك فيها ويا لمحاسن الصدف نواب متأسلمون من أحزاب إخوانية أو أحزاب إسلامية أو سلفية تقوم بدور الوكيل عن حزب الإخوان المسلمين لتجنيبهم الحرج في حال طرح أحد القضايا من قبل حزب الإخوان المسلمين فيقومون بطرحها عن طريق وكلائهم من الأحزاب المتأسلمة الأخرى.
ولست أدري لماذا لا يقوم نواب حزب الوسط الإسلامي الإخونجي الأردني بالمطالبة بإقامة منطقة عازلة داخل العراق وإعادة جميع اللاجئين العراقيين إليها أو إقامة منطقة عازلة في الضفة الغربية وإعادة جميع اللاجئين الفلسطينيين إليها؟ أو أن الأخيرة سوف تقول لهم أمريكا إخرسوا وإنطموا وهو ما سوف يفعلونه وإلا سوف تقطع أمريكا المساعدات عن الأردن وكذالك ضمانات القروض لأن دولة الإغتصاب الصهيوني هي دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة معترف بها من بعض الدول العربية كقطر والتي يوجد على أراضيها سفارة إسرائيلية تعمل تحت مسمى مكتب تمثيل تجاري وخلافه.
سوريا لم ولن ترفع علم إسرائيل ولن تسمح بسفارة إسرائيلية على أراضيها يا خونة يا متأسلمين فأنتم أول من باع فلسطين وقضية فلسطين وأنتم آخر من يتحدث عنها.
تحية ثورة فلسطين
الوطن أو الموت
التعليقات (0)